أجرت
بريطانيا، الخميس، 23 حزيران/ يونيو، استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، أظهرت نتائجه غير الرسمية نحو 52 في المئة من الناخبين لصالح الخروج من الاتحاد.
فلماذا حصل
الاستفتاء؟ وما هي أبرز آثاره؟ وكيف سيتم الانفصال؟
جمعت "عربي21" هذه المادة التوضيحية لكم:
لماذا عقد الاستفتاء؟
جاء استفتاء انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، الذي كان وعدا لرئيس الوزراء ديفيد
كاميرون بعقده إذا فاز في الانتخابات العامة لعام 2015، استجابة للضغوطات المتزايدة من حزبه (حزب المحافظين)، وحزب الاستقلال البريطاني، الذي قال إن بريطانيا لم تملك قولا منذ عام 1975، عندما صوتت بالبقاء في استفتاء عام كذلك، رغم أن "الاتحاد الأوروبي تغير كثيرا منذ حينها، وأصبح أكثر تدخلا في حياتنا".
ما هو سؤال الاستفتاء؟
كان السؤال الذي أجاب عليه البريطانيون في الاستفتاء العام هو: "هل يجب أن تبقى المملكة المتحدة عضوا بالاتحاد الأوروبي؟ أم يجب عليها المغادرة؟
ما الذي تعنيه "Brexit"؟
بريكست (Brexit) هي الكلمة المختصرة الداعية لخروج بريطانيا من الاتحاد، والمكونة من كلمتي: "بريطانيا" و"خروج" باللغة الإنجليزية.
اقرأ أيضا: ما هي تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
من الذي دعا للانفصال؟
بالدرجة الرئيسية، كان "حزب الاستقلال البريطاني"، الذي فاز بالانتخابات الأوروبية الأخيرة، هو الداعي الأكبر للانفصال، وحصل على ما يقارب أربعة ملايين صوت (نسبة 13 بالمئة)، في الانتخابات العامة في أيار/ مايو الماضي.
بالإضافة لذلك، ما يقارب نصف البرلمانيين من المحافظين البريطانيين، بمن فيهم خمسة وزراء، وبعض نواب حزب العمال دعوا للانفصال.
ما هي أسباب الداعين للانفصال؟
قال الداعون للانفصال، إن
أوروبا "تكبح" بريطانيا، عبر فرضها الكثير من القوانين على الاقتصاد، ومليارات الجنيهات سنويا مقابل ضرائب العضوية، دون مقابل مجدٍ.
وأراد هؤلاء أن تسيطر بريطانيا بشكل كامل على حدودها، وتقلل عدد الأشخاص المهاجرين الذين يأتون للحياة أو العمل، وهو ما يتعارض مع مبادئ الاتحاد الأوروبي بـ"حرية التنقل"، التي تقضي بعدم الحاجة للتأشيرات بين بلدان الاتحاد.
ويرفض الداعون للانفصال فكرة "اتحاد أكثر قربا"، ويعتبرونها خطوة أخرى نحو "الولايات المتحدة الأوروبية".
من أراد بقاء بريطانيا بالاتحاد؟
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي أعلن نيته الاستقالة، الجمعة، أراد البقاء، بالإضافة لـ16 وزيرا بحكومته، في حين تعهد الحزب المحافظ بالحياد في الحملة، مقابل دعم حزب العمال للبقاء.
خارجيا، كان أبرز الداعمين للبقاء هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بالإضافة لفرنسا وألمانيا.
ما هو رأي الشركات؟
الشركات الكبرى فضلت البقاء في الاتحاد الأوروبي، لأن هذا يمنحها سهولة أكبر بانتقال الأموال والعمال والمنتجات.
بالمقابل، الشركات الصغرى والمتوسطة سترحب بقطع الشريط الأحمر، وتعتبر الانفصال خروجا عن التنظيمات البيروقراطية.
بالمحصلة، قالت "غرفة تجارة بريطانيا" إن 55 بالمئة من الأعضاء يفضلون البقاء في أوروبا.
كم يتطلب الأمر من الوقت حتى تخرج بريطانيا؟
المدة الأقل لخروج بريطانيا ستكون عامين، ستعمل خلالهما بريطانيا بالمعاهدات الأوروبية، دون أي مشاركة في صنع القرار، ستفاوض خلالها على اتفاقية الانسحاب، وعلاقتها الجديدة مع أوروبا، إلا أنها قد تأخذ أكثر من ذلك بحسب ما تستغرقه المفاوضات.
هل يستطيع البرلمان منع الخروج؟
تقنيا، نعم، لكن سياسيا؛ سيعتبر ذلك انتحارا سياسيا برفض الإرادة الشعبية، إذ إن نتائج الاستفتاء الشعبي ليست ملزمة للبرلمان، الذي يجب عليه أن يقر الاتفاقية، والذي يستطيع الاعتراض عليها، سواء في مجلس العموم، أو في مجلس اللوردات.
هل سيحتاج البريطانيون إذنا للعمل في أوروبا؟
هذا يعتمد على الاتفاقية بين البلدين، فإذا بقيت ملتزمة باتفاق الواحد، فهذا يعني الحفاظ على اتفاقية حرية التحرك التي تسمح للبريطانيين بالعمل في أوروبا، والعكس صحيح.
لكن إذا فرضت الحكومة قيودا على العمل، بحسب ما يريد "حزب استقلال بريطانيا"، فإن البلدان الأخرى سترد بالمثل، مما يعني أن البريطانيين عليهم التقدم بتأشيرة للعمل.
هل انفصلت أي دولة أوروبية عن الاتحاد من قبل؟
لم يحصل هذا من قبل، مما يجعل تصويت بريطانيا سابقة في تاريخ الاتحاد الذي لم يتعامل مع مثل هذه الحالات من قبل.
إلا أن جرينلاند، إحدى الأراضي التابعة للدنمارك، أجرت استفتاء عام 1982، بعد أن حققت درجة ما من الحكم الذاتي، وصوتت بنسبة 52 بالمئة، مقابل 48 بالمئة للمغادرة.
هل يمكن أن ترجع بريطانيا لاحقا؟
نعم تستطيع بريطانيا ذلك، لكن سيكون عليها أن تبدأ مفاوضات واتفاقات من الصفر، وسيكون على كل الدول الأوروبية الموافقة على عودة بريطانيا، بحسب الآلية المتفق عليها بـ"اتفاقية ليسبون" التي تجمع دول الاتحاد الأوروبي.