ملفات وتقارير

طالبان تسلّح مقاتلين طاجيك على الحدود.. ماذا عن الإيغور؟

مشهد مختلف على الجبهة الطاجيكية حيث تسلّح طالبان مقاتلين إسلاميين بعكس سلوكها مع "التركستانيين"- تويتر

تناقلت وسائل إعلام عالمية تقارير عن تزويد حركة طالبان الأفغانية مقاتلين طاجيك متمركزين على الحدود مع طاجيكستان، بمركبات عسكرية وأسلحة ومعدات أخرى جديدة، وسط حشد عسكري مستمر على جانبي الحدود، وقلق شديد في روسيا، ذات النفوذ التقليدي في المنطقة.

وبحسب تقرير لموقع إذاعة "أوروبا الحرة"، ترجمته "عربي21"، فإن ذلك يأتي في إطار حراك مريب في شمال أفغانستان، شمل في المقابل "إزالة" مقاتلين من الإيغور بعيدا عن الحدود مع الصين، التي تتهم باضطهاد أبناء تلك العرقية المسلمة.

وأثار سلوك طالبان بحق الإيغور المتواجدين في أفغانستان اهتماما واسعا من قبل وسائل إعلام غربية، تحدثت عن مخاوف لدى أبناء الأقلية من انتهاكات بحقهم في ضوء "تقارب" بين كابول وبكين.

وطلبت "عربي21" من المتحدث باسم طالبان، سهيل شاهين، تعليقا بشأن ما ورد في تقرير لـ"نيويورك تايمز" حول مخاوف الإيغور الأفغان، لكنه اكتفى بالتأكيد على التزامات الحركة، بموجب اتفاق السلام مع الولايات المتحدة، بمنع أي تهديدات محتملة انطلاقا من بلاده ضد أي دولة أخرى، في اعتراف ضمني بوضع حد لنشاط الإسلاميين "التركستانيين".

 

اقرأ أيضا: طالبان تنشر "جيش منصور" الانتحاري على حدودها

وحركة "تركستان الإسلامية"، التي يعتقد بأنها مرتبطة بتنظيم "القاعدة"؛ مصنفة على قوائم "الإرهاب" لدى الأمم المتحدة والصين، حيث تتهمها الأخيرة بالمسؤولية عن اضطرابات في إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ)، موطن الإيغور.

وتتناقض أنباء نقل مقاتلي تلك الحركة، إلى ولايات بعيدة عن الحدود، مع مزاعم طالبان، مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، بأن هؤلاء العناصر غادروا أفغانستان في ضوء حظر الحكومة الجديدة في كابول نشاطاتهم.

مشهد مختلف على الجبهة الطاجيكية

لكن المشهد مغاير تماما على الجبهة الطاجيكية، إذ شوهد مسلحون متمركزون في إقليم بدخشان بأسلحة ومركبات أمريكية الصنع، بما في ذلك عربات "هامفي"، وفقا لما نقلته "أوروبا الحرة" عن مسؤول في خدمات الحدود الطاجيكية الحكومية.

وأكد ضابط سابق بالجيش الأفغاني في بدخشان المزاعم ذاتها.

وبحسب المسؤول الطاجيكي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته المسلحين، فإن المسلحين الذين شوهدوا من قبل يحملون بنادق كلاشينكوف ويقودون شاحنات صغيرة، تسلموا الإمدادات الجديدة خلال الأسبوعين الماضيين.

وتقول مصادر طاجيكية وأفغانية إن 200 مسلح على الأقل من طاجيكستان يتمركزون حاليا على طول الحدود بين البلدين.

 

اقرأ أيضا: التايمز: نهر ضيق يفصل طالبان عن جيرانها الخائفين

 

 

وأثار استيلاء طالبان على السلطة قلق دول آسيا الوسطى المتاخمة لأفغانستان بشأن التهديدات الأمنية المحتملة القادمة من البلاد واحتمال عبور عشرات الآلاف من اللاجئين الحدود.

ودعا المسؤولون الطاجيك مرارا طالبان إلى تشكيل حكومة شاملة وحذروا من أن دوشنبه لن تعترف بحكومة الحركة إذا قوضت "مصالح الطاجيك والأقليات الأخرى".

وبدورها، حذرت طالبان طاجيكستان من التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان.

ووسط تصاعد التوترات بين طالبان ودوشنبه، قالت الحركة في أيلول/ سبتمبر إنها نشرت عشرات الآلاف من المقاتلين في بدخشان وتخار، لمواجهة "التهديدات المحتملة".

وكانت دوشنبه قد أعلنت في وقت سابق عن خطط لنشر 20 ألف جندي إضافيين على طول أكثر من 1400 كيلومتر من الحدود التي تشترك فيها مع أفغانستان.

 

اقرأ أيضا: طالبان تعيّن مسؤولين حكوميين جددا.. ولجنة أمنية لملاحقة داعش 

 

 

والمسلحون الطاجيك الذين يدور الحديث حولهم هم أعضاء في "جماعة أنصار الله"، التي أسسها مواطنو طاجيك قبل عقد من الزمن بهدف الإطاحة بالحكومة العلمانية في دوشنبه.

وفي حزيران/ يونيو، أثار المسؤولون الطاجيك القلق من أن أحد قادة المجموعة المحظورة - محمد شريفوف (المعروف أيضا باسم مهدي أرسلون) قد تم تعيينه مسؤولا عن الأمن في خمس مناطق حدودية في بدخشان بعد أن استولت عليها طالبان.

وفي الشهر الماضي، قال مسؤولون أمنيون طاجيك إنهم يراجعون تقارير تفيد بأن المسلحين كانوا يخططون للتسلل إلى طاجيكستان، وهو ادعاء رفضته طالبان.

لكن سهيل شاهين، المتحدث باسم الحركة، لم يرد على الفور على سؤال من "عربي21" بهذا الخصوص.

 

وحذّرت روسيا، الحليف التقليدي لطاجيكستان؛ الطرفين من تصعيد خطير قد يضرب استقرار عموم المنطقة، في وقت تسعى فيه لإعادة ترتيب علاقتها مع طالبان بما يحفظ لها مصالحها من جهة، ويجنبها تورطا جديدا في أفغانستان من جهة ثانية.

 

تجدر الإشارة إلى أن أكبر قاعدة عسكرية لروسيا خارج أراضيها تقع في طاجيكستان، وأجرت قوات من البلدين مناورات على الحدود مع أفغانستان بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية والغربية من هناك، في آب/ أغسطس الماضي.