نشر موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي
تقريرا رصد فيه أخطر الإشاعات التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، عن فيروس كورونا في
إيطاليا والعالم.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنّه لا بد من الانتباه إلى
الأخبار المزيفة والرجوع إلى القنوات الرسمية للتثبت من صحة الأخبار المتداولة، لما
تسببه الإشاعات من حالات فزع عالمية.
وأوضح الموقع أن حالة طوارئ فيروس كورونا تسببت
في حالة من الذّعر في إيطاليا. وبذلك، ترك التعقل المجال للخوف وفازت الأنانية على
البصيرة والإثارة على المعلومات الصحيحة. لتسليط بعض الضوء على هذه القضية الحساسة
والمهمة، قررنا استعادة أهم الأخبار الزائفة حول فيروس كورونا.
المؤامرة المعادية للصين
ذكر الموقع أن لا أحد يعرف سبب انتشار الفيروس
وهناك عدة فرضيات حول هذا الموضوع، وتتمثل الفرضية الأكثر تداولا في الهجوم
البيولوجي الهادف إلى ضرب الصين، وقد وصفت صحيفة "الوطن" السعودية هذا
الفيروس بأنه "فيروس العجائب" لأنه "لا يؤثر على الولايات المتحدة
أو إسرائيل، وعلى غرار السارس، ظهر في وقت تشهد فيه الصين توسعا اقتصاديا لا يمكن
وقفه".
وتتعلق إحدى الفرضيات حول كيفية انتشار فيروس
كورونا بالحيوانات، وتبين أنه لا علاقة له بالمختبرات التي تنتج الأسلحة
البيولوجية. وكما كتبت صحيفة "نيويورك تايمز"، تؤثر فيروسات كورونا
بسهولة على الطيور والثدييات، ولكن لم يتضح بعد نوع الحيوان الذي نقل هذا المرض
إلى البشر. وكما ذكر المعهد العالي الإيطالي للصحة، هناك العديد من الفرضيات
المختلفة حول هذا الموضوع، ولكن كلها تسير في اتجاه واحد: الظروف السيئة لسوق
ووهان.
الحديث عن الحيوانات
أورد الموقع أن بعض أصابع الاتهام وُجهت أيضا
إلى الحيوانات الأليفة التي اعتبرت حاضنات للفيروس. لكن ذلك غير صحيح، حسب المعهد
الوطني للأمراض المعدية والمعهد العالي للصحة. ومن جهتها، أشارت وزارة الصحة
الإيطالية إلى أنه "في الوقت الحالي، لا يوجد دليل علمي على أن الحيوانات
الأليفة، مثل الكلاب والقطط، تمثل مصدر العدوى أو يمكن أن تنقلها".
"بيل غيتس كان يعرف ذلك ..."
أضاف الموقع أن بيل غيتس أُقحم أيضا في هذه
القضية من خلال الإشارة إلى تنبئه بظهور الفيروس. يبدأ كل شيء بـ "الحدث
201" الذي نظمه مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي في تشرين الأول/ أكتوبر 2019،
الذي يحاكي "ظهور فيروس كورونا حيواني المنشأ جديد، ينتقل من الخفافيش إلى
الخنازير ثم إلى البشر".
وأورد المركز أنه "في نهاية المطاف، يصبح
هذا الفيروس قابلا للانتقال بشكل فعال من شخص لآخر، مما يؤدي إلى وباء خطير.
ويظهر المرض في مزارع الخنازير في البرازيل، بصمت وببطء في البداية، ثم يبدأ في
الانتشار بسرعة أكبر في أماكن الرعاية الصحية. يتم نقله لأول مرة عن طريق الجو إلى
البرتغال والولايات المتحدة والصين، ثم إلى العديد من البلدان الأخرى".
في هذا الصدد، كتب الموقع الذي أعاد إطلاق هذه
المعطيات الزائفة، أن "هذا السيناريو المقلق الذي تمت محاكاته من خلال
حدث 201 في تشرين الأول/ أكتوبر من قبل مؤسسة بيل ومليندا غيتس وبلومبيرغ والمنتدى
الاقتصادي العالمي، هو حديث واضح عن فيروس كورونا، مع اختلاف أن الوباء يبدأ في
البرازيل بدلا من الصين، وينتشر من الخفافيش والخنازير بدلا من السمك".
ونوه الموقع بأنه من الواضح أن مركز الأمن الصحي
له غرض واحد، وهو وضع السيناريو (الأسوأ) لمحاولة حل الأزمات الحقيقية التي ستؤثر
على سكان العالم في المستقبل القريب، كدليل على أن بيل غيتس لا علاقة له بهذه
القضية، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، بأنه "ممتن للغاية للكرم الذي قامت
به مؤسسة بيل وميليندا غيتس"، وذلك بعد أن تبرع مؤسس شركة ميكروسوفت بمبلغ 100
مليون دولار للبحث عن لقاح لفيروس كورونا.
فيروس كورونا لا يستقل وسائل النقل العام
أشار الموقع إلى أن محطات المترو والنقل العام
في ميلانو هذه الأيام تكاد تكون فارغة. كتبت وزارة الصحة أنه "استنادا إلى
البيانات المتاحة، من غير المرجح أن تحدث العدوى من خلال مقابض الحافلات أو في
المترو. ومن المؤكد أننا في خضم موسم الأنفلونزا، لذلك، إذا ظهرت أعراض مثل الحمى
والسعال والتهاب الحلق والصداع، وخاصة صعوبات التنفس، يجب عليك استشارة
الطبيب".
الأقنعة فقط للكرنفال
الجميع يبحث عنها، ولكنها مفيدة فقط للمصابين
بالفيروس. ومن جهتها، توصي منظمة الصحة العالمية بارتداء "قناع فقط إذا كنت
تشك في أنك مصاب بفيروس كورونا الجديد، وتعاني من أعراض مثل السعال أو العطس، أو إذا
كنت تعتني بشخص مصاب بعدوى فيروس كورونا الجديد. ويساعد استخدام القناع على الحد
من انتشار الفيروس، ولكن يجب اعتماده بالإضافة إلى تدابير أخرى تتعلق بصحة الجهاز
التنفسي واليدين". ومن الأفضل استخدام الأقنعة فقط للكرنفال.
"زوج صديقتي يعمل في منطقة
لومبارديا..."
تطرق الموقع إلى مقطع فيديو بثته سيدة إيطالية
كان مرتعا حقيقيا للحماقة، حيث دعت فيه إلى التزود السريع بالمواد الغذائية،
قائلة: "يجب أن أخبركم بشيء تم إخباري به قبل بضع ساعات. زوج صديقتي يعمل في
لومبارديا، وأخبرتني صديقتي بأنهم يقومون بالفعل بتفعيل الحجر الصحي على البلدات
المحيطة بميلانو، وبحلول يوم غد يقررون ما إذا كانوا سيقومون بتفعيل الحجر الصحي
لميلانو أيضا. وهذا يعني أن المحلات التجارية مغلقة! عليكم بالخروج لاقتناء
المشتريات لأن الإغلاق سيستمر لمدة شهر".
مقالات مزيفة لإثارة القلق
إن "أول حالة فيروس كورونا تم تأكيدها في
كيودجا"، كان هذا عنوان مقال زائف نسب لصحيفة الجورنالي، الذي تبين أنه لا
أساس له من الصحة وكان الهدف منه نشر الذعر في المدينة. وحصل الشيء نفسه أيضا
لمحرري صحيفة "كورييري ديلا سيرا"، الذين تفطنوا إلى مقال مزيف نسب إلى
صحيفتهم، جاء فيه أن فيروس كورونا قد "تجاوز عتبة مدينة بريشيانو وأصاب اثنين
من موظفي سوبر ماركت في كونشيسيو وزوجين مسنين من ساريزو في فالترومبيا".
لا، فيروس كورونا ليس بالطاعون الجديد
بيّن الموقع أن فيروس كورونا تم تقديمه في بعض
الأحيان كتهديد كبير، ويمكن مقارنته بأسوأ الأوبئة التي أصابت العالم. ولكن
البيانات تشير إلى خلاف ذلك كما توضح وزارة الصحة: "على غرار أمراض الجهاز
التنفسي الأخرى، يمكن أن تسبب الإصابة بفيروس كورونا الجديد أعراضا خفيفة مثل
البرد والتهاب الحلق والسعال والحمى، أو أعراضا أكثر حدة مثل الالتهاب الرئوي وصعوبات
في التنفس، ونادرا ما تكون قاتلة".
لذلك "حوالي 80 بالمئة من المصابين يتعافون
من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص. وتتدهور حالة شخص واحد من كل 6 مصابين ويعاني
من صعوبات في التنفس". كما أن معدل الوفيات، وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة
الصحة العالمية، سيكون أقل بكثير مما كان يعتقد سابقا.
لا يتسبب في العقم
وفقا لمقال نشر في "نيوز تايلاند"
الطبية، الذي يشير إلى ورقة علمية نشرت على الإنترنت، فإن الرجال المصابين بفيروس
كورونا سيصابون بالعقم. لكن ذلك غير صحيح، وكما ذكرت مجلة وايرد: "أولا،
الورقة المعنية متاحة على الإنترنت ولكن لم تنشرها أي مجلة علمية، كما أنها لم
تخضع لأي عملية مراجعة، ولم يُكتب فيها على الإطلاق إصابة الذكور بالعقم بسبب
فيروس كورونا، لكن كانت هناك إشارة إلى أنه بالنسبة للمصابين الأكثر خطورة، هناك
احتمال حصول تلف في أنسجة الكلى والخصيتين، بسبب الفيروس والأدوية المستخدمة في
احتواء الأعراض". وتعد هذه من المخاطر المحتملة، لكنها مجرد فرضيات لم تؤكد
بعد.
"المدارس مغلقة في جميع أنحاء
إيطاليا"
ذكرت عدة مواقع أن المدارس في جميع أنحاء
إيطاليا ستبقى مغلقة حتى الخامس من آذار/ مارس. لكن الخبر كاذب حيث أغلقت فقط
معاهد لومبارديا، بيدمونت، فينيتو، إميليا رومانيا، فريولي فينيسيا جوليا،
ترينتينو ألتو أديجي وليغوريا، وتم تعليق الرحلات حتى 15 آذار/ مارس.