تكبدت قوات مكافحة الإرهاب
العراقية خسائر كبيرة خلال الـ18 يوما الماضية أهمها مقتل 34 عسكريا بينهم ضباط خلال المعارك في حيي اليرموك والمطاحن في الجانب الغربي من
الموصل.
وقال العميد سلمان عكاشات من "مكافحة الإرهاب" إن قواته خسرت خلال المعارك في الأيام الماضية 21 مدرعة عسكرية والعديد من الأدوات القتالية المختلفة.
ولفت عكاشات إلى أن المعارك مع تنظيم الدولة شرسة للغاية وحجم الخسائر التي تكبدها الطرفان تظهر ضراوة القتال وصعوبته.
وأشار إلى سيطرة قواته على محطة وقود في الجانب الغربي تبين لاحقا أن التنظيم كان يستخدمها كمقر لعملياته القتالية في المنطقة بسبب تضمنها شبكة أنفاق وأزقة ترتبط مع بعض الشوارع.
وشدد على أن قناصة تنظيم الدولة ما زالو يشكلون هاجسا للفارين لأنهم يستهدفون أي مدني يحاول الفرار من الأحياء على حد قوله.
وفي سياق العمليات قال ضابط في قيادة عمليات نينوى إن القوات العراقية بدأت اليوم عمليات تطهير وتفتيش في حيي اليرموك والمطاحن غرب الموصل بعد استعادتهما من التنظيم.
وأوضح أن القوات اقتحمت أحياء التنك والمعامل والآبار لانتزاعها من التنظيم.
مستشفيات بلا أدوية
وعلى الصعيد الإنساني قالت وسائل إعلام عراقية إن مخزون الأغذية لسكان الجانب الغربي من الموصل قارب على النفاد ويعاني السكان من صعوبة التزود بالطعام في ظل استمرار المعارك لمدة 6 أشهر متواصلة.
ويشير طبيب غرب الموصل إلى أن أعراض سوء التغذية وشرب المياه الملوثة تظهر على السكان في ظل نقص الخدمات الطبية ونفاد مخزون محاليل غسل الكلى ومواد التخدير والمغذيات نتيجة الحصار.
ولفت الطبيب مفضلا عدم ذكر اسمه إلى وجود عشرات الحالات الخطرة يوميا والتي تصل إلى المستشفيات دون تمكن الطواقم من تقديم أي علاج لها.
وكشف عن قيام الأطباء بإجراء العديد من العمليات للمصابين بطلقات نارية أو شظايا صواريخ دون تخدير مضيفا أن كل مصاب ينجو يتم إخراجه فورا من المستشفى لعدم وجود أسرة كافية علاوة على أن المستشفى لا يمتلك أدوية أو خدمات يمكن أن تخفف من آلام المريض.
ولفت الطبيب إلى حالة الفوضى التي تسبب الأمراض في المدينة وانتشار أكوام كبيرة من النفايات نتيجة غياب الجهات البيئية ونقل النفايات إلى مكبات صحية خارج المدن.
وقال إن العديد من صيدليات الجانب الغربي في المدينة تعرضت لعمليات نهب واسعة بعد كسر أقفالها متهما تنظيم الدولة بالقيام بذلك نتيجة حاجته لمعدات طبية لعلاج عناصره المصابين خلال المعارك.
وأشار إلى أن عناصر التنظيم حين يجلبون عناصرهم المصابين في المعارك للعلاج في المستشفيات يحضرون معهم الأدوية والمستلزمات الطبية في ظل ندرة وجودها بالمستشفيات والمراكز الصحية.
وكشف الطبيب عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين يوميا جراء المعارك مشيرا إلى اكتظاظ غرف الطوارئ بالمصابين من الأطفال والنساء وكبار السن بآثار الصواريخ والشظايا.
تناول القطط والحشائش
وفي السياق ذاته قالت ناشط حقوقي إن العديد من العائلات في الموصل باتت تعتمد على أكل الحيوانات والقطط والطيور نيئة ووصل الأمر ببعض العائلات لأكل أوراق الشجر والحشائش لانعدام الأغذية.
وقال خليل الآشوري إن المياه في الموصل غير صالحة للشرب والمياه الصالحة نادرة الوجود مشيرا إلى كارثة إنسانية يعاني منها السكان.
ولفت إلى أن أسعار المواد الغذائية في المناطق التي ما زال تنظيم الدولة يسيطر عليها ارتفعت بصورة جنونية ووصل الكيلوغرام الواحد من مادة الأرز إلى قرابة 35 دولارا والسكر إلى 26 دولارا للكيلو الواحد.
وقال إن سعر البيضة الواحدة يبلغ قرابة 5 دولارات فيما يعاني السكان من ارتفاع سعر حليب الأطفال وبلغ سعر العلبة الواحدة قرابة 50 دولارا.
وحمّل الآشوري مسؤولية تدهور الأوضاع في مدينة الموصل للجهات التي سهلت لتنظيم الدولة اجتياحها والتي تحاول منذ أشهر حتى إخراجه.