قضايا وآراء

ناصر أبو حميد ولائحة الاتهام لسلطات الاحتلال بمحاولة قتله!

1300x600
أتابع ما يكتب عن هذا البطل الفلسطيني الذي وقع في شرك الإهمال الطبي المبرمج في السجون الإسرائيلية، وما يكتب عن هذه العائلة التي شكّلت نموذجا للعائلة الفلسطينية الثائرة والمشتبكة مع المحتلّ بكلّ إمكاناتها وبكلّ ما أوتيت من قوّة وجهد.

ناصر الآن يصارع المرض ويشكّل الشاهد الحيّ على جريمة هذا المحتل مع الأسرى المرضى بأقسى صورها المريعة، فوقوع الأسير في براثن المرض في سجونه السوداء لا يكون محض صدفة، بل هو نتاج لبيئة حاضنة لكلّ أشكال الأمراض والعلل. فسلطات الاحتلال هي المتهمة بمحاولة قتله، وهذه لائحة الاتهام الشاهدة بقوة على جريمة الاحتلال بحق ناصر أبو حميد وكل الأسرى المرضى في سجونه:

- الحرب النفسية التي تفتح كلّ نارها على الأسير وأهله من لحظة دخوله السجن، فهناك سياسة متبعة تقتضي التعامل مع الأسير الفلسطيني بطرق منحطة ولا علاقة لها بالجنس البشري أبدا ولا بحقوق إنسان ولا ما يحزنون، يتفنّنون بسادية مفرطة في إهانة الأسير وإشعاره الدائم بأنه لا يستحق إلا الإهانة والتعذيب. وهذا يأخذ أشكالا وإجراءات لا حصر لها من لحظة دخوله السجن، وتتجلّى مثلا عندما يساق ويجرّ للتحقيق كما تجرّ الدابّة، والزنزانة القميئة التي يحشر بها لأشهر طويلة، والتعذيب الجسدي والنفسي. وفي السجن يتجلّى الإذلال والتنكيل في كلّ شيء؛ من إهانات البوسطة في المحاكم وإجراءاتها المقيتة، والتفتيش العاري، والمداهمات الليلية، والخروج والدخول إلى الساحة، والدخول في القفص في معبار الرملة وعلى بوابة السجون، وزيارات الأهل التي تشكل عقوبة وتنكيلا للأسير وأهله. وهناك سجون مجرد وجود الأسير فيها هو عقوبة، مثل نفحة وريمون اللذين يبعدان عن وسط الضفة حوالي 200 كيلومتر.. الخ.

- العلاج وطرق التعامل مع المريض، وهذا يؤدي عادة إلى استفحال المرض، لأن الاحتلال يطيل عملية تشخيص المرض بشكل خرافي. فصورة الأشعة التي تستغرق خارج السجن لحظات يمكن أن تستغرق سنوات حتى يحظى الأسير المريض بها. وكذلك في وصفة العلاج، إذ عادة ما يزيغ الاحتلال عن الوصفة الصحيحة للمرض، وما ثبت كذلك من تجريب شركات أدوية أدويتها على المرضى في السجون.

- العقوبات التي تقضي بها محاكم الاحتلال والتي تشكل أضعافا مضاعفة من عقوبات أية دولة في العالم. فقد يقضي الفلسطيني عدة سنوات وهو لا يعرف تهمته، كما هو حال الاعتقال الإداري.

- ما يتعرض له الأسرى من الاعتداء المباشر بعقوبات جماعية عنيفة تُستخدم فيها القوة المفرطة؛ من الغاز والرصاص المطاطي والضرب بالعصي الكهربائية والحديدية.

- أجهزة التشويش المنتشرة في سجونهم، والتي قالوا عنها بشكل أكيد بأنها من مسببات مرض السرطان.

هذه بعض أوجه العذاب في سجون الاحتلال السوداء، لنجد أن وقوع أسير في براثن المرض ليس غريبا، فالمتسبب المباشر هو سياسة الاحتلال في سجونه. فالأمر عندما نتهم سلطات الاحتلال بارتكاب هذه الجريمة ليس جزافا، وإنما هو قائم على أسس متينة وعلى منهجية علمية مدعّمة بآلاف الشهود الذين عانوا من كل هذه الإجراءات السادية القاتلة؛ التي يمارسها السجان الصهيوني في سجونه على الأسرى الفلسطينيين والعرب.