سياسة عربية

جدل بمصر بعد فتاوى تحرّم التبرع لـ"الزمالك"

مشجعون لنادي الزمالك في مصر- جيتي

أثارت فتوى الشيخ احمد كريمة، وهو من علماء الأزهر البارزين، بتحريم التبرع للأندية الرياضية مؤخرا، جدلا كبيرا في مصر، حيث طالب نادي الزمالك جماهيره بالتبرع للاعبيه للحصول على مستحقاتهم، والتي تقدر بالملايين.

وفي رد فعلهم على هذه الفتاوى، عبّر عدد من العلماء عن تأييدهم لهذه الفتوى، مستندين، ومستنكرين ما يجرى من التبرع لإكمال ملايين للاعبين، بينما هناك فقراء بحاجة إلى مبالغ بسيطة لسد حاجاتهم، جراء أوضاعهم المالية والاقتصادية الحرجة.

وكان أحمد كريمة، أستاذ الفقه والشريعة في جامعة الأزهر، أفتى في مداخلة تلفزيونية بعدم جواز التبرع بالأموال لنادي الزمالك ولاعبيه"، ما تسبب بموجة جدل حول شرعية الزكاة لنواد رياضية "ثرية".

وأوضح الدكتور الأزهري في مقابلته أنه "من الغريب تفضيل لاعبي كرة القدم على الأطفال في مستشفى أبو الريش".

كما استشهد بآية قرآنية تتحدث عن مصارف الزكاة الشرعية تقول: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم"، في إشارة إلى عدم احتياج لاعبي كرة القدم في نادي الزمالك إلى الأموال، بسبب عدم إدراجهم تحت أي من الفئات المذكورة في الآية القرآنية.

وفي سياق تعليقه، أيد الداعية والباحث الشرعي مصطفى إبراهيم هذه الفتوى، موضحاً أن مصارف الزكاة الثمانية لا تدخل ضمن بنودها النوادي الرياضية، ولا تمت لها بصلة، لكون الرياضة أمرا ترفيهيا، بينما تنفق الصدقات في الأمور الأساسية والمهمة للأمة.


وأضاف إبراهيم لـ"عربي21"، أنه إذا غطت الزكاة والتبرعات والصدقات كل حاجات الفقراء والمحتاجين، وباقي المصارف، فهناك أمور أولى بالتبرع لها والإنفاق عليها، مثل سداد ديون المعسرين والغارمين، وتزويج الشباب العاجز عن الزواج.

وأكد أن مثل هذه الدعوات تثير غضب الفقراء والمحتاجين الذين لا يجدون قوت يومهم، ولا يقدر الكثير منهم على تغطية نفقاته ولا نفقات أسرته، في الوقت الذي يتقاضى فيه لاعبو الكرة مبالغ طائلة تصل إلى ملايين الجنيهات، مضيفا: "قد يكون المقصود بهذه الأخبار والفرقعات الإعلامية إلهاء الناس عن سوء الأوضاع وغلاء المعيشة، وسيطرة عليه القوم على خيرات البلد تحت إدارة نظام السيسي".

من جانبه، اتهم الناقد الرياضي أحمد سعد "الشركات الراعية للمسابقات الكروية بمصر والقنوات التي تحتكر حق البث، بالتسبب في هذه الأزمات، والمعروفة بتبعيتها لجهاز المخابرات، وذلك لعدم دفعها مستحقات الأندية في الرعاية والبث، ما عمق أزمة نادي الزمالك وأندية أخرى، خاصة الأندية الشعبية والجماهيرية غير التابعة لشركات أو جهات تنفق عليها مثل نوادي شركات البترول والمؤسسة العسكرية".

لافتا إلى أن أزمة الزمالك تحديدا تفاقمت بسبب إدارة رئيسه السابق مرتضى منصور، ودخوله في مشاكل مع أصحاب المحلات التابعة للنادي، ما جعلهم يتوقفون عن دفع مستحقات النادي، وتم اللجوء للقضاء، وكان ذلك أحد أسباب الأزمة.

وحول فتوي تحريم التبرع لنادي الزمالك، قال الناقد الرياضي لـ"عربي21": "إنه يمكن تفهم ذلك، ولكن كان يجب على صاحب الفتوى أن يكون أكثر شجاعة وجرأة في رفض حملات التبرع غير الشرعية دون تمييز، مشيرا إلى حملات التبرع التي يطلقها السيسي من آن لآخر، ومن أبرزها صندوق تحيا مصر الذي يجبر المواطنين على التبرع دون معرفة أوجه إنفاق هذه التبرعات، وعدم وجود رقابة عليها"، مذكرا بحملة السيسي الشهيرة "تتبرع لمصر بجنيه"، والتي أحدثت ردود فعل كبيرة وقتها، وصارت مسار تندر وسخرية.