صحافة دولية

لقطات تكشف حملة الأرض المحروقة ضد الروهينغا (شاهد)

الغارديان: فر ما لا يقل عن 370 ألفا من الروهينغا إلى بنغلادش على مدى الـثلاثة أسابيع الماضية- أ ف ب
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافية كيت هودال، تقول فيه إن صورا للأقمار الصناعية أظهرت ألسنة اللهب تلتهم مساحات واسعة في ولاية راكين في ميانمار، ما أدى إلى اتهامات بأن قوات الحكومة تتبنى سياسة الأرض المحروقة بشكل منهجي ومتعمد؛ لدفع الأقلية الروهينغية المسلمة لمغادرة بلدها.

                    

وتقول الكاتبة إنه بالإضافة للأدلة من صور الأقمار الصناعية التي التقطتها منظمة العفو الدولية، فإنه وصل لـ"الغارديان" تسجيل فيديو من القرويين الروهينغا الفارين من بيوتهم، في محاولة للوصول إلى بنغلادش.  
        
                   

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن اللقطات تظهر النار مشتعلة في الخلفية، ومئات الناس يسيرون في غابة موحلة، ويقطعون الأنهار وهم يحملون أكياسا وسلالا وضعوا فيها ما استطاعوا حمله من ممتلكاتهم، مؤكدا أن "الغارديان" رأت صورتين لجثث.

وتلفت الصحيفة إلى أنه لم يتم التحقق بشكل مستقل من لقطات الفيديو، خاصة أن وصول الإعلام إلى المنطقة عليه قيود من الحكومة.

وتبين هودال أنه بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية، فإن هناك شهادة من اللاجئين الروهينغا، الذين يقولون إن قوات الحكومة أمرتهم بالفرار من القرية، وفي الوقت الذي حاولوا فيه الفرار قام الجنود بفتح النار عليهم وطعنهم بشكل عشوائي.

وينوه التقرير إلى أنه فر ما لا يقل عن 370 ألفا من الروهينغا عبر الحدود إلى بنغلادش على مدى الثلاثة أسابيع الماضية، مشيرا إلى أن اليونيسيف تقدر أن أكثر من 1100 طفل وصلوا إلى بنغلادش دون أهاليهم، وحذرت من أن الأعداد ستزيد في الأيام القادمة.

وتنقل الصحيفة عن رجل من الروهينغا الفارين من قرية قريبة من بنغلادش، قوله: "بدأ الجيش هجومه الساعة الحادية عشرة صباحا، وبدأوا بإطلاق النار على البيوت وعلى الناس، واستمر الأمر لمدة ساعة تقريبا.. وعندما فر الناس حرقوا البيوت باستخدام البترول ومطلقات الصواريخ، واستمر الحريق لمدة ثلاثة أيام، والآن لم يعد هناك بيوت في منطقتنا، لقد حرقت جميعها تماما".

وتذكر الكاتبة أن منظمة العفو الدولية أكدت الشهادة بمعطيات حول النار وصور من الأقمار الصناعة، بالإضافة إلى صور وفيديو من الأرض، ومقابلات مع شهود العيان من ميانمار وبنغلادش. 

    

وبحسب التقرير، فإن مجسات الحرائق على الأقمار الصناعية تظهر أن ما لا يقل عن 80 حريقا شبت في المناطق المسكونة في شمال ولاية راخين منذ 25 آب/ أغسطس، عندما بدأ الجيش بشن حملته بعد الهجوم على مراكز الشرطة، الذي أعلن جيش تحرير روهينغا أراكان مسؤوليته عنه، مشيرا إلى أن البيانات المجموعة على مدى أربع سنوات كشفت أنه لم تظهر حرائق بالحجم ذاته في أي مكان في ولاية راخين.

وتفيد الصحيفة بأن الأدلة المتراكمة تظهر أن بيوت الروهينغا استهدفت بتعمد، فيما أطلقت على ما يجري الحكومات الأجنبية ومنظمات حقوق الإنسان وصف "التطهير العرقي"، ووصفت مديرة وحدة التجاوب مع الأزمات التابعة لمنظمة العفو الدولية تيرانا حسان، الأدلة بأنها غير قابلة للدحض، وتمثل جرائم ضد الإنسانية.

وتقول حسان: "يوجد نمط منهجي واضح للاعتداء هنا، تقوم قوات الأمن بمحاصرة قرية، ويطلقون النار على الناس الذين يفرون خائفين، ثم يقومون بحرق بيوتهم، وتعد هذه الأفعال باللغة القانونية جرائم ضد الإنسانية فهي هجمات ممنهجة وإبعاد قسري للمدنيين".

وتورد هودال أن "بي بي سي" شهدت في رحلة قريبة لمينتغدو، قرية مسلمة تحترق، بعد أن قام شباب بوذيون من ولاية راخين بإشعال النار فيها، وقالوا لـ"بي بي سي" إنهم فعلوا ذلك بمساعدة من الشرطة، لافتة إلى أن المتحدث باسم الرئاسة في ميانمار زاو هتي، اعترف يوم الأربعاء، بأن الجيش البورمي استهدف 500 قرية في "عمليات تنظيف"؛ ردا على هجمات "أرسا" في 25 آب/ أغسطس، وقال إن 40% من القرى أصبحت خالية تماما، و10% مهجورة جزئيا. 

وتقول الصحيفة إنه كان من المفروض أن تحضر رئيسة ميانمار أونغ سان سو تشي، التي تعرضت لانتقاد عالمي؛ بسبب فشلها في شجب الهجمات، اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم، إلا أن المتحدث قال إنها ستبقى في البلاد؛ لأن الحكومة تواجه "أعمال شغب في بعض المناطق"، مع توقع "هجمات إرهابية" وشيكة.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هناك تقارير بأن أصحاب قوارب بنغلادشية يستغلون الوضع ويطلبون من لاجئي الروهينغا مبلغ 100 دولار لنقلهم إلى بنغلادش، وهي رحلة تكلف في العادة 50 سنتا في العبّارة.