صمم
علماء أمريكيون مرصدا متخصصا ومتطورا يقوم بمسح فلكي على مدار الساعة لرصد
الكائنات الفضائية الغريبة التي تقترب من مجرة "درب التبانة"، ويُمكنها أن تغزو كوكب الأرض وعشرات الكواكب الأخرى، إضافة إلى مئات الأقمار والنجوم، وفقا لصحيفة
"ديلي ميل" البريطانية.
جاء ذلك في بحث جديد، يعتقد فيه العلماء أن حياة أخرى ربما تكون موجودة خارج مجرة "درب التبانة"، وأن الكائنات الفضائية هناك ربما تحاول التواصل مع كوكبنا أو استكشافنا، بل يذهب بعض العلماء إلى أن هذه الكائنات قد تشكل خطرا حقيقيا على البشرية.
وكشف البحث عن كاشف أو "ماسح" أشبه بالمسلسل التلفزيوني "Star Trek"، يستخدم "محرك الاعوجاج"، ويبحث عن تموجات في ما يسميه العلماء "الزمكان" حيث يمكنه أن يكتشف سفن الفضاء الغريبة التي تندفع عبر مجرة درب التبانة.
ويقترح الباحثون في العديد من المؤسسات الأمريكية استخدام مرصد موجات الجاذبية بالليزر «LIGO» والمصمم للبحث عن موجات الجاذبية التي تسببها بعض العمليات الأكثر عنفاً وطاقة في الكون.
ويعتقد الفريق أن موجات «LIGO» قوية بما يكفي لاكتشاف «محركات الاعوجاج»، وهي المحركات النظرية التي غذت المهمات بين النجوم في «USS Enterprise» في المسلسل التلفزيوني الشهير «Star Trek».
ويمكن أن يرصد LIGO مثل هذه المركبات التي تسافر خلال حوالي 326 ألف سنة ضوئية من الأرض، ويمكن لكاشفات موجات الجاذبية المخطط لها الأكثر حساسية أن تمد تلك المسافة إلى أبعد من ذلك.
وقال المؤلف الرئيس للبحث جياني مارتير، والرئيس التنفيذي لمركز أبحاث نيويورك التطبيقي في الفيزياء: «مع وجود تريليونات النجوم هناك، أنت تخبرني أن المرء لا يمتلك كائنات فضائية لم تفعل ذلك؟ واحد فقط؟ أعتقد أن الاحتمالات في مصلحتنا». ويقول الخبراء إن مجرة «درب التبانة» معرضة لهجوم بحجم كوكب غازي عملاق مثل كوكب المشتري، ولا يستبعدون مطلقاً هذه الفرضية.
ووجدت الدراسة أنه يجب على الماسح المبتكر أن يتحرك بسرعة عُشر الضوء تقريباً، أي ما يقرب من 20 ألف ميل في الثانية، حتى يتمكن من استكشاف أي غزو فضائي خارجي.
وتشير الدراسة إلى أنَّ المسابير الحالية التي تبحث عن حياة ذكية في الفضاء إنما هي تبحث عن «عشرات الآلاف من النجوم» بينما يمكن لـ(LIGO) التحقيق في أكثر من 100 مليار في مجرة «درب التبانة».
ويدفع «الاعوجاج» الناتج عن «ليغو» إلى تشويه نسيج الزمكان حول سفينة الفضاء، ما يخلق «تجاعيد» خاصة به. وفي حين أن هذا شيء مستوحى من الخيال العلمي فإن موجات الجاذبية حقيقية للغاية، لكن الفيزيائي الشهير ألبرت آينشتاين تنبأ بوجودها في نظريته النسبية العامة عام 1916.
ومع أن آينشتاين تنبأ بموجات الجاذبية فإن الفكرة لم تثبت إلا بعد 20 عاماً من وفاته. وفي عام 1974 استخدم علماء الفلك مرصد أريسيبو الراديوي الذي تم إيقاف تشغيله الآن في بورتوريكو للقيام بذلك، واكتشفوا نجماً نابضاً ثنائياً، أو قزماً أبيض أو نجماً نيوترونياً، وهو نوع النظام الذي تنبأت النسبية العامة بأنه يجب أن يشع موجات الجاذبية.
ثم في عام 2015 أكد العلماء موجات الجاذبية عندما لاحظ «ليغو» وجود ثقبين أسودين اصطدماا قبل 1.3 مليار سنة. ويقع المرصد «LIGO» في هانفورد قرب واشنطن وفي مدينة ليفينغستون بولاية لويزيانا، وكلاهما في الولايات المتحدة.
وفي حين أن بعض النقاد قد يعتقدون أن المذنبات تنتج موجات جاذبية يمكن أن يخطئ فيها محرك الالتواء، يقول الباحثون إنه «يمكنك التمييز بين محرك الصخور والانحناء بنفس الطريقة التي يمكنك من خلالها معرفة ما إذا كانت زلاجة مائية قد مرت أو قارب».
ويضيف المؤلف الرئيس للبحث جياني مارتير: «كلاهما يخلق موجات، لكن لديهما توقيعاً خاصاً في أعقابهما».
وقال مارتير إنه حتى لو لم تكن مركبة فضائية غريبة، فإنها مجرد جسم ضخم يتحرك أسرع بكثير مما نتوقع أن يذهب أي شيء بهذا الحجم، وسيكون ذلك اكتشافاً مهماً.