بدا لافتا، توقف هجمات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) الصاروخية في اليمن، باتجاه الأراضي السعودية، منذ الأزمة التي أعقبت اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وهو ما يثير تساؤلات عدة حول دوافع الحوثيين إزاء ذلك.
وبهذا السياق، أفاد مصدر مقرب من قيادة الحوثيين بأن الجماعة قررت إيقاف إطلاق الصواريخ الباليستية متوسطة وطويلة المدى باتجاه المملكة، بشكل مؤقت، إثر أزمة اختفاء "خاشقجي" واعتراف الرياض فيما بعد بمقتله في قنصليتها بمدينة إسطنبول التركية.
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم كشف اسمه، أن القيادة الحوثية، لا تريد منح السعوديين، فرصة لحرف مسار أزمة مقتل "خاشقجي"، والاهتمام العالمي بها، بالإضافة إلى المواقف الدولية التي تصاعدت وتيرتها منذ الأيام الأولى لاختفائه وحتى إعلان المملكة مقتله في شجار داخل القنصلية بإسطنبول.
وتابع المصدر: "لطالما شكلت الهجمات الصاروخية الباليستية باتجاه العمق السعودي، والتي كانت تنفذ بوتيرة عالية، ردود فعل دولية لمصلحة المملكة، فإن قيادة الحوثيين أوقفت هذه الهجمات، حتى لا تترك لها فرصة التقاط أنفاسها، في ظل الضغط الدولي الهائل عليها بسبب مقتل خاشقجي".
واقتصرت الهجمات للحوثيين، بحسب المصدر، على صواريخ قصيرة المدى، كان آخرها استهداف تجمعات لقوات سعودية بـأربعة صواريخ من طراز زلزال 1، في مناطق حدودية مع اليمن في جازان ونجران، جنوب المملكة.
وتشير إحصائية رسمية للتحالف الذي تقوده السعودية، إلى أن عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون على أراضي المملكة بلغت 205 صواريخ، منذ انطلاق عملياته في اليمن في آذار/ مارس 2015، حسبما أعلن عن ذلك المتحدث باسم التحالف، في اليومين الماضيين.
ودأبت جماعة الحوثي منذ بدء الحرب في 26 آذار/ مارس 2015، على قصف الأراضي السعودية بصواريخ باليستية متوسطة وطويلة المدى، وغالبا ما تنتهي تلك الهجمات الصاروخية بإحباطها من قبل منظومة الدفاع الجوي السعودي.
ويشهد اليمن، منذ نحو أربعة أعوام، حربًا بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعومة بقوات التحالف العربي، وبين الحوثيين المسيطرين على محافظات بينها صنعاء، منذ 2014.
أوكسفام: معارك اليمن تحصد 8 مدنيين كل يوم
ما الذي جنته السعودية من حربها في اليمن؟
خشية أممية من تفاقم الأزمة الغذائية في اليمن بسبب الحرب