خرقت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، مع رئيس برلمان طبرق عقيلة صالح قبل أيام.
وبحسب وسائل إعلام، فإن قوات حفتر أطلقت 12 صاروخ غراد باتجاه القوات الحكومية غربي مدينة سرت (شمالا).
وكالة "الأناضول" التركية، قالت إن حفتر لا يبدو راضيا على توافق السراج – عقيلة، الذي تم التوصل إليه بعد جهود دولية حثيثة، خاصة أنه لم يكن طرفا رئيسيا في هذا التوافق، الذي من شأنه إضعاف سلطته على مليشيات الشرق لصالح قيادة سياسية منافسة (رئيس مجلس نواب طبرق).
وتابعت بأن هذا السبب دفع حفتر لمحاولة إثبات وجوده كلاعب أساسي في معادلة الحرب والسلام، من خلال إرسال عدة رشقات صاروخية، لم تُخلف إصابات في صفوف الجيش الليبي، لكنها أعادت تسخين خطوط المواجهة.
كما أن أحد الأهداف الرئيسية لهذا القصف إحراج رئيس مجلس نواب طبرق، وإظهاره بمظهر العاجز عن السيطرة على مليشيات الشرق، وإلزامها بوقف إطلاق النار.
تزامن إطلاق رشقات صاروخية على الجيش الليبي، مع حالة غليان غير مسبوقة بسرت، بعد مقتل شخص من أنصار نظام القذافي السابق تحت عجلات سيارة مدرعة تابعة لمليشيات حفتر، التي اعتقلت العشرات منهم، ووصل الاحتقان بين قبيلة القذاذفة ومليشيات حفتر إلى درجة الاشتباك بالأسلحة الخفيفة، ودعوة القبيلة أبنائها للانسحاب من صفوف مليشيات الشرق.
وهذا الوضع الأمني المتردي، صاحبه تركيز إعلامي، أحرج مليشيات حفتر، وأظهرها كقوة معتدية على حقوق الإنسان وعلى حق الناس في التظاهر، وخاصة بعد اقتحام المنازل وقتل متظاهر بطريقة وحشية، واستقدام مرتزقة أجانب لدعم عمليات قمع مظاهرات القذاذفة.
ويسعى حفتر لرفع معنويات أنصاره في طرابلس، الذي يحاولون اختراق المظاهرات المطالبة بتحسين الظروف المعيشية، بالإشارة إلى أنه يمكن أن يتحرك مجددا نحو العاصمة.
وقبيل يوم من خرق مليشيات حفتر اتفاق وقف إطلاق النار، بحث وزير الخارجية الأمريكية مايكو بومبيو، في أبوظبي، مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، ومستشار الأمن القومي طحنون بن زايد، "دعم وقف إطلاق النار في ليبيا".
فأبوظبي ما زالت أهم داعم لحفتر في حربه على الحكومة الشرعية، على الرغم من ابتعاد كثير من حلفائه عنه بمسافة، والضغط الأمريكي على الإمارات جاء بناء على نفوذها على الجنرال الانقلابي، ودورها في تحريضه على مواصلة القتال، وحشد المرتزقة الأجانب في صفوفه.
وجاء الرد من المتحدث باسم قوات بركان الغضب التابعة للجيش الليبي محمد قنونو، الذي أكد أن "قيادة العمليات في انتظار تعليمات القائد الأعلى (السراج) للتعامل والرد على مصادر النيران في المكان والزمان المناسبين".
إلا أن السراج، لم يأمر بالتعامل بالمثل وفضل عدم الاستجابة لاستفزازات مليشيات حفتر، حتى لا يعطيها مبررا لنسف التوافق الهش مع رئيس مجلس نواب طبرق.
غير أنه بعد أكثر من أسبوع من إعلان التوافق على وقف إطلاق النار، لم تنسحب مليشيات حفتر والمرتزقة الروس من سرت والجفرة، بل تم تعزيز تواجدهم العسكري، وخسائر قطاع النفط فاقت التسعة مليارات دولار دون مؤشر على فتح حقوله وموانئه في الأجل القريب.
فالتوافق الذي حصل بين السراج وعقيلة، يوشك أن يلقى مصير اتفاقات باريس وباليرمو وأبوظبي وموسكو وبرلين، التي تملص منها حفتر جميعا.
اقرأ أيضا: تعيينات وقرارات بالجملة.. هل ينجح السراج باحتواء الحراك ومصراتة؟
قوات حفتر تشن هجوما صاروخيا على مواقع للجيش الليبي
هل يصطدم "الأعلى للدولة" الليبي بتحركات الوفاق السياسية؟
المسماري يهاجم وقف إطلاق النار.. هل انقسم "الشرق"؟ (فيديو)