نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للصحافي علاء دراغمة من رام الله، يشير فيه إلى قيام رجال أمن
السلطة الفلسطينية برش الفلفل الحار في وجه قيادي بارز في حركة
فتح.
ويشير التقرير إلى أن الأمين العام للمجلس التشريعي الفلسطيني، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح في مدينة
طولكرم في شمال الضفة الغربية إبراهيم خريشة، تعرض للاعتداء يوم الجمعة بقيام أجهزة الأمن برش رذاذ الفلفل الحار في وجهه، لافتا إلى أن هذا الحادث يعد آخر نزاع عانت منه الحركة في الأسابيع الأخيرة.
وينقل الكاتب عن خريشة قوله: "حاولوا اعتقال أحد جيراني، فذهبت إلى بيته لمعرفة ما الذي يحصل، وفوجئت بالأمن يرش غاز الفلفل في وجهي ووجه أقاربي، وقاموا باعتقاله، ونقلت للمستشفى في سيارة خاصة".
ويلفت الموقع إلى أن حدة التوتر ارتفعت بشكل كبير في طولكرم، بعد قيام أمن السلطة الفلسطينية باعتقال عدد من شباب حركة فتح؛ بسبب تعليقاتهم على "فيسبوك"، بخصوص الانقطاع المتكرر للكهرباء الشهر الماضي.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أنه يعتقد بأن رئيس الوزراء رامي حمدالله، وهو عضو في حركة فتح، هو من أمر بالاعتقالات، الأمر الذي دفع عشرات القيادات الفتحاوية المحلية للاستقالة؛ احتجاجا على ذلك، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين وقعت مواجهات مسلحة بين أمن السلطة ومسلحين فلسطينيين، واعتقل 11 عضوا من حركة فتح.
ويذكر دراغمة أن هذه المشكلات تأتي قبل شهرين من موعد
الانتخابات المحلية المقررة في الضفة الغربية للمرة الأولى في أربع سنوات، لافتا إلى أنه منذ الإعلان عن الانتخابات اندلعت الخلافات بين حركة فتح والسلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية، مع أن السطلة مكونة من حركة فتح وفصائل أخرى.
ويجد الموقع أن ما زاد الطين بلة هو إعلان حركة
حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، اعتزامها المشاركة في الانتخابات القادمة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، لافتا إلى الحركة قد قاطعت الانتخابات المحلية السابقة.
ويفيد التقرير بأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود
عباس دعا إلى الهدوء، وقال خريشة إن عباس اتصل به للاطمئنان على سلامته بعد الحادثة، وأضاف خريشة: "قال لي الرئيس عباس إنه أصدر تعليماته للمسؤولين الأمنيين لحل الأزمة، وإنهم سيطلقون سراح المعتقلين، وقد غادرت المستشفى، والآن أنا بخير في بيتي".
ويتابع خريشة قائلا للموقع: "قاموا بإطلاق سراح المعتقلين كلهم، الذين اعتقلتهم الأجهزة الأمنية على خلفية كتابة تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول الأزمة التي مرت فيها المدينة الأسبوع الماضي".
وينوه الكاتب إلى أن المجلس الثوري لحركة فتح شجب الاعتداء على خريشة، وقال نائب سكرتير المجلس الثوري فهمي زرير إن "الهجوم على عضو في المجلس، وناشط مثل إبراهيم خريشة، أمر مدان وغير مقبول، ويجب أن ينتهي التوتر في طولكرم، بحسب القانون والقيم الوطنية، ويجب الابتعاد عن الأجندات الشخصية، وندعو إلى التعامل مع الوضع بحكمة".
وبحسب الموقع، فإن زرير قال إن الرئيس أصدر تعليمات واضحة لتجنب أي اعتداءات على السكان، ودعا الجميع إلى الالتزام بالقانون، مستدركا بأنه رغم ذلك إلا أن أجواء الانقسام لا تزال تسيطر على الوضع.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول حركة فتح في طولكرم مؤيد شعبان، قوله إنه تم التوصل إلى اتفاق مع عباس يوم الخميس لإيجاد حل نهائي للأزمة في المدينة، مستدركا بأنه بعد الهجوم على خريشة فإنه يشعر بأن الاتفاق لم يعد ساريا، ويضيف شعبان: "لم تعد حركة فتح ملتزمة بالتفاهم الذي توصلت إليه مع السلطة الفلسطينية أمس".
وينقل دراغمة عن مدير مؤسسة الحق في رام الله شعوان جبارين، قوله إن حركة فتح "كانت على مدى العام الماضي قلقة جدا بخصوص من سيخلف عباس"، مشيرا إلى أن الأخير يبلغ من العمر 81 عاما، وقد انتخب لرئاسة السلطة عام 2005، ولم تجر أي انتخابات رئاسية منذ ذلك الحين.
ويضيف جبارين قائلا للموقع إن الوضع وصل إلى درجة الغليان، وإن المجتمع الفلسطيني مصاب بالإحباط في ظل ظروف ضعف النمو الاقتصادي، وارتفاع نسبة البطالة، وركود عملية السلام، لافتا إلى زيادة الشعور بالإحباط بين الشباب العاطلين عن العمل، وهم الفئة الأكثر معاناة؛ بسبب الوضع الاقتصادي السيئ.
ويتابع جبارين قائلا: "يتألف المجتمع الفلسطيني بشكل كبير من الشباب، الذين لم يشركوا في القرار السياسي، كما كان في السابق، وأصبحت النظرة العامة للسلطة الفلسطينية سلبية؛ لأسباب اقتصادية، ولانعدام الأمن، ولعدم اتباع قوات الأمن قواعد العمل، ولذلك ستكون هناك ردود فعل غير مقبولة".
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن جبارين يرى أن إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية هو الطريقة الوحيدة لكسب ثقة الشعب، ويقول: "إن هناك أزمة بنيوية عميقة داخل السلطة، ويجب إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتشجيع الوحدة، ويجب على السلطة الفلسطينية الاستفادة من الدروس الماضية لإنشاء برنامج سياسي جديد".