مع انعقاد القمة الإسرائيلية الروسية المفاجئة بين نفتالي بينيت وفلاديمير بوتين لبحث وقف الحرب الأوكرانية، صدرت مواقف إسرائيلية متباينة من أهداف "الوساطة" ومدى فرص نجاحها.
وتثار الشكوك حول فائدة رحلة بينيت إلى موسكو، كون "إسرائيل" كيانا صغير الحجم، وليس هناك آمال كبيرة تعلق على نجاحها في التوسط بين القوتين العظميين في العالم.
وفي الوقت ذاته، ورغم شعور الإسرائيليين بأن نجاح وساطة بينيت قد يمنحهم اعتمادا دوليا أكثر على دبلوماسيتهم المكوكية، فإن تخوف العسكريين لديهم لا يقل عن تمدد الحرب الأوكرانية، لأن النصيحة التي يقدمونها للسياسيين الإسرائيليين تكمن في تجنب القيام بأشياء غير فعالة من الناحية التكتيكية، فضلا عن تجنب القيام بأشياء قد تؤدي لسوء التقدير أو التصعيد.
أمنود لورد الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، ذكر في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن "وساطة بينيت أتت في توقيت خاطئ كليا، لأن التحركات العسكرية الروسية بطيئة ومرهقة، وتتعرض لخسائر فادحة، فيما يحتاج الأمريكيون إلى الوقت أيضا، ربما رغبة منهم في النهاية بهزيمة بوتين، وترجمة ذلك تتمثل في إسقاط حكمه، مع العلم أن ارتفاع أسعار النفط إلى 130 دولارًا للبرميل أدى إلى تحويل العقوبات على روسيا إلى ارتداد ضد الغرب نفسه".
اقرأ أيضا: بينيت في موسكو لبحث الحرب على أوكرانيا مع بوتين
وأضاف أن "بينيت وجد نفسه في الوسط بين ألمانيا وروسيا والولايات المتحدة، رغم أن هذا ليس هو المكان الذي يجب أن تكون فيه إسرائيل، لأنها أمام لعبة دموية ذات اعتبارات أيديولوجية، ولعله بسببها حققت إيران أكثر بكثير مما كانت تحلم به، في حين لا تستطيع إدارة بايدن، المدمنة على اليسار الراديكالي في الحزب الديمقراطي، تغيير سياستها ضد إنتاج النفط والغاز في الداخل، لذلك فإن من المحتمل أن تملأ إيران بعض النقص في الوقود، وتواصل تهديدها الوجودي لإسرائيل، هذا ما كان على بينيت أن يفاوض من أجله، وطالما أن ذلك لم يحصل فإنه بات مطالبا بالامتناع عن الانضمام إلى خطط بوتين، دون أن يقصد".
ديفيد ميدان المسؤول السابق في جهاز الموساد قال في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" إن "محاولات بينيت التوسط بين روسيا وأوكرانيا محدودة النتائج، نحن أمام بوتين الأقوى في المعادلة، لكنه لا يريد إبلاغ بينيت بأنه غير مناسب لهذه الوساطة، مع العلم أنه من الناحية العملية لا توجد وساطة هناك حتى الآن، ولا أظنها ستنجح، ولذلك لن يحدث شيء ذو قيمة، باستثناء البعد الرمزي في أن تشارك إسرائيل في الجهود الدولية الجارية لوقف الحرب، ونقل الرسائل، وتخفيف النيران".
وأضاف أن "وساطة بينيت غالبا ما ستكون غير ناجحة، لأن التحدث بين الأعداء بحاجة لإيجاد الجسور، وربما تقديم تنازلات، الأمر الذي لا تقدر عليه إسرائيل، فضلا عن حاجتها لتعريف نفسها بوضوح من جانب الولايات المتحدة والغرب".
عضو الكنيست رام بن باراك، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، قال إن "لقاء بينيت مع بوتين ربما بحث أمورا عديدة من بينها تأثير الحرب الأوكرانية على أنشطة إسرائيل الأمنية في المنطقة، خاصة في سوريا، وهذا شيء مهم، وأنا سعيد لأن هذا لم يتغير. نحن ننظر بقلق لما يحدث في أوكرانيا مثل العالم بأسره، لأننا نفهم من هاجم، وليس هناك شك في أي جانب نحن في هذه القصة، لكن إسرائيل لديها وضع خاص هنا، والتزام تجاه اليهود الموجودين في روسيا وأوكرانيا".
وأضاف في مقابلة مع صحيفة معاريف، ترجمتها "عربي21" أن "هذه الأمور تتطلب منا أن نتبنى سياسة معينة في الحرب الدائرة، إسرائيل في الجانب الغربي تمامًا، ولذلك فإن زيارة بينيت إلى الكرملين أتت في سياق تقديم المساعدة لتحسين الوضع، أو وقف الحرب، وأعتقد أن الأمريكيين يعتقدون ذلك، ولهذا السبب حصلنا على موافقتهم لهذه الزيارة، لأن الحرب كلما تقدمت تزداد صعوبة، وتصبح أكثر سوءًا، ومن الواضح أن هناك مخاطرة في ذلك".
قناة عبرية: بوتين يعرف مكان الرئيس الأوكراني ولا يريد قتله
رئيس وزراء الاحتلال: التوصل لاتفاق مع إيران أمر لا يلزمنا
جنرالان يرصدان مبررات انحياز الاحتلال للغرب ضد روسيا