أثار ظهور قائد "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني مرتديا زيا رسميا للمرة الأولى، تساؤلات عديدة بين السوريين، حول دلالة هذه الخطوة غير المسبوقة، وما إن كانت تؤذن بتحولات جديدة لـ"تحرير الشام".
وكان الصحفي الأمريكي مارتن
سميث، نشر على حسابه في "تويتر"، الثلاثاء، صورة له مع الجولاني، من إدلب،
كان قد التقطها قبل أيام، خلال زيارة أجراها الصحفي إلى شمال غرب سوريا.
وحظيت الصورة باهتمام ملحوظ من عدد من الباحثين، وأثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأرجع الباحث المختص بشؤون الجماعات الجهادية، عرابي عرابي ذلك إلى ظهور الجولاني بجانب الأعداء، وفق تصنيف الجولاني، وبزيهم كذلك.
وأضاف لـ"عربي21"
أن "الجولاني كان يعيب على الفصائل تلقي الدعم الخارجي والأمريكي، والآن هو يجلس
مع الأمريكان"، معتبرا أن "ظهور الجولاني يخلو من المنهجية".
اقرأ أيضا: حساب يتبع لخارجية أمريكا ينشر صورة للجولاني مرتديا بدلة
وحسب عرابي، فإن لقاء الجولاني
يؤكد المعلومات المتداولة عن لقاءات سابقة له بالأطراف الدولية، قائلا: "بدأ الجولاني
يعيد تعريف نفسه وتنظيمه كفصيل معتدل، وأنه يمتلك الشرعية المحلية".
وحول دلالات الصورة، قال الباحث:
"يريد الجولاني أن يؤكد على مدنيته، وكذلك يريد أن يبحث عن قبول في الأوساط الدولية،
وخصوصا أنه يرى في قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة فرصة يجب اغتنامها".
ولفت عرابي إلى امتلاك سميث
شركة تسويق كبرى في الولايات المتحدة، معتبرا أن "الجولاني يسعى إلى تشكيل ما
يشبه الانطباع العالمي الجديد عنه وعن تنظيمه، على أمل أن يتم رفع اسم "تحرير
الشام" من قائمة الإرهاب".
رسائل مباشرة للغرب
ومتفقا مع عرابي، قال الباحث
المتخصص في الفكر الإسلامي وشؤون الجماعات الإسلامية، عباس شريفة، إن الظهور الإعلامي
الجديد للجولاني لا يخرج عن محاولات "تحرير الشام" منذ تأسيسها في العام
2017، الهادفة إلى التواصل مع مراكز التأثير والقرار في الغرب لتحسين صورتها النمطية
في الإعلام الغربي، والتي سبقها لقاءات عدة كان من بينها لقاء الجولاني مع مجموعة إدارة
الأزمات الدولية ولقاء شرعي "تحرير الشام" عبد الرحيم عطون مع صحيفة سويسرية
العام الماضي.
وفي حديثه لـ"عربي21"
أضاف شريفة: "أعتقد أن مضمون اللقاء والرسائل الشفوية التي جاءت في اللقاء والردود
على أسئلة مارتن سميث هي الأهم والتي ستحمل في مضمونها رسائل مباشرة للغرب أن
"تحرير الشام" تغيرت، وتحولت إلى فصيل محلي معتدل، في محاولة لرفع التصنيف
والتأهيل السياسي".
من جانبه، قال الكاتب والباحث
السياسي المختص بالجماعات الجهادية، خليل المقداد، إن ظهور الجولاني الأخير بالزي الرسمي،
يأتي "تتويجا لسلسلة من التحولات، كان الجولاني قد بدأها بالتدريج، حيث كان حريصاً
على ألا يظهر وجهه، ومن ثم ظهر بزي إسلامي، ومن ثم خلع العمامة مرتديا الزي الاعتيادي
الشعبي، والآن البدلة الرسمية".
وقال في حديث لـ"عربي21": الجولاني يريد القول هنا إنه لم يعد مهتما بالجانب العسكري، وإنه يريد أن يكون مشاركا
في الحل السياسي السوري، مضيفا أنه "يقول بشكل صريح إنه ملتزم بالتسوية
والتوافقات التركية الروسية".
من هو سميث؟
ويُعرف عن سميث أنه صحفي وصانع
بارز للأفلام الوثائقية، وحاز على أكثر من جائزة دولية.
وفي العام 2015، أنتج سميث وثائقيا
عن الحرب في سوريا، بعنوان "داخل سوريا الأسد"، رافق فيه جنود النظام، ووصف
فيه الحياة العامة في ظل حكم النظام السوري، وهو الوثائقي الذي أزعج النظام.
هكذا قرأ مراقبون إدانة إدارة بايدن للتفجيرات شمالي سوريا
هل بدأ نظام الأسد رسميا "إعادة الإعمار" بشراكة مع روسيا؟
هل تنسحب معارضة سوريا من "اللجنة الدستورية"؟