قال كاتب إسرائيلي، إن قتلة الفلسطينيين المسلمين يحظون بتكريم وتقديس واسعين في الأوساط الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الاعتداءات على الكروم ومزروعات الفلسطينيين والاقتحامات المتواصلة لمدينة القدس تمر كأنها حدث عابر.
الكاتب الإسرائيلي ران أدليست، قال في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية إن "الحكومة، قوات الأمن وجهاز إنفاد القانون، جميعهم عديمو الوسيلة بل وأحيانا يتعاونون مع المشاغبين (عصابات المستوطنين)، بل يدور الحديث عن عنصرية تحت ظل القانون، ولها صدى إيجابي بين جمهور إسرائيلي غير قليل".
وأضاف: "مؤخرا، حين مل بعض من الشعب الأمريكي العنصرية العنيفة، وقفت المحكمة في الولايات المتحدة إلى جانب الديمقراطية وبقوة. ثلاثة رجال بيض في جورجيا أدينوا بقتل شاب أسود، والسجن ينتظرهم لسنوات طويلة، ومنظمات التفوق الأبيض تعرضت لغرامة بالملايين".
وأوضح أدليست، أنه "قبل نحو أربع سنوات، تجمعت بضع منظمات يمينية متطرفة في الولايات المتحدة في مهرجان توحيد واحتجاج في بلدة شالوتسفيل، وفي الطريق احتجوا على إزالة تماثيل ونصب تذكارية لاتحاد الولايات الأمريكية التي أيدت العبودية، وتبين أنه حتى بعد 150 عاما، لا يزال جمر تلك الحرب مشتعلا، وأشعل إزالة تمثال جنرال جنوبي في حديقة اضطرابا في البلدة، وضمن أمور أخرى، قيل في مهرجان اليمين إن "اليهود يدمرون العالم الغربي"".
ولفت إلى أن هناك "شخصيات قدوة للمتظاهرين هم؛ دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) وبعده أدولف هتلر، ولاحقا جرت هناك مسيرة لمشاركة نشطاء نازيين جدد رافقتها أحداث عنيفة، رفعت على إثرها بلدية شارلوتسفيل دعوى ضد منظمات اليمين التي نظمت المهرجان، وفرض المحلفون على تلك المنظمات غرامة تقدر بـ 26 مليون دولار".
وأما في "إسرائيل"، فقال الكاتب: "لم نصل إلى المكان الذي يحاكم فيه الناس بشدة على العنصرية فقط، بل في إسرائيل يقدسون قتلة عنصريين مثل المخرب باروخ غولدشتاين، الذي حظي بنصب هدم لاحقا، والمعجبون به يوجدون في الكنيست".
وفي شباط/ فبراير 1994، قتل المجرم غولدشتاين 29 مصليا مسلما، وجرح نحو 100 آخرين في الحرم الإبراهيمي الشريف الذي يطلق عليه الاحتلال "مغارة المكفيلا"، ويقع المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويستعمر فيها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
والمجرم القاتل غولدشتاين، الذي دفن في حديقة "مئير كهانا" في الخليل المحتلة، "تحول قبره إلى موقع لزيارة الحجيج"، في حين قامت محكمة العدل العليا الإسرائيلي، بإزالة مظاهر الأبهة، وتركت كتابة على الشاهد تقول "نظيف اليدين وصاحب قلب، قتل على قدسية الرب".
وعلق على ذلك أدليست بقوله: "بينما يزيل الأمريكيون تماثيل زعماء الجنوب، أقيمت في حديقة كهانا في إسرائيل".
واستغلت سلطات الاحتلال مجزرة الخليل البشعة، وقامت بتشكيل لجنة تحقيق سميت "لجنة شمغار"، والتي بدورها نفذت ما خطط له الاحتلال، عبر الخروج بعدة توصيات منها؛ تقسيم المسجد الإبراهيمي ووضع حراسات مشددة على الحرم، وفرضت واقعا احتلاليا صعبا على حياة الفلسطينيين في البلدة القديمة بالخليل، ومنحت الاحتلال الحق في السيادة على الجزء الأكبر من الحرم، إضافة إلى التحكم بكل من يدخل المسجد الإبراهيمي ومنع رفع الأذان في أحيان كثيرة.
اقرأ أيضا: هآرتس: هرتسوغ "رئيس المستوطنات" أظهر بشاعة الاحتلال