رفض المستشرق اليهودي دانيئيل بايبس السبت، فكرة أن "التنازلات المؤلمة التي قد تقدم عليها إسرائيل للفلسطينيين ستعمل على إنهاء الصراع معهم، لأنها فرضية معيبة"، بحسب تعبيره.
وأضاف في حوار مع صحيفة "إسرائيل اليوم" ترجمته "عربي21"، أن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يتعامل مع
الفلسطينيين كجيش محارب وليس قوة شرطية، ولذلك عليه أن يغير من طريقة تعامله معهم
من أجل استئصال رغبتهم للعمل بوسائل عنيفة ضد إسرائيل".
وزعم أن "المنهج الذي تتبعه إسرائيل لحل نزاعها
مع الفلسطينيين خاطئ من أساسه، وإن محاولاتها لإرضائهم سيؤدي بالضرورة لفشلها،
وليس تحقيق السلام، فالحروب تنتهي حين يتنازل طرف خاسر أمام طرف منتصر، صحيح أن
بعض المراحل قد تشهد إرهاقا من الجانبين، لكن لا بد أن يبدو واضحا أن أحدهما قد
حقق انتصارا وتفوقا على الآخر".
بايبس، المؤرخ والباحث في الدراسات الشرقية، قدم
مؤخرا مبادرة سياسية باسم مشروع الانتصار الإسرائيلي Israel Victory Project، مفاده أن المشروع الصهيوني حقق حسما عسكريا أمام خصومه وأعدائه من الناحية الاستراتيجية، لا سيما أمام الدول
العربية.
اقرأ أيضا: شواهد متزايدة لتراجع الثقة في الجيش الإسرائيلي
واستدرك بقوله: "لكن إسرائيل ما زالت تعمل أمام
الفلسطينيين بطريقة مغايرة، مفضلة الخيار التكتيكي على الاستراتيجي، من أجل الحصول
على الهدوء الأمني، ولذلك تحول جيشها لقوة شرطية للدفاع عن حياة الإسرائيليين، لكن
هذه الطريقة تطيل أمد الصراع".
وأكد بايبس، وهو رئيس معهد أبحاث منتدى الشرق الأوسط The Middle East Forum، أن الجيش الإسرائيلي مطالب بتغيير هذه
المنهجية في التعامل، بحيث تصل الرسالة للطرف الآخر الفلسطيني بأنه خسر المعركة،
ولعل أحداث البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي، والخشية الإسرائيلية من تدهور
الأوضاع مع الفلسطينيين، كانت أكبر مثال على خطأ هذه الطريقة.
اليوم آن الأوان لتغيير المسار الذي تتعامل وفقه
إسرائيل أمام الفلسطينيين بسبب وجود ما وصفه "كاوبوي" في البيت الأبيض،
في حين أن القيادة الفلسطينية عالقة، وترتكب أخطاء عن اليمين واليسار، ما يتطلب
استعادة خيارات سياسية وعسكرية انتهجتها إسرائيل خلال أحداث الانتفاضة الثانية،
وفقا لما أعلنه وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، أن الفلسطينيين عليهم أن يدركوا
أن العنف عديم الجدوى، وقد آن الأوان لاستئصال هذه الفكرة من جذورها لديهم.
بايبس، أحد أقطاب المحافظين الجدد في الولايات
المتحدة، قال إن أحد جوانب مشكلة إسرائيل المتأصلة مع الفلسطينيين تكمن في مناهج
التعليم، فهناك اليوم 80 بالمئة منهم يعتقدون أنه بالإمكان الانتصار عليها من خلال
القوة، وأقلية ترى أنه بالإمكان العثور على طريقة للحياة سويا مع الكيان الصهيوني،
مع أن هؤلاء الـ20 بالمئة كانوا في السابق مهمين، لأنه بفضلهم حصلت الصهيونية على
الأرض والسلاح ما مكنها من إقامة دولتها، "اليوم لم يعد هؤلاء مهمين لإسرائيل،
هدفي يكمن في نقل ما تيسر من نسبة الـ80 بالمئة إلى الـ20 بالمئة لزيادتهم".
اقرأ أيضا: تداعيات مسيرات العودة بغزة تنقل الصراع للداخل الإسرائيلي
ورأى أن هناك ثلاثة أسباب تجعل الفلسطينيين يعتقدون
بفرضية التفوق على إسرائيل بالقوة العسكرية: الأول الأيديولوجية الإسلامية التي
ترى بضرورة وإمكانية إعادة فرض السيطرة الإسلامية على هذه البلاد، والثاني الدعم
الدولي الذي يحصل عليه الفلسطينيون، سواء الأمم المتحدة أو قوى اليسار، مثل جيرمي
كوربين، ما يجعلهم متمترسين خلف مواقفهم، والثالث الأسلوب الدفاعي الذي تتمسك به
إسرائيل، بسبب حرصها أولا وأخيرا على الهدوء.
وختم بالقول: وصول الفلسطينيين لقناعة بأنهم خسروا
المعركة أمام إسرائيل، لا يتأتى إلا بتوفر شواهد ومؤشرات من بينها، الإعراب عن عدم
رضاهم من المآلات التي وصلوا إليها في مقالاتهم بالصحف الفلسطينية، وتوقف العنف ضد
إسرائيل، وتراجع الحملات الدولية لنزع الشرعية عنها، ووصول محاولات القضاء عليها
إلى نهاياتها، وهو ما لم يحصل بعد، مع أن هذه القناعات توصلت إليها دول عربية في
عام 1977.
شواهد متزايدة لتراجع الثقة في الجيش الإسرائيلي
"معاريف": هذا توقع ليبرمان عن ثاني جمعة لمسيرة العودة
خبراء إسرائيليون: مسيرات العودة تشكل الكابوس الأخطر