سياسة دولية

رئيس كولومبيا: أمريكا فشلت في حربها العالمية على المخدرات

يمثل تنصيب غوستافو بيترو تغييرا سياسيا كبيرا في مصير كولومبيا- حسابه بفيسبوك

دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو العالم إلى تبني استراتيجية جديدة لمكافحة تجارة المخدرات في بلاده، حيث أعلن خلال حفل تنصيبه، كأول زعيم يساري يقود البلد أن "الحرب على المخدرات" فشلت، بحسب ما نشرته هيئة الإذاعية البريطانية "بي بي سي".

 

وانتخب عمدة بوغوتا السابق البالغ من العمر 62 عاما والمقاتل السابق في صفوف المتمردين في حزيران/ يونيو الماضي، بناء على برنامج راديكالي يعد بمكافحة عدم المساواة وحظر مشاريع نفطية جديدة.

 

والأحد الماضي، تجمع أكثر من 100 ألف مؤيد في الساحة الرئيسية في بوغوتا، لمشاهدة الثائر الماركسي السابق، وهو يصنع التاريخ من خلال أداء اليمين كأول زعيم يساري في كولومبيا.


كما أنه سيعمل مع فرانسيا ماركيز، التي انتخبت لتكون أول نائبة من البشرة السوداء لرئيس البلاد.

 

وقال بيترو لأنصاره في العاصمة بوغوتا إن الوقت قد حان لعقد مؤتمر عالمي جديد "يقبل بأن الحرب على المخدرات قد فشلت".

 

ولقي مئات الآلاف من الأشخاص حتفهم في الحرب الأهلية الكولومبية التي استمرت عقودا، وغذتها تجارة المخدرات جزئيا.

 

وأضاف الرئيس الجديد: "لقد خلفت مليون قتيل من الأمريكيين اللاتينيين خلال 40 عاما، وتتسبب في وفاة 70 ألف من الأمريكيين الشماليين بجرعات زائدة كل عام".

 

وأطلق الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، قبل أكثر من 50 عاما، استراتيجية عالمية لمكافحة المخدرات ركزت على التجريم واستخدام قوة الشرطة، والتي أصبحت تعرف باسم "الحرب على المخدرات".

 

اقرأ أيضا: 9 دول أمريكية تنشئ "تحالفا بيئيا" في المحيط الهادئ

 

وقال رئيس كولومبيا الجديد إن الاستراتيجية عززت قوة عصابات المافيا وأضعفت دول أمريكا اللاتينية على مدى عقود.


ووفقا للتقديرات، فإن كولومبيا تنتج أكثر من نصف الكوكايين في العالم، فيما تشارك الجماعات الإجرامية والمليشيات المحلية بشكل كبير في إنتاج المخدرات ونقلها إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة وأوروبا.

 

واتخذ سلف بيترو، إيفان دوكي، الحرب على المخدرات أولوية رئيسية لحكومته، حيث حشد دعما أمريكيا كبيرا لقمع إنتاج الكوكايين في جميع أنحاء الريف الكولومبي.

 

وعقب أدائه اليمين الدستورية، بحسب وكالة رويترز، قال بيترو: "لا أريد دولتين، مثلما لا أريد مجتمعين، أريد كولومبيا قوية وعادلة وموحدة".


وجرت عملية التصويت في حزيران/ يونيو وسط استياء واسع النطاق من الطريقة التي تدار بها البلاد، وكانت هناك احتجاجات مناهضة للحكومة العام الماضي قتل فيها العشرات.

 

وانتخب الزعيم الجديد بناء على برنامج راديكالي لمحاربة عدم المساواة من خلال توفير التعليم الجامعي المجاني وإصلاحات المعاشات التقاعدية والضرائب المرتفعة على الأراضي غير المنتجة، ويمثل ذلك فاتحة جديدة للبلاد التي صوتت حتى الآن فقط للرؤساء المحافظين.


كما أنه تعهد بالتنفيذ الكامل لاتفاق السلام لعام 2016 الذي أنهى صراعا استمر 50 عاما مع جماعة حرب العصابات الشيوعية، فارك، والسعي لإجراء مفاوضات مع متمردي جيش التحرير الوطني الذين ما زالوا نشطين.


يمثل تنصيب بيترو تغييرا سياسيا كبيرا في اتجاه البلاد، والتي كان يقودها على مدى عقود معتدلون ومحافظون.