ملفات وتقارير

ما تأثير العقوبات الأمريكية على التحالف مع إثيوبيا؟

لفتت "نيويورك تايمز" إلى أن العقوبات الأمريكية ضد إثيوبيا هي الأكثر قسوة منذ عقود- جيتي

أثارت العقوبات الأمريكية التي أعلنها وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأحد الماضي، ضد إثيوبيا على خلفية الحرب في إقليم "تيغراي"، تساؤلات حول مصير التحالف بين البلدين، وتأثيرها على العلاقات بينهما.


وفرضت الولايات المتحدة قيودا على منح تأشيرات إلى أي مسؤول أمني أو حكومي حالي أو سابق إثيوبي أو أريتري، ثبت ضلوعه في الانتهاكات التي ترتكب في إقليم تيغراي، بهدف الضغط من أجل حل الأزمة، بحسب ما قاله بلينكن.


وتعليقا على هذه العقوبات، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير ترجمته "عربي21"، إن هناك إحباطا متزايدا في واشنطن بسبب الحرب في إقليم تيغراي، مؤكدة أن الإجراءات الأخيرة تشير إلى نهج أمريكي أكثر صرامة تجاه هذه الحرب.

 

حليف إقليمي


وأشارت الصحيفة إلى أن إثيوبيا تتلقى أكبر مساعدات أمريكية في أفريقيا، وتعد منذ فترة طويلة حليفا إقليميا رئيسيا لواشنطن، مضيفة أن "الولايات المتحدة قامت بقطع المساعدات الأمنية والاقتصادية عن أديس أبابا، وهو جزء صغير، ولكنه مهم من إجمالي المساعدات السنوية الإنسانية التي تصل إلى قرابة المليار دولار".


وأكدت أنه "لم يتضح على الفور حجم المساعدات التي ستتأثر من هذه الإجراءات".


وأعربت الخارجية الإثيوبية عن أسفها من الإجراءات الأمريكية، متهمة واشنطن بالتدخل في شؤونها الداخلية، ومحاولة التعتيم على الانتخابات الإثيوبية المقرر إجراؤها في 21 حزيران/ يونيو المقبل.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: واشنطن متمسكة بحليفها الإثيوبي رغم تهديدها بالعقوبات


ورأت الصحيفة الأمريكية أن الرد الإثيوبي يوحي بقدرتها على إعاقة المصالح الدبلوماسية والاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وتحديدا في دول مثل الصومال والسودان وجيبوتي، موضحة أن إثيوبيا هي واحدة من أكبر المساهمين في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.


ولفتت إلى أن العقوبات الأمريكية ضد إثيوبيا هي الأكثر قسوة منذ عقود، وتهدف إلى حشد ضغط دولي أوسع، لفرض وقف قتال في إقليم تيغراي، والذي تضمن ارتكاب جرائم فظيعة، مستدركة بأنه "من غير الواضح ما إذا كانت الإجراءات الأمريكية ستنجح".

 

حجم التأثير


وذكرت "نيويورك تايمز" أن حجم تأثير هذه الإجراءات الأمريكية على التحالف مع إثيوبيا "لا يزال غامضا"، منوهة إلى أن الولايات المتحدة قدمت عام 2019 ما مقداره 923 مليون دولار، وفقا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، رغم أن غالبية هذه الأموال ذهبت إلى أغراض إنسانية.


وأشارت إلى أن الولايات المتحدة علقت بالفعل 23 مليون دولار من المساعدات الأمنية لإثيوبيا، مبينة أن الإجراءات الأمريكية الجديدة ستمنع أي مبيعات أسلحة أمريكية لأديس أبابا، رغم أن معظم الأسلحة لهذا البلد تأتي من روسيا.


وفي تقرير سابق ترجمته "عربي21"، سلّطت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية الضوء على تأثير العقوبات التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية بمنع إصدار تأشيرات دخول لعدد من المسؤولين الإثيوبيين والأريتريين بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم تيغراي، إضافة إلى الحد من التعاون الاقتصادي والعسكري مع أديس أبابا، وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.


وتوقعت الصحيفة أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بحليفها الإثيوبي رغم تهديدها بالعقوبات، مشيرة إلى أن الدول الغربية تأخرت كثيرا في الرد على الجرائم والانتهاكات الحقوقية خلال الحملة التي شنتها السلطات الإثيوبية في إقليم تيغراي، باعتبار أديس أبابا حليفا مهما لها في قارة أفريقيا.