مقالات مختارة

إني أقترح!

1300x600

التساؤلات التى دارت حول ملف مصنع الحديد والصلب، أو ملف قطار السخنة- العلمين، أو غيرهما من القضايا ذات الاهتمام الجماهيرى، تكشف عن حاجة لدى الإعلام إلى مخاطبة الرأي العام بما يضع أمامه المعلومات التي لا تتركه نهبا للتساؤلات الحائرة!

 

وفي رسالة من الدكتور محمد شتا، يدعو إلى برنامج تليفزيوني يحمل اسم «اسأل الحكومة» لتكون مهمته الإجابة عن كل ما ينقص الجماهير فى القضايا العامة التي تمتلئ بالأسئلة وتغيب عنها الأجوبة! برنامج يقدمه رجل يتزود بالمعرفة والخبرة، ويستضيف صاحب رأي مساندا للقضية محل الاهتمام، وصاحب رأي آخر يعارضها، وفي النهاية سوف يكون الوعي كأمر مطلوب هو الفائز!

وسواء وجد هذا الاقتراح من يتبناه أو لم يجد، فالمؤكد أن المواطن المهتم بالشأن العام لبلاده في أشد الحاجة إلى أن يجد في إعلام بلده ما يغنيه عن الإنصات إلى إعلام آخر قادم من خارج الحدود. إنه إعلام له أهدافه التي لا يمكن أن تكون خافية على أحد!

والدكتور عمرو حسان يقول في رسالة أخرى؛ إننا أنشأنا السد العالي في الألفية الثانية لنتجنب فيضانات النيل العشوائية، ولكننا في الألفية الثالثة نبدو في أشد الحاجة إلى سد من نوع مختلف يحمينا من فيضان الإنجاب العشوائي!

وفي رسالة ثالثة من الأستاذ فوزي جلال مراد، وكيل الوزارة في الفيوم، يذكر أنه كان قد تقدم ببحث في مؤتمر للاقتصاد الزراعي انعقد في ٢٠١٩، برئاسة الدكتور سعد نصار، وأنه أدرك من خلال أوراق ذلك البحث أن مشكلات الزراعة كثيرة ومركبة، وأنها تحتاج دعما على المستوى الرئاسي!

والدعم الذى يراه ويدعو إليه، أن يكون للزراعة كقضية حيوية عام يحمل اسمها، تماما كما كان للشباب عام يحمل اسمه، وللمرأة عام يحمل اسمها، وللتعليم عام يحمل اسمه. عام للزراعة يستحضر قضاياها، ومعها إرادة سياسية تقتحم كل قضية على حدة. وفي تقديره أن وجود عام كامل لقضية بعينها مثل الزراعة، سوف يسلط الأضواء عليها أكثر، ويضع مشكلاتها تحت الكاميرات أكثر وأكثر، ويتيح الفرصة لتقديم حلول عملية، لا ننتبه إليها في زحام القضايا الوطنية كلها بعضها مع بعض!

وهكذا، فصاحب كل رسالة من الرسائل الثلاث يتحدث ولسان حاله يقول؛ إني أقترح، وأمله أن يجد آذانا تسمع وتُصغي وتُبادر!

 

(عن صحيفة المصري اليوم)