شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، في العاصمة الأذرية باكو، باحتفالات عسكرية ضخمة بـ"نصر قره باغ".
وأقامت القوات المسلحة الأذرية، في العاصمة باكو، الخميس، احتفالا عسكريا بمناسبة "تحرير إقليم قره باغ من الاحتلال الأرمني"، وذلك بعد إعلانها الشهر الماضي النصر هناك، واتفاقا مع الجانب الأرمني لوقف إطلاق النار برعاية روسية.
ووصلت طائرة الرئيس التركي إلى "مطار حيدر علييف"، وكان في استقباله نائب رئيس الوزراء الأذري يعقوب أيوب، ونائب وزير الخارجية رامز حسنوف، وسفير أنقرة في باكو.
اقرأ أيضا: احتفال أذري بنصر قره باغ الخميس المقبل.. وغضب بأرمينيا
أردوغان يوجه رسالة سلام إلى أرمينيا
وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رسالة سلام إلى الشعب الأرميني، مؤكدا أن أنقرة ستفتح أبوابها أمام أرمينيا إن اتخذت يريفان خطوات إيجابية.
وأوضح الرئيس التركي: "مشكلتنا مع الحكومة الأرمينية، ولا نضمر سوءا للشعب الأرميني".
وأضاف: "سنفتح أبوابنا الموصدة أمام أرمينيا إن اتخذت خطوات إيجابية".
ولفت أردوغان إلى أن تركيا يعيش فيها أكثر من 100 ألف مواطن من أصول أرمينية.
فيما أشاد بالمواقف الإيجابية التي تبناها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيال أزمة إقليم قره باغ الأذربيجاني.
وقال بهذا الخصوص: "لا يمكننا إنكار مواقف بوتين الإيجابية من قره باغ، التي أدت إلى تغيير مسار العملية نحو منحى إيجابي".
وعن موقف باريس من "قره باغ"، أشار الرئيس أردوغان أن الجانب الفرنسي أراد التواصل مع تركيا.
وتابع: "لكننا لم نستجب لهم لأننا كنا على علم بنواياهم".
ولفت إلى تصديق البرلمان الفرنسي على قرار يدعو للاعتراف بما يسمى "جمهورية قره باغ"، مشددا على أنه حتى رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان لا يقبل بذلك.
عليف يشيد بدور المسيرات التركية بحرب قره باغ
وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن مسيرات "بيرقدار" التركية المعروفة، أدت دورا استثنائيا في تحقيق جيش بلاده النصر في عملية تحرير إقليم "قره باغ" من الاحتلال الأرميني.
وأكد علييف أن "تركيا أردوغان نموذج للعالم اليوم يعبر عن الاستقلال والرجولة والشجاعة".
وأضاف: "إذا تخلت الإدارة الأرمينية عن مزاعمها التي لا أساس لها، فستتمكن من حجز مكان لها في منصات التعاون المختلفة التي سيتم إنشاؤها بالمنطقة".
كما أشار إلى إمكانية تقليل خطر الحرب إلى أدنى مستوى في المستقبل من خلال تشكيل صيغة تعاون جديدة، معربا عن استعداد بلاده للتعاون بهذا الشأن.
وأوضح أن انتصار الجيش الأذربيجاني في "قره باغ" هو بمثابة تجسيد لعلاقات الوحدة بين بلاده وتركيا.
وأكد على أن تصريحات التضامن التي أطلقها الرئيس التركي طوال العملية العسكرية، ذات قيمة كبيرة جدا بالنسبة لأبناء الشعب الأذربيجاني، وهي بمثابة رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن أذربيجان ليست وحيدة.
وأشار إلى الدعم التركي ساهم في رفع الروح المعنوية لبلاده خلال العملية، مؤكدا أنه لا توجد دولتان حول العالم تتمتعان بنفس مستوى علاقات التقارب بين تركيا وأذربيجان.
ولفت علييف إلى التطور الصناعي التركي: قائلا: "إن مسيرات بيرقدار التركية المعروفة، لعبت دورا كبيرا في انتصارنا، وأظهرت للعالم مرة أخرى مدى ذكاء وقدرات الشعب التركي، ومستوى تطور الصناعات التركية".
ووصف هذا اليوم بـ"التاريخي" بسبب مشاركة الجنود الأتراك يدا بيد مع أشقائهم الأذربيجانيين في احتفال النصر في ساحة الحرية بالعاصمة باكو.
وأشار إلى استعداد بلاده للمرحلة الجديدة في المنطقة عقب تحرير قره باغ، داعيا إلى تشكيل منصة تعاون جديدة متعددة الأطراف في المنطقة، تشمل أيضا كلا من روسيا وإيران وجورجيا.
وأضاف أن أرمينيا أيضا، في حال "تخلت عن مزاعمها التي لا أساس لها، فستتمكن من حجز مكان لها في منصات التعاون المختلفة التي سيتم إنشاؤها بالمنطقة".
وأكد: "نحن مستعدون للتعاون، وعلينا طي هذه الصفحة، وإنهاء الخصومة".
ونظمت أذربيجان عرضا عسكريا كبيرا في ساحة "آزادلقْ (الحرية)"، بمشاركة القوات البرية والجوية والبحرية، وجار التحضير لتنظيمه.
ووفق وزارة الدفاع الأذرية، فإن "3 آلاف جندي من أبطال حرب تحرير قره باغ شاركوا في العرض العسكري الذي سيتضمن أسلحة ومعدات حديثة يستخدمها الجيش حاليا".
اقرأ أيضا: باكو تعلن حصيلة قتلاها بمعارك قره باغ.. وأردوغان يقرر زيارتها
وشارك في العرض المدرعات والأسلحة الأخرى التي سيطر عليها الجيش الأذري من القوات الأرمنية المحتلة في معارك "قره باغ".
ومنذ عام 1992، كانت أرمينيا تحتل نحو 20 في المئة من أراضي أذربيجان، التي تضم إقليم "قره باغ" (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غرب البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي"، إلا أنها تمكنت مؤخرا من استعادة الكثير منها.
تركيا تعلن "تحييد" 9 عناصر من العمال الكردستاني شمالي سوريا
هل تتوصل موسكو وأنقرة لاتفاق بسوريا على غرار "قره باغ"؟
أردوغان يعلن تشكيل قوة سلام مشتركة مع روسيا بـ"قره باغ"