سياسة دولية

استمرار حصار "آزوفستال".. واتهام أمريكا بالإشراف على هجمات

تقارير تتحدث عن سعي روسيا لإنهاء ملف مصنع آزوفستال قبل عيد النصر الاثنين- جيتي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن جهود الإجلاء ستركز على إخراج الجرحى والمسعفين من مصنع آزوفستال للصلب الذي تعرض للقصف في ماريوبول، وذلك بعد أن تم نقل جميع النساء والأطفال والمسنين المحاصرين في المصنع إلى مكان آمن.

وتعهد المقاتلون الأوكرانيون، في المصنع بعدم الاستسلام، وتسعى القوات الروسية لإعلان النصر في المعركة الطويلة للسيطرة على المصنع المترامي الأطراف، قبل الاحتفالات بيوم النصر الاثنين، في موسكو والتي تحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفييتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

ومن المقرر أن يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء آخرون لمجموعة السبع اتصالا مرئيا مع زيلينسكي اليوم الأحد في استعراض للوحدة قبل يوم النصر الذي سيشهد فيه الرئيس فلاديمير بوتين عرضا عسكريا ضخما في موسكو.

 

حالة بوتين الذهنية

من جانبه قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إن بوتين مقتنع بأن "تصعيد" الصراع العسكري في أوكرانيا سيعزز النتيجة التي يمكن أن تحصل عليها روسيا.

وقال بيرنز لصحيفة فايننشال تايمز: "إنه في حالة ذهنية تجعله لا يعتقد أن بوسعه تحمل الخسارة".

وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه في وقت متأخر من الليل يوم السبت، إنه تم إنقاذ أكثر من 300 مدني من مصنع آزوفستال وإن السلطات ستركز الآن على إجلاء الجرحى والمسعفين ومساعدة السكان في أماكن أخرى في ماريوبول والمناطق المحيطة بها إلى أماكن آمنة.

وأعلن الانفصاليون المدعومون من روسيا عن إجلاء 176 مدنيا من المصنع. ولم يتضح ما إذا كان الرجال المدنيون لا يزالون هناك.

وتحت قصف مكثف، بات المقاتلون والمدنيون محاصرين منذ أسابيع في مخابئ عميقة وأنفاق تتقاطع مع الموقع، مع القليل من الطعام والماء والأدوية. وعم الخراب مدينة ماريوبول بسبب القصف الروسي المستمر منذ أسابيع. وتم تدمير مصنع الصلب إلى حد كبير.

 

اقرأ أيضا:  رويترز: بوتين سيوجه تحذير "يوم القيامة" إلى الغرب في 9 مايو


وفي كييف، قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت 200 هجوم على منشآت رعاية صحية في أوكرانيا، في أحدث مزاعم بارتكاب القوات الروسية جرائم حرب. وتنفي روسيا مهاجمة أهداف مدنية.

وتعد ماريوبول، الواقعة بين شبه جزيرة القرم التي استولت عليها موسكو في عام 2014 وأجزاء من شرق أوكرانيا استولى عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في ذلك العام، المحور لربط المنطقتين الخاضعتين لسيطرة روسيا وعرقلة الصادرات الأوكرانية.

هجمات بتنسيق أمريكي

إلى ذلك اتهم رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين، واشنطن بتنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا، قائلا إن ذلك يرقى إلى مستوى التدخل الأمريكي المباشر في عمل عسكري ضد روسيا.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة قدمت معلومات مخابراتية لأوكرانيا للمساعدة في مواجهة الهجوم الروسي، لكنهم نفوا أن تتضمن هذه المعلومات بيانات استهداف دقيقة.

وزودت واشنطن وأعضاء أوروبيون في حلف شمال الأطلسي كييف بأسلحة ثقيلة لكنهم يقولون إنهم لن يشاركوا في القتال.

وقال قائد روسي كبير الشهر الماضي، إن روسيا تخطط للسيطرة الكاملة على جنوب أوكرانيا لتحسين وصول روسيا إلى ترانسنيستريا، وهي منطقة انفصالية من مولدوفا تجاه الغرب.

قوات قديروف

 

 وعلى صعيد العمليات، قال رمضان قديروف رئيس جمهورية الشيشان الروسية الأحد، إن جنوده سيطروا على معظم مدينة بوباسنا في شرق أوكرانيا، في حين قال مسؤولون أوكرانيون إن معركة للسيطرة على البلدة الواقعة في البلاد مستمرة.

وكتب قديروف، في منشور على تطبيق المراسلة تليغرام: "مقاتلو القوات الخاصة الشيشانية.. سيطروا على معظم بوباسنا، تم تطهير الشوارع الرئيسية والأحياء المركزية في المدينة بالكامل".

وقال سيرهي جيداي، حاكم منطقة لوغانسك أمس السبت، إن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على المنطقة. وأضاف في منشور مصور على تليغرام: "الوضع صعب للغاية لكنه تحت السيطرة".

وتابع بأن القوات الشيشانية لم تشارك في القتال لكنها كانت تنهب وتسجل مقاطع مصورة.

إلى ذلك قال جيداي، إن شخصين لقيا حتفهما في قصف روسي على مدرسة في قرية بيلوهوريفكا وإن ثمة مخاوف من مقتل 60 شخصا ما زالوا تحت الأنقاض.

وأضاف أن روسيا أسقطت قنبلة بعد ظهر السبت على المدرسة التي كان يحتمي بداخلها نحو 90 شخصا. وتم إنقاذ 30.

وكتب جيداي في منشور على تطبيق المراسلة تليغرام: "أصيب سبعة منهم.. من المرجح أن 60 شخصا قضوا نحبهم تحت أنقاض المبنى".

دعم عسكري بريطاني

من جانبها قالت بريطانيا إنها ستقدم 1.3 مليار جنيه إسترليني (1.60 مليار دولار) أخرى في شكل دعم عسكري ومساعدات لأوكرانيا، وذلك قبل مكالمة مزمعة الأحد عبر الفيديو لزعماء دول مجموعة السبع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وكانت الحكومة البريطانية، أرسلت صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي وأسلحة أخرى إلى أوكرانيا.

ويرفع هذا التعهد الجديد إلى الضعف تقريبا التزامات الإنفاق البريطانية السابقة المتعلقة بأوكرانيا. وقالت الحكومة البريطانية إن هذا هو أعلى معدل إنفاق متعلق بصراع منذ الحربين في العراق وأفغانستان، رغم أنها لم تذكر تفاصيل تلك الحسابات.