نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا أعده محرر الشؤون الأمنية في الصحيفة توم وايتهد، قال فيه إن
تنظيم الدولة يقوم باستخدام القطط؛ لبث رسائل العنف، وجذب الجهاديين الذين يستهدفهم على شبكة الإنترنت.
وينقل التقرير عن مساعد المدعي العام الأمريكي جون كارلين، قوله إن "متشددي تنظيم الدولة يعرفون أن استخدام القطط يساعد على نشر الرسائل، وبالتالي فإنهم يستخدمون صور القطط مع مقاتليهم وينشرونها على الإنترنت"، ويضيف أن تنظيم الدولة ينشر علب شوكلاتة الفستق "نوتيلا"؛ لكي يجذب متطوعين جددا، وينشر صور المقاتلين وهم يوزعون الهدايا والحلوى على الأطفال، في "تركيز لطيف" على الحياة في ظل النظام "البربري".
وتذكر الصحيفة أنه بحسب كارلين، فإن المسؤولين الأمريكيين حاولوا الاستعانة بشركات تسويق عالمية، لمعرفة كيفية مواجهة
دعاية التنظيم، مشيرة إلى أن كارلين كشف عن أن مخرجين من
هووليود وعالم التسويق والإعلان هم آخر سلاح تستخدمه الولايات المتحدة لمواجهة دعاية تنظيم الدولة المتقنة ووسائله المبطنة.
ويبين وايتهد أنه تمت الاستعانة بخبراء من "ماديسون أفنيو" وشركاته المعروفة للإعلان، وشركات أنظمة الحاسوب في "سيلكون فالي"؛ من أجل إعداد الطريقة المثلى لمواجهة دعاية الجهاديين، ما يعني شن حملة تتضمن معلومات عامة وأفلاما على الإنترنت ودعايات مواجهة.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن المسؤول الأمريكي لاحظ تناقضا في الرسالة الموجهة من تنظيم الدولة، التي تحاول نشر الرعب في قلوب أعدائه، عبر بث أشرطة قطع الرؤوس والإعدامات والحرق، وبين تلك الموجهة للمجندين الجدد، التي تحاول تقديم صورة عن حياة طبيعية في ظل المناطق التابعة للجهاديين.
ويقول كارلين إن "أفلام التجنيد تظهر أطفالا وإرهابيا جذابا، من خلال عدسة رقيقة، وهو يوزع شعر البنات والحلوى على الأطفال، وهذه هي الصورة التي يرغب
الجهاديون بنشرها عن الخلافة، وفي صورة أخرى، تظهر استخدامهم للقطط؛ لأنهم يعرفون أنها محبوبة، وتظهر إرهابيا مع قطة في يد وبندقية (إي كي47) في اليد الأخرى، وبهذه الطريقة يحاولون صيد المتطوعين".
وتلفت الصحيفة إلى مقطع فيديو يظهر مسؤولا كبيرا في التنظيم وهو يوزع الحلوى على الأطفال بطريقة حنونة مع عبارة "هذه هي الخلافة".
ويكشف الكاتب عن أن كارلين كان في زيارة إلى
بريطانيا؛ لمقابلة مسؤولين أمنيين، ومناقشة طرق مواجهة دعاية تنظيم الدولة، مشيرا إلى أنه عبر عن قلقه من أن تنظيم الدولة حرف انتباهه من الساحة القتالية في العراق وسوريا، إلى تجنيد ضعاف القلوب من الشبان في غرف نومهم في الدول الغربية، وحثهم على تنفيذ هجمات في الغرب، حيث يقول: "من الواجب علينا منع مواطني بلادنا من ارتكاب هذه المذابح، وينبغي علينا البحث عن طرق لمنع انجرارهم نحو التشدد".
ويضيف كارلين للصحيفة: "ما عملناه في الولايات المتحدة هو أننا جمعنا مجموعة من مديري شركات هوليوود و(سيلكون فالي) و(ماديسون أفنيو) للإعلانات، ومسؤولا في المجتمع المدني، وناقشنا ما نعتقد أنه تهديدات، ودعوناهم إلى استخدام الطريقة التي استخدمها الجهاديون ذاتها؛ لخلق هذه الطريقة من التواصل، ونشر المنتج، والبحث عن طرق لمواجهة رسالتهم، وكيف نؤثر في مواقع التواصل الاجتماعي".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول كارلين: "كي نكون واضحين، ينبغي القول إننا لا نعمل معهم لتطوير محتويات الرسالة، بل طلبنا منهم المساعدة ووصفنا التهديد، وسألناهم: (هل تستطيعون العمل مع الآخرين، كما فعلتم في مناسبات أخرى، وكما فعلتم في حملات غير ربحية؟)".