اهتمت وسائل الإعلام العبرية، بعملية التصفية التي وقعت "في قلب
طهران" قبل نحو شهرين، حيث قام جهاز "الموساد" الإسرائيلي وبطلب أمريكي
بتصفية مسؤول كبير في تنظيم القاعدة.
"معاريف"
وأكدت "نيويورك تايمز" أن "عملاء من الموساد الإسرائيلي
في إيران، قاموا بتصفية "أبي محمد المصري" بناء على طلب أمريكي، وهو رقم
2 في تنظيم القاعدة، وهو المسؤول عن العمليات في سفارتين أمريكيتين في أفريقيا عام 1998 وعملية ضد إسرائيليين في كينيا في 2002"، بحسب ما نقلته "معاريف"
العبرية، التي نوهت إلى أن "طهران سارعت إلى نفي الخبر".
ونفى وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف التقرير وقال: "لا يوجد
أي أعضاء للقاعدة في إيران"، مضيفا أنه "بين حين وآخر تحاول واشنطن وتل أبيب
ربط إيران بمجموعات كهذه عن طريق تسريب معلومات كاذبة لوسائل الإعلام".
وبحسب التقرير، فإن "الاسم الحقيقي لمن تمت تصفيته هو "عبدالله
أحمد عبدالله"، صفي في 7 آب/ أغسطس الماضي، بالضبط بعد 22 سنة من الهجوم على السفارتين
الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا".
وأضافت: "مسلحان على دراجة نارية أطلقا 5 عيارات نحو سيارة تقل
مسؤول القاعدة الكبير وابنته، وهما في اتجاههما لمنزلهما في طهران".
وذكر مصدر استخباري لـ"نيويورك تايمز" أن اسم "حبيب
داود" الذي تداولته وسائل الإعلام في لبنان، هو "اسم منحته إيران للمصري
لإخفاء وجوده في طهران".
ونبهت "معاريف" إلى أن "المصري؛ وهو أحد مؤسسي القاعدة،
كان مرشحا لقيادة التنظيم بعد أيمن الظواهري، وكانت ابنته مريم متزوجة من حمزة بن لادن،
وإضافة إلى استهداف السفارتين، فقد كان المصري مشاركا في الهجوم على فندق "برادايس"
في مومباسا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، حين تفجرت سيارة وتسببت في مقتل 15 شخصا بينهم ثلاثة إسرائيليين، إضافة لمحاولة فاشلة لإسقاط طائرة بصاروخ كتف في اليوم ذاته".
"هآرتس"
صحيفة "هآرتس" وفي تقرير لها بعنوان "إسرائيل اغتالت
مسؤولا في القاعدة في طهران في آب"، أوضحت أن "الولايات المتحدة، تعقبت
"عبد الله" ورجال قاعدة آخرين في إيران طوال سنوات، ولكن من غير الواضح ما إذا
كانت مشاركة في عملية الاغتيال".
وأضافت: "لأسباب لم تتضح بعد، تنظيم القاعدة لم يعلن عن موت هذا
المسؤول الكبير، وإيران أخفت ذلك ولم تتحمل أي دولة المسؤولية عن الاغتيال، وهكذا حتى
اليوم كان موته فقط مجرد شائعة".
ونوهت "هآرتس" إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)،
"شمل عبدالله في قائمة المطلوبين جدا في العالم، وعرض 10 ملايين دولار مقابل معلومات
تقود إلى إلقاء القبض عليه".
وبحسب وثيقة سرية كتبها "المركز القومي لمحاربة الإرهاب"
في الولايات المتحدة في 2008، فإن "عبد الله، هو الناشط المجرب وصاحب أعلى قدرات، وغير الموجود في أيدي الولايات المتحدة أو في أيدي حلفائها"، وبحسب الصحيفة فإن "الوثيقة وصفت عبد الله بـالمسؤول السابق عن التدريبات، وعمل بصورة مرافقة،
لمسؤول كبير آخر باسم سيف العدل".
ووفق معلومات الاستخبارات الأمريكية، فقد "عاش عبدالله في إيران منذ
عام 2003، غير أن سكنه في إيران أمر غريب، بسبب العداء الشديد بين إيران والقاعدة".
ونقلت "هآرتس" عن خبراء تقديرهم أن "إيران ربما سمحت
لرجال القاعدة بالمكوث في الدولة، لضمان أن لا يعمل هذا التنظيم على أراضيها، ومن أجل
تمكينه من تنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة، العدو المشترك"، منوها إلى أن
"إيران نفت في الماضي، أنها تسمح لرجال القاعدة بالعمل من أراضيها".
اقرأ أيضا: NYT: عملاء لإسرائيل قتلوا الرجل الثاني في القاعدة في طهران
تأكيد أمريكي
وفي وقت لاحق، الأحد، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم مقتل الرجل الثاني بـ"القاعدة" في طهران.
وقال أربعة مسؤولين أمريكيين، حاليين وسابقين، إن "أبو محمد المصري" الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي تعقبتا "المصري"، قبل أن يتم قتله.
وأوضح مسؤولان أن عناصر إسرائيليين نفذوا العملية، في حين أشار اثنان آخران إلى أن الاحتلال شارك في المراقبة ولكنهما لا يستطيعان تحديد من أطلق النار، حسب الوكالة الأمريكية.
إيران تنفي مقتل الرجل الثاني بـ"القاعدة" على أراضيها
NYT: عملاء لإسرائيل قتلوا الرجل الثاني في القاعدة في طهران
بومبيو يرد على تغريدة لخامنئي حول الانتخابات الأمريكية