أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن عصابات المستوطنين المتطرفين المعروفة باسم "شبيبة التلال" والتي ترتكب جرائم متواصلة بحق الفلسطينيين تحت شعار "تدفيع الثمن"، تحظى بدعم إسرائيلي مركب من قبل محافل إسرائيلية عدة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته
للكاتب تسفي برئيل، أن عصابات "شبيبة التلال" تحظى بـ"الحماية
والتحصين من قبل ثلاثة جدران إسرائيلية"، مبينة أن هذه الجدر هي الحاخامات
ومجلس "يشع" الاستيطاني، والحكومة الإسرائيلية التي يرأسها المتهم بالفساد
بنيامين نتنياهو.
وفي سياق تبرير عدم منع جيش الاحتلال
تلك العصابات من الانتهاكات والاعتداءات المتصاعدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في
الأراضي المحتلة، تساءلت الصحيفة: "ماذا بوسع قائد المنطقة الوسطى بالجيش
الإسرائيلي الجنرال تمير يدعي، وهو صاحب السيادة في المناطق أن يفعل أمام هذه
الجدران الثلاثة؟".
وذكرت أن الجنرال يدعي، التقى مؤخرا
مع عصابات "شبيبة التلال"، المقيمين في البؤرة الاستيطانية "معوز
إستر" من أجل "إيجاد تفاهم وتهدئة الأجواء"، منوهة إلى أنه "يجري
مفاوضات مع نشطاء إرهابيين، وعدد منهم أصبحوا أشخاصا بالغين يتحملون مسؤولية
جنائية من ناحية قانونية، وشاركوا في مظاهرات منفلتة العقال ضد عناصر الشرطة
الإسرائيلية".
ونبهت إلى أن عددا من هؤلاء المستوطنين
"الإرهابيين، قاموا برشق الحجارة على فلسطينيين، وهم متهمون بالقتل وتعريض
حياة شخص في محور حركة على خلفية قومية متطرفة، عن طريق رشق الحجارة على فلسطينيين
والتآمر لارتكاب جرائم".
اقرأ أيضا: هآرتس: عصابات المستوطنين ترتكب الجرائم بحق الفلسطينيين
ولفتت إلى أن "البؤرة
الاستيطانية (معوز إستر) غير قانونية، وأعلن عنها كمنطقة عسكرية مغلقة، وكان
يفترض بها أن تهدم"، مؤكدة أن "عمليات (جرائم) المستوطنين ضد
الفلسطينيين، قفزت بصورة حادة منذ موت أهوفيا سانداك على يد قوات الجش
الإسرائيلي".
وذكرت "هآرتس" أن عصابات
"شبيبة التلال" استغلوا اللقاء مع الجنرال يدعي، من أجل "استعراض
قوتهم"، معتبرة أن "مفاوضات قائد المنطقة مع ممثلي "شبيبة
التلال"، هي نوع من الترتيب الداخلي الذي يبدو أنه لا يلوث الحكومة بإدارة
مفاوضات مع الإرهاب، ولا يلقي مسؤولية على مجلس "يشع" للمستوطنين ولا
على حاخاماته".
وقال من حضر عن "شبيبة
التلال" اللقاء مع يدعي: " نحن غير مستعدين لأن نطرح في النقاش خطابا
يمكن أن يفسر كتراجع أو تنازل عن أرض إسرائيل (فلسطين المحتلة)، سنواصل العمل بكل
القوة، نحن نخرج إلى البؤر الاستيطانية من أجل التمسك بالأرض، سنقوم برمي أوسلو في
مزبلة التاريخ"، بحسب زعمهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن "من يجري
المفاوضات مع الجيش من "شبيبة التلال"، هم يحددون القواعد، ويقررون متى
يذهبون إلى النشاط الإرهابي القادم، ويطالبون الجيش بالتفهم وقبول دوافعهم، وأن
يعتبرهم جسما شرعيا ليس أقل منهم، وفي حال أراد الجيش التهدئة مع "التلال"،
فإن عليه أن يتوسل كي يتوقف هؤلاء الزعران عن أعمالهم، ويجب عليه دفع ثمن سياسي".
وأكدت أن "الجيش الاسرائيلي،
حقا لا يسيطر على "شبيبة التلال"، فهو تحول إلى وسيط بين المستوطنين
والحكومة، وبينهم وبين القانون"، لافتة إلى أن "الحكومة برئاسة نتنياهو
لا تريد مواجهة المستوطنين".
وختمت "هآرتس" بقولها إن هناك
"أعضاء في الكنيست الإسرائيلي، يوفرون الحماية لمليشيات المستوطنين المسلحة
في المناطق".
باحثون يستعرضون أبرز المخاطر الطبيعية المحيطة بـ"إسرائيل"
الاحتلال يعيد النكبة الفلسطينية مجددا.. هدم وطرد وتخريب
الاحتلال يعتزم توسيع مستوطنات الضفة والقدس.. تفاصيل