سياسة عربية

عيد الأم في زمن كورونا.. كيف احتفل المصريون بأمهاتهم؟

بهجة الاحتفال بعيد الأم تلاشت مع تفشي وباء كورونا- جيتي

يحتفل المصريون اليوم السبت 21 آذار/ مارس الجاري بعيد الأم كمناسبة مصرية وعربية خاصة، إلا أنه مع مخاوف اتساع رقعة انتشار فيروس كورونا في البلاد؛ غاب عن الشارع والبيوت والأسر المصرية كثير من بهجة الاحتفال بهذا اليوم الأسري بعدما أصابته مخاوف كورونا.

ووسط مخاوف انتشار المرض طالب متابعون ونشطاء بمنع زيارات الأسر يوم عيد الأم، حرصا على عدم نشر العدوى.


"حماية الأرواح أولى"

وتراجعت عمليات البيع والشراء لهدايا عيد الأم، وبالحديث إلى رئيس شعبة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات محمد عبد السلام، قال لـ"عربي21"، إنه "في ظل أزمة كورونا فالحرص على أرواح وحياة المصريين أهم بكثير من أية عمليات بيع وشراء وحسابات مكسب وخسارة، لأنها أزمة تطال العالم كله".

وأكد أنه "بالرغم من أن عيد الأم موسم للبيع والشراء، ولكن ليس هناك أية عمليات بيع أو شراء على الإطلاق فلا أحد في الشارع الآن إلا لضرورة قصوى أو لعمل لا غنى عنه، وليس هناك مجال لشراء أو تسوق منذ أسبوع".

 

اقرأ أيضا: ارتفاع الضحايا بكورونا في مصر إلى 285 إصابة بينهم 8 وفيات

وأوضح عبد السلام أن "من نزل لشراء هدية عيد الأم فلديه بالتأكيد الحد الأدنى من ثقافة الحفاظ على نفسه وأسرته ويعلم حجم المخاطر"، مشيرا إلى أن "حرصنا على حساب المكسب والخسارة من ضياع موسم يجب أن يقابله حرص أكبر على حياتنا جميعا"، داعيا المصريين للتكاتف حتى تمر الأزمة.

"ضعف الإقبال"

واختفت بشكل لافت معارض الملابس الجاهزة التي كانت تنتشر في ربوع القطر المصري مُعلنة عن تخفيضات هائلة بمناسبة عيد الأم، وبدا ضعف الإقبال عليها واضحا.

أحد منظمي معارض الملابس الجاهزة في مدينة مشتول بمحافظة الشرقية (شمالي القاهرة)، قال لـ"عربي21"، إن "عيد الأم موسم سنوي نحرص على استمراره، ونقوم بتأجير قطعة أرض فضاء ونعرض منتجات لكل الأسرة المصرية، ولكن ومع افتتاح المعرض الخميس الماضي وحتى اليوم السبت، لم أجد الإقبال الطبيعي ككل عام".

وفي تفسيره لضعف الإقبال، أشار إلى المخاوف من فيروس كورونا، مضيفا: "على الرغم من تواجد الناس في الشارع، إلا أنهم يخافون الشراء ويفضلون الاحتفاظ بنقودهم في ظل الأزمة".

"هذا ما يشتريه المصريون"

وبمتابعة لمحلات الملابس والأحذية والهدايا والمكتبات في مدينة الخصوص، شمال العاصمة القاهرة، قال صاحب محل هدايا يدعى أسامة محمد: "لا بيع ولا شراء هذا العام في موسم عيد الأم، ولا بيع ولا شراء إلا للطعام والشراب والمنظفات والمطهرات التي تزايدت أسعارها كثيرا".

وأضاف: "نحن ككل عام نهتم بتوفير أجمل هدايا عيد الأم قبل موعدها بنحو شهر، ولكن البضاعة كما هي ما جعلنا نتوجه لبيع المناديل والمنتجات الورقية المطلوبة الآن".

"الضروريات فقط"

ويأتي عيد الأم أيضا في الوقت الذي تعاني فيه الأم المصرية من ضغوط مالية ومادية غير مسبوقة هذا العام بسبب حالة التضييق ووقف الأعمال بسبب فيروس كورونا.

سيدة مصرية، قالت لـ"عربي21": "كل عام ننتظر معارض الملابس في قريتنا قبل عيد الأم حيث تستضيفها إحدى مضايف القرية، وكنّا نشتري منها هدايا عيد الأم وكسوة الأسرة مع نهاية الشتاء، ولكن تلك المعارض لم تحضر حتى اليوم".

وأكدت أنها تفضل عدم التوسع في شراء أي ضروريات الآن مُعلنة مخاوفها من أن الأزمة قد تطول.

وفي جانب آخر من الاحتفال بعيد الأم، وبعيدا عن أزمة كورونا، ذّكر نشطاء ومعارضون بأحوال أمهات القتلى والمعتقلين في هذه الذكرى، وبينهم الحقوقي هيثم أبو خليل، الذي قال: "في عيد الأم، أقول لكل أم شهيد أوفياء ولن ننسى، ولكل أم معتقل أو مختطف أو مختفي إن بعد العسر يسرا".


 ورشح الناشط والصحفي حازم حسني، الدكتورة ليلى سويف، للحصول على لقب الأم المثالية هذا العام، مشيرا إلى أنها "في دفاعها عن نجلها المعتقل علاء عبد الفتاح وعن عشرات الآلاف من المحبوسين؛ تم حبسها ولُفقت لها قضيتان وتم عرضها على النيابة مرتين في يوم واحد".

 


 وعن آلام أم أخرى في يوم عيد الأم؛ تداول نشطاء بشكل موسع منشورا للسيدة سناء عبد الجواد، زوجة القيادي الإخواني المعتقل الدكتور محمد البلتاجي، كتبته عن آلام نجلها أنس البلتاجي، المعتقل منذ أكثر من ست سنوات، ويقبع بحبس انفرادي، وممنوع من الزيارة، والتريض، ورؤية الشمس، ومن استكمال دراسته.

 


وفي معاناة أخرى لأم مصرية ثالثة في يوم عيد الأم، كتبت شيماء عفيفي زوجة البرلماني السابق والطبيب المختفي قسريا مصطفى النجار، عن ذكرياتها مع زوجها وأولادها بيوم عيد الأم، وكيف أنه بآخر عيد أم أهداها عصفورين في قفص جميل.

 


وفي ذكرى عيد الأم أيضا قامت قوات أمن الانقلاب باعتقال الناشطة والأم المصرية نرمين حسين للمرة الثانية إثر خروجها من مدة حبس دام 3 سنوات.

وفي تعليقها، قالت الناشطة إيمان الجارحي: يأتي عيد الأم "في ظل معاناة ليس فقط على المستوى السياسي، لكن الاقتصادي والاجتماعي، ولأن مصر أصبحت دولة اللاقانون فإن الأمهات تعانين في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، وعدم وجود دولة تحميها وتعطيها حقوقها أصبحت معاناتها والظلم الواقع عليها أكبر".

وأضافت لـ"عربي21": "لذلك دائما نؤكد أنه لن تحصل المرأة المصرية، وبينها الأم، على حقوقها على كافة المستويات، إلا إذا كانت هناك دولة عادلة يتمتع شعبها بالحرية والمساواة والعدل".

وأكدت أن "النظام الانقلابي يظهر أنه راعي حقوق المرأة والأمهات، إلا أنها تتعرض لانتهاكات على يديه لم يسبق لها مثيل منذ 2013".