نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا أعدته الكاتبة كاتي أوتن، تنقل فيه عن هاربين من مدينة
الموصل، التي يسيطر عليها
تنظيم الدولة، قولهم إن مقاتلي التنظيم اختطفوا عشرات الآلاف من سكان المدينة، واستخدموهم دروعا بشرية، وقتلوا 232 شخصا على الأقل، وذلك بحسب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى قول مدنيين فروا من المدينة قبل عدة أيام، إن الجهاديين أجبروا الرجال على السير أمام عرباتهم في وقت تتغير فيه خطوط القتال، لافتا إلى أن العائلات التي تحاول الفرار واجهت مخاطر الموت؛ بسبب القصف المتبادل بين القوات الحكومية والمقاتلين التابعين للتنظيم، بالإضافة إلى الدخان الأسود المتصاعد من حقول النفط والكبريت، التي أشعلها التنظيم قرب القيارة.
وتنقل الكاتبة عن رجل عمره 45 عاما، قوله: "عندما تصل المروحيات للهجوم على تنظيم الدولة، تكون لدى المدنيين الفرصة للهروب إلى الجانب الآخر"، مشيرة إلى أن الرجل فرّ من قرية الشورى، التي تبعد 25 ميلا عن جنوب الموصل.
وتصف الصحيفة وصول الهاربين بالقول: "جاءوا يمشون على أقدامهم، تتبعهم مواشيهم، رافعين العلم الأبيض؛ لتأكيد أنهم ليسوا أعداء، وفي القيارة يتم التأكد من هويات القادمين، ومقارنتها بقوائم على الحاسوب تم إعدادها لعناصر تنظيم الدولة، التي تم الحصول عليها من خلال معلومات أمنية جمعت من على الأرض".
ويلفت التقرير إلى أنه تم تحديد ثمانية أشخاص بصفتهم عناصر من التنظيم، حيث قيدت أيديهم وعصبت عيونهم، ونكش أحد الضباط رأس أحد المشتبه بهم بعصا، وقد بدا أن صندله وقميصه ملوثان بالغبار، وقال المسؤول الأمني إن الرجال سيرسلون إلى محكمة محلية، وبناء على الأدلة ستقرر المحكمة سجنهم.
وتعلق أوتن قائلة إنه "في حرب فقد فيها الكثيرون أصدقاءهم والأعزاء عليهم، فإن
انتهاكات حقوق الإنسان، والهجمات العشوائية والانتقامية عامة".
وتذكر الصحيفة أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" أكدت أن حكومة إقليم كردستان تقوم باعتقالات عشوائية للرجال والأولاد الفارين من مناطق تنظيم الدولة في الموصل والحويجة، لافتة إلى أن الأطفال والنساء يعدون غالبية النازحين، وأما بالنسبة للرجال الذين فروا من قبضة التنظيم فعليهم المرور عبر عملية فحص أمني؛ للتأكد من أنهم ليسوا جهاديين.
ويفيد التقرير بأن الرجل الذي فرّ من الشورى يزعم أن نسبة 75% من أهلها يدعمون التنظيم، وأن أي مقاومة له خطيرة؛ بسبب طول يده الأمنية، ويقول: "لا يستطيعون مقاومة تنظيم الدولة لأنه قوي"، ووصف عقوبات لتجاوزات ثانوية، مثل ارتداء البنطال الخطأ، أو التدخين، واستخدام الهاتف النقال، وقال: "لعامين كاملين لم أعرف الوقت ولا اليوم؛ لعدم وجود التلفاز أو الأفلام".
وتنوه الكاتبة إلى أنه عندما بدأت الهجمات ضد التنظيم، فإن الشرطة الدينية تركت الشوارع، وذهبت إلى جبهات القتال، ولم تعد عناصر التنظيم بارزة؛ خوفا من تعرضها للغارات.
وتورد الصحيفة نقلا عن زيدان خلف، وهو جندي متقاعد في السبعين من عمره، قوله إن التنظيم أطلق النار على 42 شخصا كانوا يحاولون الهرب من المدينة، قبل سيطرة القوات
العراقية عليها في آب/ أغسطس.
وينقل التقرير عن عبد القادر يوسف (38 عاما)، الذي يعيش في القيارة، قوله إن التنظيم أمسك به متلبسا بتهريب أشخاص من القرية قبل سبعة أشهر، وعلق من يديه في سجن محلي تابع للتنظيم، وتعرض للضرب بأنبوبة لمدة 10 أيام، عقوبة له على ذلك.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن أحد سكان الموصل، الذي لا يزال يعيش فيها، وصف عبر الهاتف، الجو فيها بأنه جو ترقب بشأن
المعركة المقبلة، وقال: "لا يوجد مقاتلون في الشوارع، وأحاول البقاء في المنزل، وهناك من يحاول الهرب، الوضع سيئ، ولا أعرف ماذا سيحدث".