تناولت صحيفة "ميرور" البريطانية دراسة جامعية تشير إلى ما يمكن
أن يحدثه تعلم لغة ثانية على صحة ونشاط الدماغ.
تنصح المستشارة الطبية الدكتورة مريم ستوبارد في مقالها على الصحيفة
البريطانية أن تستغل ذهابك لعطلة خارجية، فتحاول
تعلم بضع كلمات من اللغة المحلية، لأن ذلك يمكن أن يبقي عقلك نشطا.
بل يمكن لتعلم لغة ثانية أن يعود بالنفع على عقلك بأكثر من ذلك، فوفقا للمستشارة الطبية يمكن أن "يجعل عقلك
مقاوما للشيخوخة، وحتى أن يحسن من قدرتك العقلية، مهما كان عمرك، كما أن الأشخاص
الذين يتحدثون بلغتين هم أكثر تنبها إلى محيطهم".
وأظهرت الدراسة أن متوسط العمر لظهور أعراض مبكرة للإصابة بـ"الخرف" لدى الأشخاص
الذين يتحدثون لغة واحدة فقط كان 71.4، في حين كان 75.5 للأشخاص الذين يتحدثون
لغتين أو أكثر.
اقرأ أيضا: Quiz | هل يمكنك معرفة اللغة الرسمية للبلدان التالية؟
وتتساءل ستوبارد:
"هل تعتقد أن الأشخاص الذين يتحدثون بلغتين يتذكرون قوائم
التسوق والأسماء والاتجاهات أفضل من الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط؟".
وتجيب بأن "الأشخاص الذين يتحدثون بلغتين هم أيضا أكثر تنبها لمحيطهم.
يمكنهم التركيز على التفاصيل المهمة وتجاهل التفاصيل الأقل أهمية".
وزعم باحثون في جامعة ريدنغ قاموا باختبار فرضية أن "التحدث بلغات متعددة يحمي من تدهور وظائف المخ".
وللقيام بذلك، قاموا أولا بمقارنة نشاط الدماغ للأشخاص الذين يتحدثون
بلغتين مع أو بدون مرض التصلب العصبي المتعدد (مرض من المحتمل أن يعيق الدماغ). ثم قارنوا قدرات التفكير لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب العصبي
المتعدد وبدونه للذين تحدثوا لغة واحدة فقط.
وجد الباحثون أن مرضى التصلب العصبي المتعدد الذين تحدثوا أكثر من لغة واحدة حصلوا
على درجات مماثلة للأشخاص الذين يتحدثون بلغتين دون مرض التصلب العصبي المتعدد.
ومع ذلك، فإنه في المجموعة الأخرى، كان أداء المرضى المصابين بمرض التصلب
العصبي المتعدد والذين لديهم طلاقة فقط بلغة واحدة أسوأ من المجموعة الضابطة
أحادية اللغة.
اقرأ أيضا: اللغة العربية.. حروف حرة تنبض بالحياة والجمال (فيديو)
وقامت هذه الدارسة بفحص وظيفتي المعرفة "المراقبة" و"التحكم التثبيطي" بالتفصيل، وفق ما نقلت الصحيفة.
وتُعرف الوظيفة الأولى باسم "المراقبة"، وهي قدرتك على تحليل المشكلة
وتغيير طريقة تفكيرك للتوصل إلى حلول جديدة لحل المشكلات واتخاذ القرارات. أو ما يوصف بأنه "التفكير خارج الصندوق".
والوظيفة الثانية هي "التحكم التثبيطي أو تثبيط الاستجابة"، وهو قدرتك على التحكم في الدوافع
الطبيعية.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين
يتحدثون بلغة واحدة فقط ويعانون من التصلب العصبي المتعدد ولديهم تحكم تثبيطي
مماثل للأشخاص الذين لا يعانون من التصلب العصبي لكن "قدرات المراقبة
لديهم كانت أسوأ بكثير"، ما يشير إلى أن
التحدث بلغة ثانية يمكن أن يساعد التفكير الإبداعي عن الاضطرار إلى مواجهة مشكلة
شائكة.
وقال كريستوس بلاتسيكاس، الأستاذ المشارك من جامعة ريدنغ: "لقد قدمت الدراسات
السابقة أدلة على التأثير المحتمل للتحدث بلغات متعددة على الدماغ وقدرته على
الحماية من الأمراض، بما في ذلك زيادة حجم العديد من مناطق المخ المرتبطة المتصلة بتعلم
اللغة ومعالجتها".