أثارت مشاهد بثته قناة "cbc"
المصرية؛ ضجة في الأوساط الإعلامية الموريتانية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى المنتقدون أن هذه المشاهد تظهر
موريتانيا بمظهر الحاضنة للإرهاب.
ويظهر في الحلقة الخامسة عشرة من من سلسل "في الـ لالالاند"، الذي يعرض يوميا خلال شهر رمضان، أشخاصا على أنهم موريتانيون من ذوي البشرة السمراء، وهم يحملون أسلحة، ويتحدث إليهم مصري يأمرهم بإقامة معسكر تدريبي في سلسلة جبال "لتعلم أساليب السرقة والقتل وقطع الطرق".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو، معتبرين أنه يعد إهانة للشعب الموريتاني وإساءة متعمدة للبلد.
وطالب المدونون باستدعاء السفير المصري في نواكشوط، لتسليمه مذكرة احتجاج على إنتاج المشاهد التي اعتبروها مسيئة لموريتانيا ولصورتها الخارجية.
وكتب القيادي المعارض، والعمدة السابق، أج ولد أدي، على صفحته في "فيسبوك": "لماذا لا تستدعي الحكومة السفير المصري بنواكشوط للاحتجاج؟".
ولفت إلى أن المقطع الذي بثته القناة المصرية "يسيء إلى صورة موريتانيا من خلال ربطها بالإرهاب والتلصص وقطع الطريق بطريقة موغلة في السخرية والإهانة".
وأضاف: "هذا
الفيلم يساهم في تحطيم صورة موريتانيا النمطية المرتبطة بالعلم والحفظ، والتدين والأخلاق والكرم في أذهان سكان مصر والمشرق العربي.. أم أن الأمر غير مستعجل، وغير مطلوب؟".
وعلق المدون محمد الحسن على صفحته في "فيسبوك": "الإعلام القطري يسلط الضوء على محاظرنا وتراثنا وعلمائنا وشعرائنا في برنامج المشاء، وإعلام السيسي يصورنا سراقا وقطاع طرق وإرهابيين نقتل السياح ونسلب أموالهم، ومع ذلك ينحاز (نظامنا) للسيسي وأمثاله ويطرد سفير قطر ويصفها بأحط الأوصاف ببيان كتبه حاطب ليل لم يوقع ولم يؤرخ، وإنما جيء به على عجل لحاجة في نفس ولد عبد عزيز".
واعتبر الإعلامي الموريتاني محمد ولد أباه أن هذا المقطع يعد إساءة مباشرة للشعب الموريتاني، مضيفا أنه لا يستغرب أن تعمد ما سماها "فضائيات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي" لتشويه صورة الشعوب العربية.
وقال في حديث لـ"
عربي21": "يجب الرد من الإعلاميين الموريتانيين على مثل هذه الإساءات.. يجب ألا نترك هذه الإساءة تمر"، مستغربا مما اعتبره "تجاهلا" من السلطات الموريتانية لهذه الإساءة والصمت عليها.
وعلقت عدد من الصحف الموريتانية على الفيلم، معتبرة أنه يعد إساءة بالغة لموريتانيا.
ورأت صحيفة "زهرة شنقيط" (مستقلة) أن الفيلم يحمل تحريضا على الفتنة الداخلية. وأضافت: "حمل شريط الفيديو بعدا تحريضيا على الفتنة الداخلية من خلال استغراب بطل الفيلم المصري الذي تحدث إلى العناصر الذين يلعبون دور المجموعة
الإرهابية في الفيلم. كيف تكون موريتانيا منطقة جبلية ويتركونها للاستقرار والهدوء؟".