سياسة عربية

الحوثيون يهاجمون موانئ نفطية.. واستمرار محادثات الهدنة

يحاول الحوثيون تحقيق مكاسب اقتصادية خلال محادثات تمديد الهدنة- الأناضول

تواصل الأمم المتحدة المحادثات بين أطراف الأزمة اليمنية، في حين تصعد جماعة الحوثي من هجماتها مستهدفة منشآت وموانئ نفطية، في محاولة منها لتحسين شروط التفاوض وتحقيق مكاسب لتمديد اتفاق الهدنة.

وتستهدف الجماعة موانئ النفط في مناطق تسيطر عليها الحكومة، فيما يقول مسؤولون إن الهجمات تعطل تصدير الخام وتقلل إيرادات الدولة.

وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان، إن الحوثيين شنوا هجوما بطائرة مسيرة على ميناء قنا الجنوبي في شبوة الأربعاء، بينما كتب المتحدث العسكري للحركة على تويتر أن العملية أفشلت "محاولة لنهب النفط الخام عبر ميناء قنا المستخدم من قبل العدو للتهريب. القوات المسلحة منعت سفينة نفطية كانت في الميناء من نهب النفط وتهريبه وذلك بعد أن وجهت لها عدة رسائل تحذيرية".

وذكرت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية الشهر الماضي أن قواتها اعترضت طائرات مسيرة مسلحة أُطلقت على محطة الضباء النفطية في حضرموت بينما كانت ناقلة نفط تستعد للدخول.

وقال رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي يقوم بمهام الحكومة اليمنية، التي تسيطر على الجنوب، في قمة عربية الأسبوع الماضي إن هجمات الحوثيين على موانئ حضرموت وشبوة أدت إلى وقف التصدير هناك، مضيفا أن الحركة تسعى "لإعاقة عجلة الإصلاحات الخدمية والمعيشية التي بدأها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة خلال الأشهر الماضية".

وأدت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات بين تحالف عسكري بقيادة السعودية وحركة الحوثي المتحالفة مع إيران إلى تقسيم اليمن حيث يسيطر الحوثيون على الشمال إلى حد كبير.


اقرأ أيضا: قتلى من "الحوثي".. وتحذير من خطر هجوم الجماعة على الموانئ

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين اليوم الخميس إن العمليات هدفها "حماية الثروة الوطنية السيادية باعتبارها من حقوق شعبنا المظلوم وعلى رأس تلك الحقوق مرتبات موظفي الدولة في كل المناطق اليمنية".

وتأتي الهجمات في وقت تستمر فيه المحادثات، التي تقودها الأمم المتحدة، للتوصل إلى اتفاق موسع بشأن الهدنة يتضمن آلية لدفع رواتب موظفي القطاع العام، حيث كان الحوثيون ينتقدونه لعدم اشتمال أفراد من القوات المسلحة. وانتهت هدنة مبدئية في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول.

وانخفضت مستويات العنف بشكل حاد منذ أبريل/ نيسان عندما تم الاتفاق على الهدنة، التي توسطت فيها الأمم المتحدة، ثم جُددت مرتين. ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن روح الهدنة سادت رغم انتهائها ولم يحدث إلا مستويات منخفضة نسبيا من العنف على الجبهات الرئيسية.

وأدت الهدنة إلى أطول فترة هدوء نسبي في الصراع المستمر منذ سبع سنوات والذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.

وكان اليمن يضخ نحو 127 ألف برميل يوميا لكن الإنتاج انخفض بشدة منذ 2015 عندما تدخل التحالف، الذي تقوده السعودية، بعد أن أطاح الحوثيون بالحكومة من العاصمة صنعاء. والإنتاج الحالي دون 80 ألف برميل يوميا.

وتكافح الحكومة المعترف بها دوليا، التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط، بالفعل لدفع رواتب الموظفين في ظل اقتصاد مزقته الحرب وفي وقت يكافح فيه اليمن أزمة إنسانية حادة دفعت الملايين إلى هاوية الجوع.

ويواصل مسؤولو الأمم المتحدة والولايات المتحدة الضغط من أجل تمديد الهدنة. وزار المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج الإمارات والسعودية هذا الأسبوع.

وقال مكتب ليندركينج أمس الأربعاء إن المبعوث الأمريكي إلى اليمن وصف هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية بأنها "استفزاز للمجتمع الدولي بأسره" وتحرم اليمنيين من الموارد التي هم في أمس الحاجة إليها.