على الرغم من كون الشوكولاته الحلوى الأكثر شعبية في العالم، وتخصيص يوم
للاحتفال بها عالميا في الـ7 من تموز/يوليو من كل عام، إلا أن لها جانبا مظلما.
ويصل وزن ما نلتهمه منها سنويا إلى أكثر
من سبعة ملايين طن؛ أي بمعدل كيلوغرام لكل شخص على وجه الأرض.
ولطالما تعرضت صناعة الشوكولاته لضغوط لمعالجة
قضايا أخلاقية وأخرى متعلقة بالاستدامة، مثل إزالة الغابات، وعمالة الأطفال
واستخدامهم في قطاف حبوب الكاكاو، التي تصنع منها هذه الحلوى اللذيذة.
واحدة من المشاكل الرئيسية التي تواجهها صناعة
الشوكولاته، هي أن حبوب الكاكاو، المادة الخام لصنع الشوكولاتة، ليست متوفرة بكثرة
على الإطلاق.
وتعتبر أشجار الكاكاو حساسة للغاية، وتحتاج لكي
تنمو إلى أمطار غزيرة ودرجات حرارة عالية، بالإضافة إلى وجود غطاء حرجي لحمايتها
من الضوء والرياح، ولهذا السبب فإن قلة فقط من الدول تتوفر فيها هذه الشروط.
وتوجد دولتان فقط من دول غرب أفريقيا، هما ساحل
العاج وغانا، مسؤولتان عن إنتاج ما يقرب من 52 في المئة من محصول حبوب الكاكاو في
جميع أنحاء العالم، وفقا لأرقام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة
(الفاو).
يشكل التغير المناخي مصدر قلق كبير، ومن
المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نوبات الجفاف في غرب أفريقيا،
وهي أخبار سيئة بالنسبة لمزارعي الكاكاو.
وتتمثل المشكلة الأخرى في إزالة الغابات،
والمنتجون لا يتردون غالبا من تطهير مناطق من الغابات لزراعة أشجار جديدة.
اقرأ أيضا: هذه فوائد قناع الشوكلاتة للوجه.. نتائج مذهلة
ويقول دعاة حماية البيئة؛ إن زراعة الكاكاو هي
أحد الأسباب الرئيسية وراء معدل إزالة الغابات المرتفع للغاية في ساحل العاج.
وتظهر أرقام البنك الدولي أن البلاد فقدت 80 في المئة من غطائها الحرجي خلال الخمسين
عاما الماضية، وهو أحد أعلى معدلات إزالة الغابات في العالم.
ولا تزال الغابات في ساحل العاج تحت التهديد،
وقد قالت مجموعة "مايتي إيرث لحماية البيئة، ومقرها الولايات المتحدة، التي
ترسم خرائط إزالة الغابات بمساعدة بيانات الأقمار الصناعية؛ إن الدولة الأفريقية
شهدت اختفاء غابات مساحتها 470 كيلومترا مربعا في عام 2020 وحده.
وتقول شركة مارس العملاقة، ومقرها الولايات
المتحدة، وهي أكبر بائع للشوكولاته في العالم؛ إنها اتخذت خطوات لجعل سلسلة إمداد
الكاكاو أكثر استدامة، التي تشمل استخدام الكاكاو "الذي لم يدخل على الإطلاق
في إزالة الغابات" بحلول عام 2025.
وأشارت مارس أيضا إلى أنها جزء من مبادرة الكاكاو
والغابات، وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص وحكومتي ساحل العاج وغانا، وتهدف
إلى إنهاء عمليات إزالة الغابات واستعادة مناطق الغابات في البلدين.
هناك أدلة على تشغيل الأطفال في ظروف مماثلة
للعمل بالسخرة في زراعة الكاكاو. وفي وقت مبكر من عام 1998، قالت منظمة الأمم
المتحدة للطفولة (اليونيسيف)؛ إن الأطفال من الدول المجاورة يتم تهريبهم بشكل منهجي
إلى ساحل العاج للعمل في مزارع الكاكاو.
ولا تزال هذه الممارسة مستمرة، وفقا للمنظمة
الدولية المناهضة للعبودية، وهي منظمة غير حكومية مقرها المملكة المتحدة.
وتقول جيسيكا تورنر، المتحدثة باسم المنظمة
الدولية المناهضة للعبودية: "تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 30 ألف بالغ
وطفل يعملون في ظروف العمل بالسخرة في قطاع الكاكاو في جميع أنحاء العالم".
لكن الاستخدام الأوسع لعمالة الأطفال هو قضية
أخرى. ويشير المصطلح إلى العمل الذي، وفقا لمنظمة العمل الدولية، "يحرم
الأطفال من طفولتهم"، الذي يشمل التعارض مع التعليم والعمل في ظروف مضرة أو
خطيرة.
وفي عام 2020، وجدت دراسة أجرتها جامعة شيكاغو
أن طفلين من كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق زراعة الكاكاو في ساحل العاج وغانا، ينخرطان
في أعمال مصنفة على أنها خطرة، متل الأنشطة التي تتضمن استخدام أدوات حادة، أو
النوبات الليلية، أو التعرض للمواد الكيماوية المستخدمة في الزراعة.
وأقرت المؤسسة العالمية للكاكاو، وهي منظمة
تشكل مظلة لبعض أكبر اللاعبين في العالم في صناعة الشوكولاته، بوجود قضية عمالة
الأطفال، وأشارت إلى تقديرات تقول؛ إنه في ساحل العاج وغانا فقط، هناك 1.6 مليون طفل
يعملون في زراعة الكاكاو.