من المرتقب أن تفتتح أول قاعة رسمية لاستهلاك
المخدرات في
فرنسا الاثنين المقبل، في مستشفى في باريس، لتتيح للمدمنين تعاطي المخدرات في ظروف سليمة، في سياق مبادرة لقيت ترحيبا من الجمعيات وانتقادات شديدة من المعارضة اليمينية وبعض السكان المجاورين للموقع.
وتقع "قاعة استهلاك المخدرات في ظروف أقل خطرا"، بحسب التسمية الرسمية، في مستشفى "لاريبوازيير" بالقرب من محطة غاز "دو نور"، وهي المنطقة الأكثر تأثرا بآفة المخدرات.
وكان من المفترض فتح المركز الجمعة، لكن التدشين أرجئ "لأسباب تقنية"، بحسب القيمين على المشروع الذي "يشكل محطة مهمة جدا في معالجة مشكلة الإدمان"، على حد قول وزيرة
الصحة ماريسول تورين، التي قصدت الموقع الثلاثاء، مع رئيسة بلدية باريس آن إيدالغو.
وأكدت الوزيرة أن هذه المبادرة هي أيضا "تتويج لمعركة سياسية لم تكن بالسهلة وأثارت موجات استنكار عدة"، مشيرة إلى أن فرنسا هي عاشر بلد يحذو هذا الحذو.
وتنضم فرنسا بالتالي إلى ألمانيا وأستراليا وكندا وإسبانيا والدنمارك ولوكسمبورغ والنرويج وهولندا وسويسرا، حيث تتوافر مواقع من هذا القبيل أثبتت فاعليتها خلال السنوات الماضية.
ويفتح المركز الممتد على 450 مترا مربعا في باحة المستشفى كل يوم، من الواحدة والنصف ظهرا إلى الثامنة مساء، مع مدخل منفصل خاص به، وهي تتضمن قاعة استقبال وانتظار وصالة استهلاك.
والرهان كبير في مجال الصحة العامة، بحسب وزارة الصحة، إذ إن "الوضع الصحي لمستهلكي المخدرات مقلق جدا في فرنسا"، حيث أصيب 10% منهم سنة 2011 بفيروس الإيدز، وأكثر من 40% بالتهاب الكبد من نوع "سي".
غير أن هذا المشروع الذي تطالب بتنفيذه منذ سنوات عدة جهات، من قبيل جمعيات مختصة وجزء من الطاقم الطبي، يثير انتقادات أطراف أخرى تعتبر أنه يأتي بمفعول عكسي، فضلا عن استياء السكان الذين يخشون اضطرابات في الجوار.