تتواصل حالة
التوتر في الساحة السياسية الداخلية لدى الاحتلال الإسرائيلي، مع تفاقم أزمات
الائتلاف الحاكم، والتي تهدد بتفككه عاجلا أم آجلا.
وتمكنت الحكومة
الإسرائيلية عبر وزير خارجيها مائير لابيد، من دفع عضو الكنيست عن حزب
"ميرتس" غيداء ريناوي زعبي، للتراجع عن استقالتها التي مثلت تهديدا
مباشرا لكتابة نهاية حياة الحكومة الحالية.
وأكدت
"يديعوت أحرنوت" في مقالها الافتتاحي، من إعداد ناحوم برنياع، أن
"ائتلاف نفتالي بينيت ومائير لابيد على جسر ضيق، والهوة أمامه عميقة،
والفريضة (للبقاء) هي الإمساك بالأيدي، وهذا وضع حرج، لا سبيل للنجاة فيه إلا
بسلوك بشع، ففي كل أسبوع سيطل نائب، واحد من الستين، ليهدد بترك الائتلاف، ويشرع
بالمفاوضات، وهنا سيبدو الجميع بصورة سيئة".
وتساءلت:
"لماذا إذن يستحق العناء؟ هناك عدة حجج وجيهة، إحداها إضافة أصوات قبيل
الانتخابات التالية، وهذه الحجة غير ذات صلة بالحكومة الحالية، فالتنازلات التي
تضطر لتقديمها للمترددين من اليمين ومن اليسار، ستقتطع فقط من عناصرها الأصوات في
صندوق الاقتراع".
ثانيا،
"الكف عن القيام بفعل تاريخي، شعبي، يجسد الحلم ويحدث ثورة في الرأي العام،
شيء ما بحجم قصف المفاعل العراقي الذي أنقذ مناحيم بيغن في انتخابات 1981، ويبدو
أن هذه الحجة غير ذات صلة بالحكومة الحالية؛ التقاطعات الداخلية تعطل فيها كل مبادرة
استثنائية".
اقرأ أيضا: استقالة مدير مكتب رئيس وزراء الاحتلال.. "صفعة مزدوجة"
ورأت الصحيفة،
أن "الخطوة الوحيدة التي يمكنها أن تغير الواقع هي هجوم علني واسع، ضد إيران،
وليس مؤكدا أن بينيت، لابيد وأفيغدور ليبرمان لم يفكروا بالخيار، فالمليارات التي
وافقوا على تخصيصها تشهد على ذلك، غير أنه لا يوجد خيار لعدة أسباب ليس هنا المكان
لتفصيلها، والمناورة الكبرى التي يجريها الجيش الآن تعرض كمراجعة نحو الهجوم، أما
عمليا فهي بعيدة".
وأما الحجة
الثالثة، فهي "ذات صلة جدا بالائتلاف الحالي؛ وهي تتلخص في كلمتين؛ ما
البديل؟ فتفكيك الحكومة سيؤدي بشبه يقين، إلى إقامة حكومة برئاسة بنيامين
نتنياهو، وعندما يحصل هذا، لن يقع أحد من كرسيه، فرؤساء الوزراء يأتون ويذهبون،
سيكونون أعضاء في الائتلاف المنصرف، ونتنياهو نعرفه وسنتدبر أمرنا معه، أما
الحقيقة، فهي أنهم لا يعرفون".
وأضافت:
"نتنياهو تغير، نتنياهو القديم عمل في إطار القانون، قواعد اللعب، جهاز
القضاء، المؤسسات الاجتماعية القائمة، أما نتنياهو الجديد فيسعى لإحداث ثورة، ويرى
الانكسار في السياسة الأمريكية، ويرى ما يحصل في هنغاريا وفي بولندا وفي روسيا
وبلاروسيا، ويقول لنفسه، لماذا ليس أنا؟".
ونبهت
"يديعوت" إلى أن "كل الخطاب الذي يروج له رجاله في الشبكة
الاجتماعية، يسعى لتدمير البنى التحتية المؤسساتية لإسرائيل، وإقامة نظام آخر بدلا
منها"، موضحة أن "نتنياهو الجديد هو الصيغة لربطة عنق ليئير نتنياهو؛
الشجرة لا تسقط بعيدا عن التفاحة".
ولفتت إلى أن التغيير
لم يحدث لنتنياهو فقط، بل مزاج الجمهور الإسرائيلي تغير، كما أن كثيرين ملوا لعبة
الديمقراطية، مشيرة إلى أن "كراهية العرب أصبحت حجة سياسية شرعية، علنية،
ناجعة، وكذا كراهية الأجانب؛ التي وصلت إلى ذروتها في حملة رئيس سلطة الهجرة ضد
مجيء لاجئي الحرب من أوكرانيا".
وأشارت إلى أنه "في إسرائيل هناك جدال طويل السنين على المناطق، وليس هذا ما يوحد المعسكر
المحتشد حول نتنياهو، ما يوحده هو إحساس الوحدة والكراهية تجاه الآخر، والكل يتحدث
عن إيتمار بن غفير (نائب إسرائيلي متطرف)، لكنهم يكبتون التغيير الذي يجري في
الجمهور الحريدي، لقد أصبح الحريديم، حريديم قوميين، قوميين دون أن يكونوا صهاينة،
وغفير قد لا يتلقى أصواتهم، لكنه يحتل قلبهم".
وأكدت الصحيفة،
أن "الائتلاف الحالي يتعثر وسيواصل التعثر، وهذا مصيره، ومن الصعب محبته، لكن
حيال ما يعده لنا البديل هو ذهب حقا".
"هآرتس": إعدام شيرين أبو عاقلة يعبر عن وحشية الاحتلال
تحديات استراتيجية مشتعلة في 3 جبهات تواجه الاحتلال
إحباط إسرائيلي من فشل منع العمليات.. هذه نقاط الضعف