هدد شابان في عقدهما الثالث ورجل في عقده الخامس، بالانتحار احتجاجا منهم على تعرضهم للظلم و"الحكرة"، بعد الاستيلاء على أرضهم من طرف رئيس بلدية مدينة تيفلت (القريبة من العاصمة الرباط)، على حد تعبيرهم.
وقال شاهد عيان في تصريح لـ"عربي21"، الخميس، إن الشابان والرجل المسن، صعدوا في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال (بتوقيت غرينتش) إلى أحد الأبراج الخاصة بالاتصالات خارج مدينة تيفلت، والقريبة من محطة أداء الطريق السيار، "مهددين بالانتحار احتجاجا منهم عما اعتبروه سرقة أراضيهم من طرف مجموعة من مسؤولي المجلس البلدي للمدينة، وعلى رأسهم رئيس المجلس عبد الصمد عرشان الذي فاز بالانتخابات أخيرا".
وطالب جمع غفير من سكان مدينة تيفلت بضرورة حضور رئيس المجلس البلدي لعين المكان لتوضيح رأيه في الاتهامات الموجهة إليه، وطالبوا بإنصاف المتضررين، الذين قالوا عبر مكبر للصوت إنهم يستنجدون بعاهل المغرب، محمد السادس، لحل مشكلتهم بعد أن طرقوا جميع الأبواب في عمالة إقليم الخميسات، وبعد احتجاجهم لأزيد من سنتين أمام مقر بلدية المدينة.
وبسبب طول مدة التسلق ولأنه مريض بالسكري، أغمي على الرجل الخمسيني بعد مرور أزيد من خمس ساعات على تسلقه برج الاتصالات، وبادر مجموعة من الشباب المتطوعين بإنزاله، في حين اكتفت السلطات الأمنية بالمشاهدة ولم تقم بأي بادرة لمعالجة الأمر، ما جعل الحشد الموجود أسفل البرج بالتنديد بإهمال رجال الأمن والوقاية المدنية، ورفعوا شعارات احتجاجية من قبيل "هذا عار هذا عار.. ولاد الشعب في خطر".
من جانبه، نفى رئيس بلدية تيفلت، عبد الصمد عرشان، في تصريح لـ"عربي21"، كل التهم الموجه إليه من طرف الأشخاص الثلاثة، وقال إنه لم يسط على أي ملك يخصهم، مشيرا أن الأرض التي اتهموه بالسطو عليها لم تكن يوما في ملك البلدية، بحسب ادعائهم، بل هي في ملك شركة العمران التي تعتبر مجموعة عمومية مكلفة بتطبيق سياسة الحكومة في مجال الإسكان، موضحا أنه دعاهم للجوء للقضاء ورفع قضية على العمران، لكنهم، بحسب قوله، أصروا على اتهام البلدية بالسطو على الأرض ودليلهم أن البلدية وقعت على ترخيص البناء للشركة.
ولفت عرشان أن ما قامت به البلدية مع شركة عمران قانوني، لأن هذه الأخيرة لديها أوراق تثبت ملكيتها للأرض.
وكشف عرشان أن الأشخاص الثلاثة طلبوا منه رشوة حتى يتنازلوا عن احتجاجهم، غير أنه رفض طلبهم، وقال إن لديه شهود يؤكدون الواقعة.
ومازال، إلى وقت كتابة هذه الأسطر، الشابان متسلقان أعلى البرج في انتظار النظر في طلبهم.