أثار قيام قوات "الأسايش" الجناح الأمني لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردية، باعتقال ثلاث نساء عربيات في منطقة رأس العين بريف الحسكة بتهمة "انتماء أزواجهن إلى فصائل معارضة"، جدلا بين الناشطين في الجزيرة العربية الذين اعتبروا هذه العملية "انتهاكات لحقوق الإنسان وسابقة خطيرة، وعملا منافيا لأبسط الحقوق والمبادئ الأخلاقية".
وقال الناشط الإعلامي باسل الحسين في حديثه مع "
عربي21": "إن قوات كبيرة من عناصر الأسايش اقتحمت قرى دردارة ومجيبرة في ريف مدينة رأس العين بعد منتصف الليل، وداهمت عددا من منازل الأهالي، واعتقلت ثلاث نسوة إحداهن مع أحد أطفالها، ثم اقتادتهن إلى جهة مجهولة بعد تفتيش منازلهن والعبث بمحتوياتها دون مراعاة حرمته ولا حرمة قاطنيه".
وأضاف أن "قوات الأسايش مارست أبشع السلوكيات اللاإنسانية واللاأخلاقية بحق النسوة، ورمتهن بشكل مهين واستفزازي"، منوها إلى أن "الإفراج عن النسوة لن يتم إلا بعد التعهد بإخلاء الممتلكات ومغاردة المنطقة".
وبحسب الحسين فإن
الاعتقال جرى بذريعة انتماء أزواجهن إلى فصائل عسكرية تابعة للمعارضة السورية في مدينة حلب، إلا أن ذوي المعتقلات أكدوا تواجد الأزواج في لبنان، بهدف مساعدة عوائلهم في التغلب على الظروف المعيشية الصعبة.
وأشار الحسين إلى أن قوات الأسايش هددت قبل نحو شهرين النسوة بالاعتقال في حال لم يغادروا منازلهن، وذلك عقب قيامهم بحملات اعتقال مماثلة طالت القرى العربية بريف مدينة رأس العين، "في موقف يعكس انتقام هذه القوات وكراهيته للسكان العرب، في قضية تظهر بوضوح حجم الظلم والتشفي تجاه الأهالي وخصوصا
النساء".
من جانبه، قال الناشط السياسي والحقوقي هيثم المصطفى لـ "
عربي21": "إن قوات الأسايش بدلا من أن تطلق سراح السجينات السابقات، اللواتي طالبت جهات حقوقية في المحافظة بإطلاق سراحهن، عمدت مؤخرا إلى اعتقال ثلاثة نساء أخريات بحجة الضغط على أزواجهن لتسليم أنفسهم أو إجبارهم على مغاردة المنطقة".
وأضاف المصطفى أن من المفترض أن تحمي قوات الأسايش النسوة وتحفظ أعراضهن لا أن تعتقلهن وتسيء إليهن، مطالبا بسرعة الإفراج عنهن ومحاسبة من اعتقلهن.
واعتبر المصطفى قيام عناصر من هذه القوات بهذا الفعل يظهر قوات الأسايش بصورة غير أخلاقية، الأمر الذي يثير علامات استفهام عديدة حول المغزى من ذلك، متسائلا: "لماذا تطال هذه الاعتقالات مناطق ريف الحسكة ذات الأغلبية العربية؟".
يشار إلى أن مدينة رأس العين التي يسيطر عليها "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر لعام 2013، يقطنها خليط من العرب والآشوريين والسريان والأكراد والأرمن والتركمان والماردلية، ويبلغ عدد سكانها نحو 300 ألف نسمة، وتشكل العشائر العربية 90% من سكانه، وفق إحصائيات محلية.