سياسة دولية

احذر من الأعراض الخفية للقلق التي لا نعيرها اهتماما

نادرا ما يطلب الشخص الذي يعاني من القلق المساعدة من الآخرين، ويرفض الاعتراف بأخطائه- أرشيفية
نشر موقع "آف.بي.ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن الأعراض الخفية للقلق، التي من شأنها أن تشكل خطرا على صحة الإنسان بشكل عام، خاصة على الصعيد النفسي.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن وتيرة الحياة اليومية الروتينية، فضلا عن الاضطرابات التي قد يشهدها المرء في بعض مجالات الحياة، تعمق شعوره بالخوف والقلق. فعلى سبيل المثال، يحاول الأشخاص الذين يعانون من القلق الوظيفي الاجتهاد أكثر في العمل، إلا أن مشاعر الخوف من الفشل تظل تطاردهم.

وأضاف الموقع أنه يوجد في حياة كل شخص العديد من الأسباب التي تثير مشاعر القلق داخله؛ نظرا لتفكيره في مسائل مختلفة ومتعددة. ولكن، يمكن أن تتجاوز مدة القلق المفرط 15 يوما في الشهر، ليتواصل هذا الشعور لمدة ستة أشهر، ما يشير إلى الإصابة باضطراب القلق. وتتعدد أسباب القلق، لتشمل الحياة المهنية والشخصية، والوزن الزائد، ومشاكل الخصوبة، والأزمات المالية، فضلا عن التفكير في كيفية قضاء العطلة.

وأورد الموقع أن هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد على التخلص من مشاعر القلق، على غرار التنفس العميق، وممارسة اليوغا، وتمارين التأمل، إلا أنه يوجد بعض الأشخاص غير القادرين على السيطرة على مشاعر القلق، التي أصبحت جزءا من حياتهم. وعموما، إن الفشل في تجنب الإصابة بالاضطرابات النفسية والتحكم فيها، وعدم القدرة على السيطرة على القلق، يمكن أن يؤثر سلبا على حياة الإنسان.

وتجدر الإشارة إلى أن الشخص الذي يعاني من القلق يستطيع القيام بمهامه على أكمل وجه مثل أي شخص عادي، فهو غير مقيد، وقادر على اتخاذ القرارات بمفرده. بالإضافة إلى ذلك، نادرا ما يطلب الشخص الذي يعاني من القلق المساعدة من الآخرين، ويرفض الاعتراف بأخطائه.

وأفاد الموقع بأن الأشخاص الذين يعانون من القلق المفرط يعيشون إجهادا وضغطا نفسيا مستمرا، بسبب رغبتهم في التميز في جميع مجالات الحياة، بما في ذلك تربية الأبناء، والتعليم، والعمل، والعلاقات. كما أن الخوف الشديد من الفشل وارتكاب الأخطاء، أو تخييب آمال الآخرين، وفقدان احترامهم، من الأساليب التي تعزز مشاعر القلق داخل الفرد. وبالتالي، فإن الشخص الذي يعاني من القلق الوظيفي يعد طموحا؛ لأنه في سعي دؤوب لتحقيق غايته.

وأوضح الموقع أن القلق يرتبط ارتباطا وثيقا بمشاعر انعدام الأمن؛ نظرا لأن قواعد السلوك وبعض العادات الاجتماعية تعمل على ترسيخ الشعور بالقلق إزاء الأمن. فعلى سبيل المثال، يشعر الفرد بعدم الارتياح عند الانقطاع عن ممارسة بعض العادات، ما يعزز شعوره بعدم الأمن.

وبين الموقع أن القلق يؤثر على الحياة اليومية للفرد، رغم تعدد محاولاته الرامية إلى إخفاء ذلك. فمن تأثيرات القلق انعدام الثقة بالنفس، وتراجع المردودية في العمل، فضلا عن تأثيره السلبي على العلاقات مع الشريك، والأقارب، والأصدقاء؛ فقد يتظاهر الشخص بالهدوء والتريث، وتمكنه من السيطرة على جميع الأمور، إلا أن مشاعر القلق تسيطر عليه تماما.

وذكر الموقع أن اضطرابات النوم تتزامن مع الشعور بالقلق، وتختلف حدتها من شخص لآخر. ففي حين يواجه بعض الأشخاص صعوبات في النوم، مثل الاستيقاظ بشكل مستمر والأرق، لا يستطيع البعض الآخر مغادرة الفراش والتخلص من الشعور بالنعاس. ويعود ذلك، إلى إجهاد الجهاز العصبي؛ نتيجة الاستيقاظ كل مرة إثر سماع بعض الأصوات المزعجة في الشارع، أو تلبية لبعض النداءات.

وأشار الموقع إلى أن قلة التركيز ترتبط بالقلق، إذ يحاول المرء التركيز في عمله، وخلال محادثاته مع الآخرين، إلا أن محاولاته لا تجدي نفعا. كما يعود سبب عدم القدرة على التركيز والتفكير إلى القلق المفرط حيال المستقبل.

وأكد الموقع أن عدم القدرة على مقاومة العوامل المزعجة يعد من أهم أسباب القلق. ففي هذه الحالة، يمكن أن تصبح المسائل التافهة والبسيطة سببا في تعكير مزاج الشخص وشعوره بالقلق دون أي داع. إلى جانب ذلك، لا يؤدي القلق إلى الشعور بالتوتر ونفاذ الصبر فحسب، بل يمكن أن تمتد المعاناة إلى الإصابة بتصلب العضلات.

وفي الختام، أشار الموقع إلى ضرورة إيلاء الأهمية اللازمة لأعراض القلق، والتوقف عن تجاهلها، واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تأثيرها السلبي. ويجهل الكثيرون أن هذا النوع من الاضطرابات النفسية قد يزيد الشعور بالإرهاق، ويزيد من خطر الإصابة بالوعكات الصحية والاكتئاب، واضطرابات النوم، ومشاكل في العلاقات، ناهيك عن عدم القدرة على السيطرة على الغضب.