قضايا وآراء

رفقا بقواعد الإخوان

1300x600
بين مطرقة نظام الانقلاب المدعوم محليا وإقليميا ودوليا وسندان بقايا قيادات الجماعة الجريحة في معركة غير متكافئة، تقف قواعد الإخوان في أتون سجون ومعتقلات وأحكام وإعدامات وخطف وتصفيات ومطاردة وملاحقات وتشويه وافتراءات، بهدف كسر ما تبقى من إرادة وتمزيق ما تبقى من إدارة وانحراف ما تبقى من مشروع..

نعم هناك قطاع كبير من شعب مصر المكلوم يعاني، لكن قواعد الإخوان اجتمعت عليها كل ألوان المعاناة، حتى بقايا القيادات هنا وهناك والتي كانت الحضن الدافئ والعقل الراشد؛ أصبحت مصدر ضغط ومعاناة على قواعد الجماعة ولأسباب كثيرة، منها الممارسات والاختلافات والتصريحات وغياب الرؤى وكثرة المتاهات، وما إلى ذلك مما كان يستوعب ويتحمل في الظروف الأفضل.

أزمة قواعد الجماعة متشعبة الاتجاهات متنوعة المجالات، في ظل غياب رؤية واضحة أو بصيص أمل للخروج من النفق المظلم. هول الصدمة الأولى ما زال يلقي بظلاله في طرق التفكير والتدبير، في ظل غياب الكفاءات والقيادات التي كانت تشغل الفراغات وتسد الفجوات ولو على المستوى النفسي والشكلي بتسكين الآلام وتضميد الجراح، وحجم المعاناة الذي ينزف يوميا ولا يتوقف، وظروف المعيشة الصعبة والأجواء الأمنية القاهرة والضاغطة، وبقايا قيادات دون مستوى المرحلة والمطالب، وعقدة ضياع الحلم والمشروع، وأمور نفسية أخرى كثيرة.. يضاف لما سبق الطريقة التي تربى عليها الإخوان في إدارة الأزمات وهم في أجواء أزمة نوعية وفريدة.

ما يعيشه الإخوان جزء مما تعانيه مصر والمنطقة، وإن كانوا هم الهدف الأول، ليس للتضييق والإقصاء بل للحذف والتصفية والإنهاء.

ما يعانيه الإخوان اليوم عاشته الجماعة من قبل، وكانت تركن دوما على المخزون الإيماني والرصيد التربوي والفضاء الفكري الذي تستدعيه الجماعة في مثل هذه الظروف والأحوال، لكن قسوة التجربة ودموية الممارسات ولا قانونية الأجواء؛ أشعرتهم بغربة قاسية في مجتمع لطالما تحركوا في جنباته دعوة وفكرة وخدمة، تتسع لهم الصدور والنفوس والفضاءات، وسرعان ما تحول كل ما سبق إلى نقيضه. لكنها طبيعة دنيا لا تدوم، فيوم لك ويوم لغيرك ويوم عليك.. رفقا بقواعد الإخوان.

أقول: "لقواعد الإخوان أصحاب النفوس القوية ومواجهة الأزمات" فرداً فرداً وعضواً عضواً؛

- إياك والظن بأنك مسؤول عن ترتيب الكون، مسؤوليتك الأولى نفسك ومن تعول، ترتيب نفسك والقيام بدورك وفقا لإمكاناتك ومواردك المتاحة، اجتهد في ما يخصك.

- ليس بالضرورة أن تحل كل ما يواجهك من أزمات، هناك مواقف تفوق إمكاناتك وقدراتك وأفكارك، وهناك أزمات غير قابلة للحل لغياب مقومات الحل.

- عليك أن تعمل وفقا لإمكاناتك المعنوية والمادية، وما خارج دائرة ذلك يدخل في دائرة غيرك، وما هو خارج إمكانات الجميع تحكمه السنن الكونية وطلاقة القدرة الإلهية.

- يقينك أن هناك ما يفوق قدرتك يمنحك الاتزان والاستواء في مواجهة الأزمات، ويقينك بطلاقة القدرة الإلهية وفقا للسنن الكونية يجعلك هادئا مطمئنا لاتزان معادلات الحياة.

- لا تحمل نفسك ما لا تطيق، فيضيق صدرك ويزيد عجزك، لأنك كلفت نفسك ما لم تكلفه لك السنن وقوانين الحياة.

- لا شك أن جزءا من معادلات الدنيا في الثواب والعقاب ورد المظالم والحقوق لن يحسم فيها لاعتبارات كثيرة. لمثل هذا كان بعض الحساب في الآخرة، فكن مطمئنا.

- وضوح الرؤية وفقا للمعلومات الصحيحة وتصحيح المفاهيم ووفقا للقواعد الدقيقة، يجعلك ترى الأشياء على حقيقتها، أنها ما بعلمية وواقعية.