صحافة دولية

ECO: حكام الجزائر يستغلون الصراع مع المغرب لأسباب داخلية

الجزائر المغرب -جيتي

قالت مجلة إيكونوميست، إن الخطاب الناري الصادر من الجزائر، تجاه المغرب، والخلاف مع إسبانيا بشأن خط تصدير الغاز، نابع من السياسة الداخلية، لكنه يتسبب في مفاقمة النزاع الطويل مع المغرب.

وأشارت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن المواجهة بين الجارين، ربما انحرفت نحو الحرب. ويعود التوتر بين البلدين إلى عام 1963 عندما قاتل البلدان "حرب رمال" قصيرة في نزاع على منطقة من الأرض الحدودية بعد عام من استقلال الجزائر عن فرنسا.

وأضافت: "ومنذ ذلك الوقت تعمق النزاع الإيديولوجي مع المغرب. فالمغرب هو ملكية محافظة موالية للغرب، أما الجزائر فهي عضو مهم في حركة دول عدم الانحياز وكانت على علاقة صداقة مع الاتحاد السوفييتي السابق. وأغلقت الحدود البرية بين البلدين عام 1994 بشكل أفرح المهربين وأزعج البقية.

 

وبدأت الجزائر في السبعينات من القرن الماضي بتقديم الدعم لجبهة بوليساريو، وهي حركة تطالب باستقلال الصحراء الغربية والتي ضمها المغرب عام 1975 بعد رحيل الدولة المستعمرة لها إسبانيا".

ولفتت المجلة إلى أن قرار إغلاق خط الغاز مرتبط بالأحداث في الصحراء الغربية التي حصل فيها المغرب على مكاسب عسكرية ودبلوماسية. ولن يترك القرار آثارا مؤلمة على المغرب واقتصاده، لأن نسبة 60% من الطاقة تولد من النفط، وتم تحويل محطتين تعملان على الغاز لمواجهة الطلب في وقت الذروة، وناقش المسؤولون المغاربة شراء شحنات غاز من قطر التي تعتبر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.

 

وأصدر المغرب عطاءات لإنشاء محطة لإعادة تدوير الغاز. وهي تدفع باتجاه استخدام الطاقة المتجددة. وزادت التظلمات الجزائرية في الفترة الأخيرة. فقد كشفت التقارير الصحافية الدولية عن عمليات استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي أنتجته الشركة الإسرائيلية أن أس أو من المغرب ضد هواتف 6.000 جزائري، بمن فيهم ساسة وهو أمر ينفيه المغرب.

 

اقرأ أيضا: منظمة حقوقية: وفاة معتقل رأي جزائري في سجنه


وقالت المجلة إن الملك محمد السادس حاول تخفيف حدة التوتر في العام الماضي ودعا للحوار في خطاب العرش السنوي. ولكن الجزائرين ليسوا راغبين بالمصالحة على ما يبدو.

وأضافت أن الجزائر في وضع سيء، فالحركة الاحتجاجية التي عرفت باسم "الحراك" أدت قبل ثلاثة أعوام للإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة. وعبر المحتجون عن أملهم من ظهور قادة يمثلون الجيل الجديد. ولكن سقوط بوتفليقة أدى إلى إضفاء الرسمية على السلطة وهم "زمرة من الرجال الذين غطى الشيب رؤوسهم وأداروا العرض طوال حكم بوتفليقة".

وأشارت المجلة إلى أن الجنرالات "لم يفعلوا أي شيء لإصلاح الإقتصاد، الذي يعاني من وضع مخيف ومحاربة الفساد ومعالجة البطالة التي وصلت إلى 12% وهي أعلى بين الشباب وزادت نسبة التضخم إلى 8.5% في العام الماضي".

ورأت أن "افتعال أزمة مع المغرب هي طريقة لتعبئة الشعب المحبط. ويبدو أن الطرفين يتجهان نحو النزاع. ولدى الجزائر والمغرب ثاني وثالث أكبر جيوش القارة الأفريقية. وبميزانية دفاعية تصل إلى 9.1 مليارات دولار، فالجزائر هي سادس أكبر مستورد للسلاح في العالم. وينفق المغرب 5.4 مليارات دولار على الأسلحة، بزيادة الثلث عام 2019".

ونسبة الإنفاق الجزائري المحلي العام على التسليح، هي 5.6% مقابل 4.2% بالنسبة للمغرب. لكن الجزائريين ليسوا راغبين بالحرب أكثر من قادتهم.

فالشباب يرغبون من حكومتهم التركيز على الوظائف والإقتصاد بدلا من التهديد بالحرب. كما أن الأوروبيين يخشون من تطور الأحداث على الجانب من البحر المتوسط. ففي العام الماضي حصلت إسبانيا على نسبة 40% من غازها الطبيعي من الجزائر.