مدونات

وانتقصت السيادة بالتوقيت

كاتب آخر
مرت على القضية الفلسطينية حالات كثيرة من العبثية والادعاء الموهوم بالسيادة، ولكن ما حصل في اليومين الماضيين كان مثالا واضحا لسيادة موهومة كاذبة.. فحتى لتغيير التوقيت بالجوال لم تتمكن السلطة الوطنية الفلسطينية، صاحبة أكثر من مئة سفارة على مستوى العالم أن تغير من توقيت الأجهزة المحمولة من التوقيت الصيفي إلى التوقيت الشتوي، إلا بعد أن غيرت دولة الكيان.

فعلى مدار سنوات أرادت السلطة أن تثبت نفسها أنها كيان منفصل ودولة مستقلة بعلم ونشيد وطني وحرس شرف، فكان فرق التوقيت في التغيير يسبق دولة الكيان بيوم وليلة.

ولكن الأخ اشتية (وحكومته العبقرية) أراد أن يعمل "نهفة" بأنه ليس كمن سبقه، وأنه يمتلك القدرة أكثر مع أن جيب للاحتلال أوقف موكبه على مدخل جنين فترة من الزمن إلى أن تم التنسيق للدخول إليها، فعمل فارق التوقيت يومين وليلتين، ولكن للأسف الأجهزة المحمولة لم تستجب، بل استجابت لتوقيت التغيير في دولة الاحتلال، وكأن هذه الأجهزة تريد أن تذكرنا بأننا دولة ليست إلا على الورق.

هذه الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فمن الاقتحام المستمر وشبه اليومي لمناطق السلطة؛ إلى أن الأمر وصل إلى أن يتبول جندي على جدار رئاسة الوزراء، وكل يوم تقوم دولة الكيان بأعمال تذكرنا بأننا عبارة عن سلطة ودولة وهمية.

أما في غزة المنكوبة بالحصار منذ أكثر من 15 عاما، فالأمر لا يختلف كثيراً، فقد لا يكون اقتحامات أو انتهاك لمناطق السيادة، ولكن في المقابل تم انتهاك صمود المواطن بالفقر وقلة المال، حتى أن كلمة "شيك الشئون" والمنحة القطرية وقائمة البضائع المسموحة والممنوعة والمعاناة على المعبر؛ هي أكثر ما يتردد على لسان المواطن الغلبان.

ما حدث في اليومين الماضيين رسالة للجميع، أن قفوا وفكروا، فأنتم لا تملكون من قراركم شيءا، حتى تأخير عقارب الساعة 60 دقيقة هو خاضع للمحتل، وليس لكم.

فالسفارات والرتب والمناصب وحرس الشرف وسيادة الرئيس ومعالي رئيس الوزراء وعطوفة الوكيل واللواء والعميد والعقيد؛ كلها كذبة كبرى إذا كانت تحت احتلال.