يقدم فيلم "The Laundromat" أو (المغسلة) من إخراج ستيفن سودربيرغ فضيحة أوراق بنما المالية التي هزت العالم في 2016 في سياق درامي يحكي مأساة أربعة أشخاص، وقعوا ضحية الشركات الوهمية، وغسيل الأموال.
وعاد اسم الفيلم إلى السطح بعد أن نشرت عدة مؤسسات إخبارية بارزة الأحد
مجموعة ضخمة من الوثائق المالية المسربة تربط حسبما قالت زعماء عالميين بثروات
سرية من بينهم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش
وأفراد لهم صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء تفريغ الوثائق التي تجاوز عددها 11.9 مليون وثيقة، ما يعادل نحو 2.94
تيرا بايت، بعد خمس سنوات من كشف التسريب المعروف باسم "أوراق بنما"
النقاب عن كيفية إخفاء أثرياء أموالا بطرق لم تتمكن وكالات إنفاذ القانون من
اكتشافها.
وقال الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وهو شبكة من المراسلين
والمؤسسات الإعلامية مقرها واشنطن، إن الملفات مرتبطة بنحو 35 زعيما من زعماء
الدول الحاليين والسابقين، وأكثر من 330 سياسيا ومسؤولا عاما في 91 دولة وإقليما.
ولم يذكر كيف تم الحصول على الملفات ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من
المزاعم أو الوثائق التي قدمها الاتحاد.
وعرض الفيلم للمرة الأولى عالميا في 2019، ثم بثته شبكة "نتفلكس"
رقميا على منصتها في تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته.
اقرأ أيضا: "وثائق باندورا" تكشف أسرار عشرات الساسة العرب
يبدأ الفيلم بعدد من المصطلحات والنظريات المالية التي لا يعرفها ربما أغلب المشاهدين، للتوطئة لاحقا للدخول في صلب القضية وهي الشركات الوهمية التي لا يعرف أحد عنها شيئا.
والفيلم عن يورغن موساك، ورامون فونسيكا، اللذين يرويان قصص احتيالهما على نماذج
لأشخاص مختلفين.
الأولى عن زوجة (إلين مارتن) تفقد زوجها (جو) في حادث على متن قارب نهري،
وتفشل في تحصيل أموال التأمين بسبب أن الشركة قد بيعت لشركة أخرى وهمية، وتدخل في
دوامة للبحث عن أصل المشكلة، التي تنتهي لاحقا إلى آلاف الشركات الوهمية.
أما القصة الأخرى فابنة رجل أفريقي مليونير التي تكتشف علاقة والدها بصديقتها،
فيشتري والدها صمتها بشركة استثمارية تبلغ قيمتها (على الأوراق) 20 مليون دولار،
لكنها تكتشف أنها موجودة على الأوراق فقط، ويشرف عليها موساك.
وفي نهاية الأمر تتسرب الأوراق وتضج المواقع بها لتكشف آلاف الشركات التي
تغسل مليارات الأموال التي تأتي من جيوب الناس العاديين لتنتهي بيد عدد محدود من
الناس الذين يديرون الشركات الوهمية.
وفشل موساك وفونسيكا في منع عرض الفيلم عبر القضاء، بحجة أنه يشهر بهما.
وطلبا من المحكمة الفيدرالية في ولاية كونيتيكت الأمريكية قرارا لمنع عرض
الفيلم على منصة نتفلكس، لكن المحكمة حولت القضية إلى ولاية كاليفورنيا.
ماذا تقول "وثائق باندورا" عن العاهل الأردني وزعماء آخرين؟