قال الصحفي مايكل
كرانيش إن الديمقراطيين أطلقوا في اثنتين من لجان الكونغرس جهودا جديدة قوية
للحصول على معلومات حول ما إذا كانت تصرفات جاريد كوشنر بشأن السياسة الأمريكية في
منطقة الخليج العربي، بصفته مستشارا كبيرا للبيت الأبيض، قد تأثرت بإنقاذ عقار
مملوك من قبل شركة عائلته.
وقال في مقال بصحيفة
"واشنطن بوست"، ترجمته "عربي21": نقلا عن رسائل بريد إلكتروني
غير مُفصح عنها سابقا ووثائق أخرى تتعلق بصهر الرئيس السابق دونالد ترامب، أرسلت
اللجنتان ليلة الاثنين رسائل إلى وزارتي الخارجية والدفاع تطلب فيها مواد تقول
إنها قد تلقي ضوءا جديدا على ما إذا كان "تضارب المصالح المالية لكوشنر قاد
إلى التأثير بشكل غير صحيح على سياسات الضرائب والتجارة والأمن القومي الأمريكية
لتحقيق مكاسب مالية ذاتية ".
وتركز الرسائل، التي
حصلت عليها الصحيفة، على جهود كوشنر ووالده تشارلز كوشنر، لإنقاذ برج مكاتب في
شارع Fifth Avenue في نيويورك من 41 طابقا. أبرمت شركة كوشنر
في عام 2018 صفقة مع شركة كندية، شركة بروكفيلد لإدارة الأصول، والتي استثمرت 1.2
مليار دولار لعقد إيجار لمدة 99 عاما. نتيجة لذلك، تجنبت شركة عائلة كوشنر التخلف
عن سداد القرض الذي كان مستحقا في العام التالي.
لطالما أثار
الديمقراطيون تساؤلات حول الصفقة لأن هيئة الاستثمار القطرية، وهي صندوق ثروة
سيادية، لديها حصة في أحد أذرع بروكفيلد الاستثمارية.
وقالت بروكفيلد عندما كانت
تتفاوض على صفقتها في 2018 إنه "لا يوجد كيان مرتبط بقطر لديه أي مشاركة أو حتى
معرفة بهذه الصفقة المحتملة". لكن الديمقراطيين واصلوا التحقيق فيما إذا كانت
أي أموال قطرية قد ذهبت إلى المشروع.
وقالت الصحيفة إنه
لطالما كانت قصة العقار الواقع في شارع "فيفث
أفنيو" واحدة من
أحلك الفصول في مسيرة جاريد كوشنر المهنية.
بعد أن ذهب والده إلى
السجن بتهمة التهرب الضريبي الفيدرالي وتهم أخرى بعد إدانته في عام 2005، قام
كوشنر - وهو متزوج من ابنة ترامب إيفانكا - بإعادة تشكيل شركة العقارات العائلية.
باع العديد من شقق الشركة في نيو جيرسي ودفع 1.8 مليار دولار ثمن عقار شارع فيفث أفنيو، وهو أعلى مبلغ مدفوع في الولايات المتحدة مقابل برج مكاتب في ذلك الوقت.
في حين وصفها كوشنر
بأنها "استحواذ كبير"، جاءت عملية الشراء قبل الانهيار العقاري لعام
2007 مباشرة، مما قلل من قيمة العقار وعرّض شركة العائلة للخطر.
كما روى كوشنر في
مذكراته التي تحمل اسم "كسر التاريخ"، مؤخرا: أنه "لم يكن هناك من
طريقة لأترك الاستثمار يفشل. كان لدي القليل من النفوذ، لذلك كنت على استعداد
للتحدث مع أي شخص". ووصفه بأنه التحدي الأكبر في حياته المهنية.
وبحلول عام 2016، كان
كوشنر يساعد في وقت واحد في إدارة حملة دونالد ترامب الرئاسية ويبحث عن مستثمر
لشراء العقار. وتقول رسالة بريد إلكتروني لم يتم الكشف عنها سابقا حصلت عليها
اللجان، إن كوشنر تحدث مع كبار مسؤولي بروكفيلد بشأن ممتلكات شارع فيفث أفنيو في 15 نيسان/ أبريل 2016. كان العقار في ذلك الوقت يُعرف باسم 666 Fifth Ave. ويعرف
الآن باسم 660Fifth Ave.
وبعد خمسة أيام، في
رسالة بريد إلكتروني تحتوي على سطر الموضوع "re 666"، كتب رئيس مجلس إدارة بروكفيلد آنذاك،
ريك كلارك: "جاريد - شكرا على الحضور يوم الجمعة الماضي. نحن متحمسون لمشروعك". أنهى كلارك البريد الإلكتروني بعبارة "مبروك على انتخابات
الأمس"، في إشارة على ما يبدو إلى فوز ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب
الجمهوري في نيويورك، مما ساعده في تأمين الترشيح.
ذكرت صحيفة
"نيويورك تايمز" أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2016، عندما كان كوشنر يعمل
في فريق ترامب الانتقالي، التقى بممثلين عن شركة تأمين صينية بشأن احتمال
الاستثمار في العقار. كما التقى كوشنر بمصرفي روسي لكنه أخبر الكونغرس أنه لم تتم
مناقشة الأعمال العائلية، على الرغم من أن البنك قال إنه تحدث عن "خطوط
وقطاعات أعمال واعدة".
بعد ذلك، عندما بدأ
كوشنر عمله في البيت الأبيض، تخلى عن اهتمامه بعقار شارع Fifth Avenue وقطع العلاقات مع شركة العائلة، حيث كان
والده يعمل. في الوقت نفسه، احتفظ بأصول عقارية تتراوح قيمتها بين 132 مليون دولار
و407 ملايين دولار، حسبما أفادت صحيفة "واشنطن بوست".
وأثناء عمل كوشنر على سياسة
الشرق الأوسط، عقد والده في نيسان/ أبريل 2017 اجتماعا مع وزير المالية القطري
نوقش فيه عقار شارع Fifth
Avenue.
وقال تشارلز كوشنر في وقت لاحق للصحيفة إنه حتى لو عرض القطريون تحويل الأموال على
الفور، لكان قد رفضها لتجنب الأسئلة حول تضارب المصالح مع ابنه.
ولعب جاريد كوشنر دورا
مهما في السياسة التي تؤثر على قطر. لقد ساعد في إقناع ترامب بتعزيز العلاقات مع
السعودية خلال زيارة للأمة العربية في أيار/ مايو 2017. بعد شهر، انضمت السعودية
إلى عدة دول في قطع العلاقات مع قطر وفرض الحصار، متهمة قطر بتمويل الإرهاب. كتب
كوشنر في مذكراته أنه، على عكس الاتهامات التي أطلقها البعض في الإدارة، لم يكن
مسؤولا عن الإجراء السعودي ضد قطر و"حاول إقناعهم بتأجيل القرار". كتب
بعد ذلك أنه حاول العمل على رفع الحصار عن قطر.
ومع الأسئلة التي تدور
حول ما إذا كان كوشنر قد استخدم نفوذه لدفع المستثمرين لإنقاذ العقار في شارع Fifth Avenue، قدم تشارلز كوشنر في كانون الثاني/ يناير
2018 أول مقابلة له حول هذه المسألة، حيث أخبر صحيفة واشنطن بوست أنه تجنب عمدا
التعامل مع صناديق الاستثمار السيادية أو الكيانات المماثلة. لتجنب تضارب المصالح
مع وظيفة نجله في البيت الأبيض.
وبعد شهر من تلك
المقابلة، وفقا لرسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها اللجان، تحدث تشارلز
كوشنر مع كلارك، رئيس بروكفيلد، حول الاستثمار في عقارات شارع Fifth Avenue. ثم أرسل أحد شركاء تشارلز كوشنر رسالة بريد
إلكتروني إلى كلارك مع ملخص للصفقة المقترحة.
بعد شهرين، زار زعيم
قطر البيت الأبيض ودعا مسؤولون في إدارة ترامب إلى إنهاء الحصار. وقالت اللجنتان
في رسالتهما إن دعم إدارة ترامب للحصار "تبخر بعد وقت قصير من مناقشة تشارلز
كوشنر مع بروكفيلد"، لكنها لم تقدم أدلة على أن الحدثين مرتبطان.
وفي الشهر التالي،
أكدت شركة بروكفيلد وشركة كوشنر العقارية أنهما كانا يتفاوضان على صفقة بشأن مبنى
شارع Fifth Avenue. قال الطرفان إنه في ذلك الوقت لم تكن هناك
مشاركة قطرية في الاستثمار، الذي تم الانتهاء منه في وقت لاحق في 2018. ولم يذكر
جاريد كوشنر بروكفيلد في مذكراته.
وأشارت الصحيفة إلى
أنه في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، أصدر ترامب عفوا عن تشارلز كوشنر - الذي أدين
بتقديم إقرارات ضريبية كاذبة وتهم أخرى - وسافر جاريد كوشنر إلى منطقة الخليج
العربي لوضع اللمسات الأخيرة على صفقة لإنهاء الحصار المفروض على قطر. في اليوم
التالي لانتهاء إدارة ترامب، أنشأ كوشنر شركة أسهم خاصة حصل من أجلها على استثمار
بقيمة ملياري دولار من صندوق الاستثمارات العامة في السعودية. يرأس الصندوق ولي
العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي قالت وكالة المخابرات المركزية إنه أمر بقتل
الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كاتب العمود بصحيفة واشنطن بوست.
سافر كوشنر في الأيام
الأخيرة لترامب إلى قطر، حيث تم تصويره في كأس العالم مع بعض قادة تلك الدولة، وفي
غضون ذلك، سعى الديمقراطيون مرارا للحصول على معلومات حول إنقاذ العقار في شارع Fifth Avenue من بروكفيلد وكوشنر.
وفي 9 كانون الأول/
ديسمبر 2020، شارك وايدن في صياغة رسالة إلى بروكفيلد يقول فيها إنه على الرغم من
تأكيد بروكفيلد على عدم وجود أموال قطرية متورطة في الصفقة، "يبدو أن هذا هو
بالضبط ما حدث"، وطلب وثائق من الشركة حول هذا الموضوع. بعد ذلك، في 13 تشرين
الأول/ أكتوبر 2022، أرسل وايدن خطابا آخر إلى بروكفيلد، متهما الشركة بـ
"المماطلة بشأن ما إذا كانت تعمدت تضليل الجمهور" بشأن استخدام الأموال
المرتبطة بقطر لإنقاذ ممتلكات عائلة كوشنر. زعم وايدن أن تأكيد بروكفيلد الأولي
بعدم تورط أي كيانات مرتبطة بقطر "اتضح أنه غير صحيح".
وردا على سؤال حول
مزاعم وايدن من قبل صحيفة "واشنطن
بوست"، أصدر بروكفيلد بيانا لم يتطرق بشكل مباشر إلى مسألة دور قطر:
"لقد كنا شفافين تماما واستجبنا لجميع الطلبات. كما قلنا طوال الوقت، كان
قرار الاستحواذ على هذا المبنى قائما فقط على مزاياه الخاصة - لقد كان مبنى مبدعا
ضعيف الأداء في موقع رئيسي يحتاج إلى إعادة تطوير كبيرة. تم الآن تغيير المبنى،
ونعتقد أنه سيتجاوز توقعاتنا في تقديم قيمة لعملائنا".
من جانبهم قال مسؤولون
قطريون سابقا إنهم لم يعرفوا عن استثمار بروكفيلد في عقار كوشنر حتى تم الحديث عنه
في وسائل الإعلام. وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة "رويترز" في عام 2019 أن
جهاز قطر للاستثمار سيتجنب وضع أمواله في صناديق استثمارية لا يسيطر عليها.
تمثل رسالة اللجان هذا
الأسبوع أكثر الطلبات جدية حتى الآن للحصول على معلومات جديدة. تسعى اللجان للحصول
على جميع المراسلات ذات الصلة المتعلقة بشركة عائلة كوشنر وبروكفيلد والصندوق
القطري والحصار ومسائل أخرى، بالإضافة إلى ذلك، قالت اللجان إنها تطلب أي مراسلات تشير
إلى "سعي كوشنر للتأثير أو التدخل أو إلغاء العمليات والمسؤوليات
العادية" لوزارتي الخارجية والدفاع.
عقوبات أمريكية جديدة بموجب "ماغنيتسكي" بحق روسيا والصين
NYT: تركيا تتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ في هجوم إسطنبول
NYT تحذر من متطرفين بشرطة وجيش أمريكا.. "خطر على البلاد"