أدان زعيم حزب غد الثورة والمرشح الرئاسي المصري السابق، أيمن نور، قيام
الأمن المصري باعتقال القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين،
محمود عزت، داعيا إلى "ضرورة الإفراج عنه، وعن كل سجناء الرأي المحبوسين ظلما
في سجون النظام".
وأشار نور، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إلى أن "الدكتور محمود
عزت كان أحد دعاة السلمية في المُطالبة بالتغيير، حيث أكد ذلك أكثر من مرة في معظم
رسائله التي خرجت طوال السبعة أعوام الماضية، وأعلن رفضه للعنف بكل صوره
المختلفة"، مُعبّرا عن تضامنه مع جماعة الإخوان – وغيرها من قوى المعارضة-
في ما تتعرض له من انتهاكات وضربات أمنية.
واستنكر المرشح الرئاسي الأسبق الاتهامات التي وجهتها وزارة الداخلية إلى
القائم بأعمال المرشد، قائلا: "هذه اتهامات عبثية لا يتصورها عقل أو منطق،
فكيف لرجل قارب عمره على الـ 77 عاما أن يرتكب ويتورط في كل هذه الجرائم والأحداث
التي وقعت في محافظات مختلفة؟"، مطالبا وزارة الداخلية بأن تتوقف عن ممارساتها
التي أكد أنها لا تمت لا للقانون ولا للدستور بأي صلة.
اقرأ أيضا: إخوان مصر: انقطع تواصلنا مع "عزت" ولن نتأثر بغيابه
وشدّد نور على "ضرورة مراعاة الظروف الصحية والعمرية للقائم بأعمال
المرشد، خاصة أنه يعاني من بعض أمراض الشيخوخة التي أصابته"، منوها إلى أن "النظام
الحالي لن يتوقف عن ممارساته القمعية وسياساته الإجرامية حال استمرار الوضع كما هو
عليه، ولذلك فيجب على كل القوى والشخصيات الوطنية أن تتداعى فيما بينها لإنقاذ
الوطن من آلامه وجراحاته التي لا تندمل".
وجدّد نور دعوته لكل القوى الوطنية المعارضة في الخارج إلى "ضرورة الاتحاد
في ما بينهم في أقرب وقت، لأن هذا بات واجبا وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا قبل أن يكون
سياسيا، من أجل صالح الوطن والشعب الذي يتعرض كل يوم للويلات والعذابات والآلام
والطحن بسبل متعددة".
واستطرد قائلا: "ينبغي للمعارضة أن تقوم بمسؤولياتها، لأن الشعب
ينتظر منها الكثير، والنظام لا يفرق بين إسلامي وليبرالي ويساري، بل يريد سحق
الحياة السياسية والخدمية والمجتمع المدني في مصر".
وأعلنت قوات أمن الانقلاب اعتقال القائم بأعمال المرشد العام للإخوان من
إحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس في القاهرة.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، صباح الجمعة، إن اعتقال "عزت"
جاء نتيجة استمرار جهودها في التصدي لما وصفته بالمخططات العدائية، التي تستهدف
"تقويض دعائم الأمن والاستقرار والنيل من مقدرات البلاد"، على حد قولها.
ونشرت أجهزة الأمن المصرية صورة للقائم بأعمال المرشد العام للإخوان بعد
القبض عليه.
واحتفت وسائل الإعلام المصرية المؤيدة لسلطة الانقلاب باعتقال
"عزت"، واصفة ما حدث بـ "الصيد الثمين".
وظل "عزت" مطاردا داخل مصر لأكثر من 7 سنوات منذ انقلاب 3 تموز/
يوليو 2013، رغم تردد شائعات حول سفره للخارج، وأخرى زعمت وفاته.
وقبل أيام، قضت محكمة جنايات المنيا (وسط)، بالسجن المؤبد (25 عاما)،
للقائم بأعمال مرشد الإخوان، محمود عزت، و7 آخرين بتهمة "تكوين خلية إرهابية
تهدف لقلب نظام الحكم وتخريب الاقتصاد".
"عزت في سطور"
وُلد القائم بأعمال مرشد الإخوان في 13 آب/ أغسطس 1944.
وارتبط "عزت" بالجماعة في محنتها الكبرى مع السلطات المصرية
بالستينيات، حيث تعرَّف على الإخوان سنة 1953، وانتظم في صفوفها عام 1962، ثم
اعتُقل سنة 1965 التي شهدت الأزمة الكبرى مع نظام الرئيس السابق جمال عبد الناصر،
وحُكم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 1974.
واختير عضوا في مكتب الإرشاد (أعلى هيئة بالجماعة) سنة 1981.
وبخلاف سجنه في الستينيات، اعتقلته السلطات المصرية عدة أشهر في 1993 في
قضية مرتبطة بتنظيم الإخوان، قبل أن يعود للسجن بعد عامين، بحكم بالسجن 5 سنوات،
لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة (أعلى هيئة رقابية)، واختياره عضوا في
مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000.
وتولى "عزت" منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان في 20 آب/ أغسطس
2013، عقب اعتقال مرشد الجماعة محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامي رابعة العدوية
والنهضة بالقاهرة الكبرى آنذاك.
ولـ "عزت"
عدة بحوث وأنشطة في مجال مقاومة عدوى المستشفيات في مصر وبريطانيا، وله عدة بحوث في
الأمراض الوبائية في مصر، مثل الالتهاب السحائي الوبائي، ووباء الكوليرا. وهو نائب
رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية. ولديه اهتمامات دعوية في مجال التربية
والطلاب والعمل العام وحقوق الإنسان، والعمل الطبي الخيري، وفق الموسوعة التاريخية
للإخوان الرسمية المعروفة باسم "إخوان ويكي".
بدء التحقيق مع "عزت".. ومركز حقوقي يحمل الأمن المسؤولية عن سلامته
إخوان مصر: انقطع تواصلنا مع "عزت" ولن نتأثر بغيابه
ماكرون إلى بيروت مجددا الأسبوع المقبل.. هذا ما يهدف إليه