ملفات وتقارير

وفد المعارضة يمتدح لـ"عربي21" مخرجات "أستانا 16".. وانتقادات

طعمة أكد أن اللقاء الأخير تناول ملف المعابر الإنسانية والمساعدات العابرة للحدود لأول مرة- عربي21

امتدح رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات أستانا، أحمد طعمة، الجمعة، مخرجات "الجولة 16" من محادثات "أستانا" التي انتهت أمس الخميس.

 

وأكد لـ"عربي21"، أن الجولة الأخيرة ناقشت ملف المعابر الإنسانية ودخول المساعدات العابرة للحدود، مبينا أنه للمرة الأولى يتم مناقشة هذا الملف منذ انطلاق المسار في عام 2017.

وعن دلالات ذلك، ربط طعمة بين الوضع الاقتصادي المتردي للنظام السوري، وتطرق الجولة لملف المساعدات، وقال: "نتائج ذلك ستظهر، ولكنْ، هناك تفاؤل حذر"، في إشارة إلى احتمالية تجديد التفويض الأممي لإدخال المساعدات إلى سوريا عبر الحدود، الساري منذ 2014.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: ما جدوى استمرار عملية أستانا حول الملف السوري؟

والخميس، اختتمت "الجولة 16" من محادثات "أستانا"، في العاصمة الكازاخية نور سلطان المعروفة سابقا باسم "أستانا"، بحضور الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران)، وبمشاركة وفد عن فصائل المعارضة السورية، ووفد عن النظام السوري، إضافة إلى ممثلين عن الدول التي تتمتع بصفة مراقب، وهي العراق ولبنان والأردن، إلى جانب الأمم المتحدة بصفة مراقب، الذي ترأس وفدها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون. 

في المقابل، لقيت الجولة الأخيرة انتقادات معارضين آخرين، متحدثين أن الجولة الأخيرة لم تخرج بتفاصيل جديدة، شأنها شأن الجولات السابقة، ما يطرح تساؤلات عن جدوى استمرار مسار أستانا.

لكن طعمة، وصف هذا المسار بـ"المهم"، وقال؛ إن "الجولات تخرج بتفاهمات في الحد الأدنى، على الأقل، وفي مقدمتها الملف الميداني، المتعلق بوقف خروقات وانتهاكات النظام السوري التي تسجلها خطوط التماس في محيط إدلب، والأمور إلى تحسن".

إلا أنه من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد كامل، لـ"عربي21": "لا جدوى لمحادثات أستانا على الأرض، والاجتماعات التي تحدث من وقت لآخر، ليست أكثر من رسائل للولايات المتحدة، بأن الدول الضامنة قادرة على تحديد مصير سوريا".

وأضاف أن "الغرض من المسار عموما ضبط الصراع، وليس التوصل إلى حل الإشكالية السورية، وليس انتهاء احتلال سوريا".

 

اقرأ أيضا: بيان ختامي لـ"أستانا 16".. واتفاق على موعد الجولة المقبلة

وأكد كامل أن السوريين لا يجدون نتائج هذه الاجتماعات على الأرض، ولا معناها، وخصوصا أن روسيا جهدت على فعل عكس ما تتعهد به في مسار أستانا.

أما الكاتب والباحث السياسي، عمار جلو، فاعتبر أن سحب الولايات المتحدة الدعم الضمني لمسار أستانا، من خلال حديث سفيرها في كازاخستان، عن أن بلاده لن تنخرط في مسار خارج جنيف، يعني فعليا موت مسار أستانا.

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف جلو أن مسار أستانا فشل في أن يكون مسارا من شأنه حل المسألة السورية، بحيث كانت روسيا تريد منذ بداية من هذا المسار فرض الإملاءات، وتكبيل تركيا الداعم الوحيد للمعارضة بشروط.

وأكد الصحفي السوري المعارض عبد العزيز الخطيب، أن الجولة لم تخرج بنتائج جديدة، حالها حال الجولات السابقة، باستثناء إدانة الضربات الجوية الإسرائيلية، مستدركا: "لكن حتى هذه ليست جديدة، لأن البيانات الختامية لكل الجولات السابقة، كانت تؤكد ضرورة احترام الدولة السورية".

وأضاف الخطيب لـ"عربي21"، أن الواضح أن الخلافات بين الدول الضامنة لا زالت كبيرة، وخصوصا في الملف الأهم أي الحل السياسي، وبوابته "اللجنة الدستورية"، وتطبيق القرار 2254.

وعلى صعيد "اللجنة الدستورية"، رجحت وسائل إعلام روسية أن تعقد الجولة السادسة بخصوصها، قبل نهاية شهر آب/ أغسطس المقبل، وقالت وكالة "سبوتنيك" الروسية؛ إن الموعد النهائي حتى نهاية الصيف، وكان من المأمول أن تعقد اللجنة قبل نهاية تموز/يوليو، لكنها لن تنجح.


ووفق الخطيب، فإن بيان "الجولة16" الختامي، جاء تكرارا لبيانات الجولات السابقة، ما يدلل من وجهة نظره على انتهاء المبررات لاستمرار هذا المسار، معتبرا أن من الضروري تفعيل مسار جنيف، مستدركا: "لكن حتى هذا المسار هو معطل بسبب غياب الجدية والرغبة الدولية".

وجاء في البيان الختامي أن الدول الضامنة لصيغة أستانا، روسيا وتركيا وإيران، اتفقت على ضرورة الحفاظ على الهدوء في إدلب السورية، من أجل التنفيذ الكامل للاتفاقيات، وعلى مواصلة التعاون من أجل القضاء النهائي على مسلحي تنظيم الدولة، وغيرهم من المصنفين في لوائح "الإرهاب".

كذلك أكد البيان رفض الدول الضامنة، "الاستيلاء غير القانوني على عائدات بيع النفط السوري"، وأدان الهجمات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي على سوريا، مؤكدا أنها "انتهاك للقانون الدولي ويجب إيقافها".

ومسار "أستانا"، انطلق في كانون الثاني/ يناير 2017، في العاصمة الكازاخية أستانا، بهدف إيجاد حل سياسي، وإنهاء الصراع بين المعارضة السورية والنظام بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران، وأفضى إلى اتفاق مناطق "خفض التصعيد"، وسط اتهامات لروسيا باستخدام هذا المسار لفرض رؤيتها للحل في سوريا.