صحافة دولية

صراعات انتخابية يشهدها العالم في 2023.. تعرف عليها

انتخابات هذه السنة أقل وضوحا من حيث طبيعة المنافسة- جيتي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريرا سلطت فيه الضوء على أبرز الصراعات الانتخابية المرتقبة في مختلف أنحاء العالم خلال سنة 2023.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العالم سيشهد هذه السنة سباقات رئاسية وبرلمانية حاسمة، من باكستان إلى بولندا مرورًا بتركيا.

وعلى عكس انتخابات 2022 التي شهدت مواجهة زعماء من اليمين المتطرف معارضةً سياسية كما هو الحال في البرازيل، أو دخولهم السباق الانتخابي بقوة مثلما حدث مع الرئيس الفرنسي ماكرون الذي نافسته مارين لوبان، فإن انتخابات هذه السنة أقل وضوحا من حيث طبيعة المنافسة. 

ستشهد دولتان فقط قيادة جديدة بحسب دستوريهما وهما نيجيريا وغواتيمالا، في حين تتنافس القيادات النسائية على فترة ولاية أخرى في دول مثل إستونيا وفنلندا وسنغافورة وبنغلادش ونيوزيلندا. وفي الأرجنتين وباكستان -وكلاهما في خضم اضطرابات اقتصادية- تستأنف الحركات السياسية الشعبوية الحظر السياسي الأخير على رموزها.

وأشارت المجلة إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا أثرت على كل دولة مدرجة في هذه القائمة، مع بروز تركيا وإسبانيا كلاعبيْن أساسييْن؛ الأولى لمساعيها الدبلوماسية، والثانية لخبرتها في كل ما يتعلق بالغاز الطبيعي المسال مع تصاعد البحث عن بدائل للغاز الروسي.

وبينما كان مقررا إجراء انتخابات في أوكرانيا في الخريف القادم، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت ستُجرى فعلا وسط حالة الطوارئ والهجمات الجوية شبه اليومية واحتلال روسيا لمساحات شاسعة من البلاد. وإجمالا، سيكون العالم خلال سنة 2023 على موعد مع 14 عملية انتخاباب رئاسية وبرلمانية هامة.

نيجيريا - 25 شباط/ فبراير

بحسب المجلة، فإن بيتر أوبي البالغ من العمر 61 عامًا هو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية النيجيرية المزمع انعقادها يوم 25 شباط/ فبراير، نظرًا لعدة اعتبارات أبرزها سِنّه، خاصة أن عمر الرئيس الحالي 80 عامًا.

يسعى أوبي، الذي يمثل حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي فضلا عن كونه الحاكم السابق لولاية أنامبرا، إلى انتزاع السلطة من حزبين من الوزن الثقيل يحكمان نيجيريا منذ عودتها إلى الديمقراطية في سنة 1999، هما المؤتمر التقدمي اليساري وحزب الشعب الديمقراطي المعارض.

في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، جادل الكاتب النيجيري بيلومي سالاكو في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" بأن ما يجعل حظوظ أوبي وفيرة هو شبابه النسبي وخطابه المؤثّر. أوبي مصرفي سابق اشتهر بالتزامه بالإصلاح التعليمي خلال فترة عمله كحاكم لأنامبرا، وإذا تم انتخابه فسيكون أول رئيس لنيجيريا من الإيغبو منذ سنة 1966.


بيتر أوبي البالغ من العمر 61 عامًا هو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات- جيتي

بينما شهدت نيجيريا في عهد الرئيس الحالي محمد بخاري، الذي استمرت ولايته ثماني سنوات، أعلى مستويات من الأمن وأدنى مستويات من الحقوق والحريات شملت حظر "تويتر" لفترة، فإن البديلين الآخرين إلى جانب أوبي، تينوبو وأبو بكر، لا يجذبان العديد من الناخبين حيث يُنظر إليهما على أنهما تكريس للوضع الراهن. وتلاحق أبو بكر شبهات فساد مالي مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. 

إستونيا - 5 آذار/ مارس

ذكرت المجلة أن الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، غيَّر بعض الأمور في دولة إستونيا الصغيرة المطلة على البلطيق. فقد أقحمت نفسها سريعًا في غمار هذا العدوان الروسي، ولعبت دورا رائدا بقيادة رئيسة الوزراء كايا كَلاس داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في حملة التضامن مع كييف والضغط من أجل فرض عقوبات على موسكو.

كلاس هي ابنة رئيس وزراء سابق، ولم تُنتخب لهذا المنصب وإنما كُلفت به في سنة 2021 بعد استقالة سلفها وسط فضيحة. وفي آذار/ مارس المقبل، ستخضع قيادة كلاس للاختبار في الانتخابات البرلمانية التي تُجرى كل أربع سنوات لانتخاب 101 عضو في الهيئة التشريعية للبلاد، حيث إنه يتم انتخاب المرشحين عن طريق التمثيل النسبي للقائمة المفتوحة ويجب على الأحزاب اجتياز عتبة الـ5 بالمئة من الأصوات لدخول البرلمان.


كلاس هي ابنة رئيس وزراء سابق وكلفت بالمنصب في 2021- جيتي

زادت شعبية حزب كلاس "الإصلاح الليبرالي" منذ الغزو الروسي، واكتسب تقييم 14 نقطة مئوية وفقًا لـ"بوليتيكو"، لكن ائتلافها الحاكم عرف بعض التأرجح مع الاشتراكيين الديمقراطيين لفترة وجيزة في حزيران/ يونيو 2022 بعد خلافات حول السياسة المحلية وأولويات الإنفاق. وفي حين ستبقى كلاس بالتأكيد رئيسة للوزراء، فإن صراعها البرلماني سيكون مع "حزب الشعب المحافظ" اليميني المتطرف الذي لا يلقى الترحيب في الاتحاد الأوروبي والناتو. 

فنلندا - 2 نيسان/ أبريل

أشارت المجلة إلى أن فترة ولاية رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين -التي تولت منصبها في سنة 2019 عن عمر 34 سنة-  تأثرت بتداعيات الجائحة والحرب الروسية في أوكرانيا أيضًا. وقد غيّر الصراع طريقة تعامل فنلندا، التي تشارك روسيا حدودًا طولها 830 ميلًا، في الأمن والدفاع بشكل جذري وقادت مارين عملية مراجعة سياسات البلاد.

وقّعت فنلندا بروتوكولًا للانضمام إلى الناتو الصيف الماضي، لكنها لم تمنح عضوية كاملة في الحلف بعد لأنه يجب على جميع أعضاء الناتو الحاليين التصديق على ملف الانضمام، ولكن المجر وتركيا عرقلتا هذا الإجراء في محاولة لانتزاع تنازلات سياسية. مع ذلك، فقد ساهمت هذه الخطوة في إبراز سيرة مارين السياسية لأنها أنهت قرابة القرن من الحياد الفنلندي الراسخ، ويرى البعض أن انضمام هلسنكي إلى حلف الناتو هو أسوأ كابوس لبوتين بعد الحرب.


من المرجح أن تفقد مارين رئاسة الوزراء- جيتي

وأوضحت المجلة أنه رغم دعم الجمهور الفنلندي الساحق لطلب الانضمام إلى الناتو، فإن ذلك لم ينعكس على أرقام حزب مارين الديمقراطي الاجتماعي في استطلاعات الرأي. واحتل حزبها المرتبة الثانية بعد حزب الائتلاف الوطني الذي يمثل يمين الوسط في الاستطلاعات منذ تموز/ يوليو 2021، وذلك بعد فوز حزب التحالف الوطني في الانتخابات المحلية في حزيران/ يونيو 2021. 

واعتبارًا من 16 كانون الأول/ ديسمبر 2022، فقد قال 19 بالمئة من الناخبين إنهم يعتزمون التصويت لصالح الحزب الديمقراطي الاجتماعي وهي نسبة أقل بنحو 5 بالمائة مما حصل عليه حزب الائتلاف الوطني. وكانت المرتبة الثالثة من نصيب حزب الفنلنديين اليميني المتطرف، مع وجود عدد قليل من الأحزاب الصغيرة التي حصلت على نسبة 10 بالمئة أو أقل.

وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن من المرجح أن تفقد مارين رئاسة الوزراء في انتخابات نيسان/ أبريل، التي ستشهد اقتراعًا مفتوحًا على جميع مقاعد البرلمان الفنلندي البالغ عددها 200 مقعد، وقد أعرب 24 حزبًا بالفعل عن نيتهم تقديم مرشحين.

وأشارت المجلة إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت نزاعًا داخلييًا في ائتلاف مارين، لا سيما حول الضرائب وحماية البيئة وحقوق أقلية سامي -السكان الأصليين- في فنلندا، والقضية الأخيرة على وجه الخصوص هددت حتى بتفكيك الحكومة بعد أن اتهمت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري فنلندا في حزيران/ يونيو الماضي بانتهاك حقوق أقلية سامي. 

وفي حين أن المعارضة الفنلندية لديها العديد من الانتقادات المشروعة لسياسة مارين، إلا أن قدرًا كبيرًا من ردود الفعل السلبية ضد قيادتها كان متحيزًا إما للجنس أو السن. فقد وُجهت لها مثلا انتقادات لارتدائها سترة كاشفة والاحتفال مع صديقاتها، لكن ربما يكون لها نتائج عكسية مع حملة الدعم التي قادتها عشرات النساء في مناصب بارزة سياسيًا بما فيهم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون. وسواء ظلت في منصبها أو انتقلت إلى المعارضة، غيرت مارين الخطاب حول المرأة في السياسة في كل من فنلندا والعالم، ومن المرجح أن يستمر ذلك بعد نيسان/ أبريل.

تايلاند - 7  أيار/ مايو

تايلاند ملكية دستورية منذ سنة 1932، ولكن الجيش والنظام الملكي هما المتحكمان في الحياة العامة عمليًا. وتعد الانقلابات العسكرية المدعومة من التاج من السمات المعروفة للسياسة في بانكوك، وكان آخرها في سنة 2014 عندما نصّب الجنرال في الجيش الملكي آنذاك برايوت تشان أوتشا نفسه رئيسًا للوزراء.

ينقسم الناخبون التايلانديون إلى أنصار الملكية الذين يشملون بالأساس الأشخاص الأكبر سنًا، ومعارضيها الذين يمثلهم الشباب. وترى الفئة الأولى أن التركيبة الملكية العسكرية ضامنة للاستقرار وتحافظ على التقاليد، بينما تشجع الفئة الثانية على الإصلاح الديمقراطي.

نُظّمت احتجاجات مستمرة مناهضة للحكومة شارك فيها ناشطون تايلانديون شباب منذ سنة 2020، وبدأت الحركة عندما قامت إحدى المحاكم بحل حزب المستقبل إلى الأمام المعارض المعروف بلسعيه كبح نفوذ الجيش محققًا أداءً جيدًا في الانتخابات البرلمانية، لكن المظاهرات نمت لتشمل الغضب العام من الملك ماها فاجيرالونجكورن.


الناشطون المؤيّدون للديمقراطية يعلقون آمالا قليلة على الانتخابات- جيتي

طور الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي طرقًا مبتكرة للتحايل على قيود الدولة على حرية التعبير، لكن الحكومة ما زالت تعتقل وتُحاكم المئات من المؤيدين للديمقراطية إما بتهمة إهانة الذات الملكية أو بتهم ملفقة تشمل عصيان تدابير كوفيد-19 وانتهاك قانون الجرائم السبرانية.

وأوردت المجلة أن الناشطين المؤيّدين للديمقراطية يعلقون آمالا قليلة على الانتخابات البرلمانية في 7 أيار/ مايو المقبل. وستكون هذه الانتخابات الثانية منذ سنة 2017، عندما أعاد الجيش كتابة الدستور التايلاندي لمنح نفسه نفوذاً أكبر يخول له تعيين جميع أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 250 من قبله، بينما يتم انتخاب أعضاء مجلس النواب المكون من 500 عضو بشكل شعبي. يقوم المجلسان معًا بتعيين رئيس الوزراء، مما يمنح ميزة للمرشحين المدعومين من الجيش. 

تركيا - 18 حزيران/ يونيو

ستكون تركيا على موعد مع الانتخابات الرئاسية في 18 حزيران/ يونيو، حيث سيخوض رجب طيب أردوغان -الرئيس التركي المثير للجدل وصاحب العلاقات العسكرية المشحونة- سباقا انتخابيًا ربما يكون الأخير في مسيرته التي بدأت بوصول حزبه إلى الحكومة بعد انتخابات 2002، ثم تنصيبه رئيسًا للوزراء في سنة 2003، ليصبح الرجل الأول في أنقرة. 

وقالت المجلة إن جزءًا كبيرًا من الشعبية التي اكتسبها أردوغان على مدى العقدين الماضيين تعود إلى إصلاحاته التي بدأت بتوليه رئاسة الوزراء حين كان النظام التركي يعتمد على  الديمقراطية البرلمانية. وفي سنة 2007، عرض أردوغان قانونًا للاستفتاء يسمح باختيار الرئيس عن طريق التصويت الشعبي ليصبح في سنة 2014 أول رئيس منتخب شعبيا لتركيا.

تدرّج أردوغان في سلّم الرتب السياسية كزعيم إسلامي شعبوي معتدل في بلد كان نموذجًا للعلمانية القومية التي أهملت لعقود الناخبين من الطبقة الفقير والمناطق الريفية والفئات المحافظة. كما قدّم أردوغان للمجتمع التركي سياسات أكثر إنصافًا، شملت إلغاء حظر ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة، والسماح بتدريس الأكراد في المدارس، إضافة إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي في عهده والحد من الفقر، ليقود تركيا بقوة نحو صفوف الاقتصادات ذات الدخل المتوسط الأعلى.


 قواعد الانتخابات والحملات الانتخابية الحالية تخدم حزب العدالة والتنمية- جيتي

وقالت المجلة إن شعبية أردوغان زادت في أعقاب محاولة الانقلاب وأثناء عملية التطهير من خلال تأجيج المشاعر الوطنية، وهو ما سهل طرح استفتاء تحويل تركيا إلى نظام رئاسي فائق في سنة 2017. ولكن تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن مسيرة أردوغان السياسية قد تنتهي قريبا ذلك أنه وفق التعديلات الدستورية لسنة 2017 يخدم الرئيس التركي فترتين مدة كل منهما خمس سنوات كحد أقصى، وقد أكمل أردوغان أولهما تقريبا. وللفوز بالرئاسة مرة أخرى، يجب أن يفوز بأغلبية مطلقة إن لم يكن في 18 حزيران/ يونيو، ففي انتخابات الإعادة في 2 تموز/ يوليو.

وكشف استطلاع رأي أجراه موقعا المونيتور وبريمس في الفترة من آب/ أغسطس إلى تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، أن حزب العدالة والتنمية يحصد أغلبية ضيقة بين الناخبين بنسبة 28 بالمئة، بينما يحتل حزب الشعب الجمهوري المرتبة الثانية بنسبة 24 بالمئة. ومن بين العديد من الأحزاب الأخرى التي شملها الاستطلاع، فإن ستة منها بقيادة حزب الشعب الجمهوري شكلت ائتلافا يعرف باسم "تحالف الستة" وأعلنت في شباط/ فبراير 2022 أنها تخطط لتقديم مرشح مشترك في محاولة للإطاحة بأردوغان بشكل نهائي.ويسعى هذا التحالف إلى إعادة تركيا إلى نظام برلماني وإقامة ضوابط وتوازنات دستورية جديدة.

ومن أبرز المرشحين المحتملين كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، ومنصور يافاش عمدة أنقرة، وأكرم إمام أوغلي عمدة إسطنبول، إلا أن الأخير قد يواجه الاستبعاد عقب الحكم عليه بالسجن عامين بتهمة إهانة الشخصيات العامة في كانون الأول/ ديسمبر 2022.

وذكرت المجلة أن قواعد الانتخابات والحملات الانتخابية الحالية تخدم حزب العدالة والتنمية، فضلا عن سيطرة أردوغان على وسائل الإعلام والقضاء ما يجعل الأمور أصعب بالنسبة لمنافسيه. مع انتخاب الرئيس، سينتخب الأتراك 600 عضو في البرلمان من خلال نظام القوائم النسبية حيث يجب أن تحصل الأحزاب على نسبة 7 بالمئة على الأقل من الأصوات لدخول البرلمان. وتشير الاحتمالات إلى أن أردوغان قد يحتفظ بالرئاسة حتى في حال خسارة حزبه للبرلمان أو قد يحدث العكس.

ويمكن للحركة الكمالية المناهضة للمهاجرين تحت راية حزب النصر حديث العهد أن تحصل على أصوات من حزب تحالف الستة، ولكنها قد تفشل في الوصول إلى عتبة الـ 7 في المئة الانتخابية مما يضمن مكان حزب العدالة والتنمية في البرلمان.

وأوضحت المجلة أنه من السابق لأوانه تقديم تنبؤات كاملة حول انتخابات يفصلنا عنها ستة أشهر تقريبًا، خاصة أنه لم يُعلن بعد عن المرشحين المحتملين الذين سينافسون أردوغان.

غواتيمالا - 25 حزيران/ يونيو

أصبحت نائب الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في حزيران/ يونيو 2021 "ميما" على مواقع التواصل الاجتماعي إثر الخطاب الذي وجهته إلى المهاجرين المحتملين في غواتيمالا، الذي قالت فيه بشكل قاطع: "لا تأتوا إلى الولايات المتحدة". وقد سخر الكثيرون من كلماتها الفظة ومن فشلها في الاعتراف بأن طلب اللجوء حق أساسي من حقوق الإنسان. 

يُصنف الغواتيماليون من بين أكبر المجموعات الديموغرافية التي واجهتها السلطات على الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة، وقد سبق أن قامت السلطات الأمريكية والمكسيكية في سنة 2022 بترحيل عشرات الآلاف منهم. ويرى بعض الخبراء أن جهود واشنطن لمكافحة الفساد مضللة في أمريكا الوسطى وفاشلة في غواتيمالا. ومنذ أن وجّهت هاريس اللوم إلى حكومتها، قام الرئيس الغواتيمالي أليخاندرو جياماتي بتفكيك المؤسسات الديمقراطية وتقليص عمل الصحفيين والمجتمع المدني، مع إقالة ثمانية مدعين عامين كانوا يحققون في الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان. 

ذكرت المجلة أن البلاد ستشهد في 25 حزيران/ يونيو  انتخاب رئيس جديد وانتخاب جميع المقاعد الـ 160 في هيئتها التشريعية، وانتخاب أعضاء الحكومة المحلية. ومن أجل الفوز، يجب أن يحصل المرشح الرئاسي على الأغلبية، وإلا سيتم التصويت على جولة الإعادة في 27 آب/ أغسطس.


عدد من السياسيين أعلنوا ترشحهم الفعلي لمنصب الرئيس- جيتي

يشعر المراقبون بالقلق حول مدى شفافية الانتخابات ونزاهتها. فمع أن الرئيس لا يمكنه الترشح لولاية أخرى مدتها أربع سنوات، إلا أنه قد يتدخل بشكل كبير لإبقاء حزبه المحافظ في السلطة. كما أن حظر إعادة الانتخابات الرئاسية يساعد المرشحين المتحالفين مع السلطة على تصوير أنفسهم على أنهم بدائل مفيدة.

ووفقًا لتقرير مخاطر أمريكا اللاتينية، أعلن عدد من السياسيين ترشحهم الفعلي لمنصب الرئيس، حيث دعم كل من فاموس وجياماتي عضو الكونغرس المحافظ مانويل كوندي، وقد انضم إليهما كل من الشعبوي روبرتو أرزو والمحافظة زوري ريوس التي سبق وأن مُنعت من الترشح في الانتخابات السابقة بسبب ارتباطات عائلية. 

وأشارت المجلة إلى أن اليسار كان أقل تنظيما، إذ من المتوقع أن تكون نائبة الرئيس السابقة ساندرا توريس من ضمن المرشحين للرئاسة. ومن المتوقع ترشح زعيمة السكان الأصليين ثيلما كابريرا من حزب الحركة من أجل تحرير الشعب. ووفقًا لمسح أجراه جيه نابوليتان أسوسيادوس في أيلول/ سبتمبر 2022، تتصدر ريوس ميدانًا مزدحمًا بالمرشحين للرئاسة بنسبة 16.4 في المائة، وتليها توريس وأرزو بنسبة 14.9 و11.2 بالمائة على التوالي. 

 سنغافورة - 13 أيلول/ سبتمبر

في سنغافورة، لا يحظى الرئيس بالعديد من الصلاحيات وإنما يعد منصبه شرفيًا. وتعد الرئيسة الحالية حليمة يعقوب أول امرأة تترأس الدولة المدينة في تاريخها، وأول شخص من شعب الملايو يفعل ذلك.

 في سنة 2016، قررت لجنة دستورية دعا إليها رئيس الوزراء لي هسين لونغ أن الانتخابات الرئاسية لسنة 2017 لن تكون مفتوحة سوى أمام مرشحين من الملايو باعتبارهم ثاني أكبر المجموعات العرقية الرئيسية الثلاث في الجزيرة. ولطالما كانت التعددية العرقية جزءًا أساسيًا من دستور سنغافورة وهويتها الوطنية منذ استقلال البلاد عن ماليزيا في سنة 1965.

ولكن مطلب اللجنة أثار دهشة الكثيرين، لأنه بدا أنه يهدف إلى تضييق المجال أمام المرشحين المحتملين وتمكين حليمة من الفوز. وإلى جانب العرق، كان على المرشحين من القطاع الخاص أن يكونوا من المديرين التنفيذيين لشركة لا تقل قيمتها عن 370 مليون دولار. وهو ما لم ينطبق على حليمة، التي كانت في ذلك الوقت رئيسة البرلمان السنغافوري.


حليمة يعقوب أول امرأة تترأس الدولة المدينة في تاريخ البلاد- جيتي

بحلول 13 أيلول/ سبتمبر، تستعد سنغافورة لاختيار رئيس آخر مرة أخرى. أوضحت السلطات أن هذه الانتخابات ستكون مفتوحة لجميع المجموعات العرقية، علما بأن الاقتراع إلزامي. ومع ذلك، لم يقدم أي مرشح محتمل إلى حد الآن ملف ترشحه.  وعلى الرغم من الصلاحيات المحدودة التي سيتمتع بها الرئيس القادم لسنغافورة، إلا أنه سيمثل الدولة في وقت تتودد فيه القوى العظمى إليها وتحاول تحقيق توازن بين العلاقات مع الصين والولايات المتحدة. وفي ظل تباطؤ النمو الاقتصادي لسنغافورة، فإن اقتصادها لا يزال  رائدًا ومصدرًا رئيسيًا للنفوذ العسكري الأمريكي في شرق آسيا. ومن المرجح أن تستمر البلاد في تجاوز ثقلها - بغض النظر عن هوية رئيسها القادم.

 باكستان- 12 تشرين الأول/ أكتوبر

في الوقت الذي يكافح فيه سكان باكستان لإعادة بناء بلدهم، قرر رئيس الوزراء السابق ولاعب الكريكيت الذي تحول إلى سياسي شعبوي، عمران خان، أن يكون محور كل شيء بعد أن  تولى المنصب الأعلى في إسلام أباد في سنة 2018 وقاد حكومة مضطربة وصفها الكثيرون بحكومة "الرجل الواحد". وفي نيسان/ أبريل، بعد أن تمت الإطاحة بخان، تم تعيين شهباز شريف من الرابطة الإسلامية الباكستانية من يمين الوسط رئيسًا للوزراء حتى انتخابات هذا العام.

طغى الاضطراب على فترة ولاية خان، حيث انتهك التزامات باكستان تجاه صندوق النقد الدولي وسط أزمة اقتصادية مدوية، وكان لديه صورة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اليوم الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا. ولكن أكثر ما يميز خان استعداده لتحدي الجيش الباكستاني، إذ إنه من الجلي أن القوات المسلحة الباكستانية كانت تسحب الخيوط في إسلام أباد، وتمهد لصعود خان سنة 2018.


لا يمكن إنكار شعبية عمران خان- جيتي

وبعد أربعة سنوات، جاء التصويت بحجب الثقة في نيسان/ أبريل 2022  إثر سحب الجيش دعمه لحكومة خان بشكل علني. ومن المؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يصعد إلى السلطة في باكستان دون دعم عسكري أو الاحتفاظ بالسلطة بدون وجود القوات المسلحة.

في آب/ أغسطس 2022، بدأ خان يواجه عواقب المؤسسة التي كان يعاديها. واتهمته الشرطة بالإرهاب بتهمة تهديد ضباط إنفاذ القانون والقاضي. ثم اُتهم في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 بانتهاك قواعد تمويل الحملات الانتخابية ومنعته السلطات لاحقًا من ممارسة السياسة. ولكن في انتخابات هذا العام، يقوم خان بحملته الانتخابية كما لو أنه لا يزال منافسًا. 

للإطاحة بخان، سبق أن كوّن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية تحالفًا ضروريًا مع حزب الشعب الباكستاني، بقيادة بيلاوال بوتو زرداري. وعلى الرغم من الاختلافات بينهما، إلا أنهما يتمتعان بعلاقة جيدة مع الجيش، لكنهما قبلا هيمنته على أنها حقيقة واقعية للسياسة الباكستانية. وبالتالي، فإن لجوء القوات المسلحة إلى دعم حكومة الوحدة الخاصة بهما يعكس مدى توتر صورتها الرمزية السابقة.

ورغم صعوبة الحصول على استطلاعات الرأي الموثوقة في هذه المرحلة، إلا أنه لا يمكن إنكار شعبية خان الذي لا يزال محبوبًا للرأي العام، وهو ما يمثل مصدر قلق للمؤسسة الأمنية الباكستانية.

الأرجنتين - 29 تشرين الأول/ أكتوبر

أفادت المجلة بأن معظم رؤساء الأرجنتين منذ نهاية ديكتاتوريتها العسكرية سنة 1983 -بما في ذلك الرئيس الحالي ألبرتو فرنانديز- ينحدرون من الحركة البيرونية التي سميت على اسم الرئيس الأرجنتيني الراحل خوان بيرون، التي تعطي الأولوية للرفاهية الاقتصادية الشعبية على المدى القصير على حساب التنمية الاقتصادية طويلة الأجل.

وكان قدر كبير من الخلافات السياسية والاقتصادية لإدارة فرنانديز نتيجة للتحالف الصعب مع نائبه كريستينا فرنانديز دي كيرشنر. ومن المعروف أن الاثنين بينهما نزاع طويل الأمد، لكنهما اجتمعا معًا في 2019 تحت راية تحالف جبهة تودوس اليساري لتوحيد الجماعات البيرونية المتباينة ضد الرئيس آنذاك ماوريسيو ماكري. وتعد كيرشنر الأكثر شعبية - ولكنها أيضًا الأكثر استقطابًا - بين الشخصيتين. والآن، قد يتحد الاثنان مرة أخرى من خلال التكهنات القاتمة لمستقبلهما السياسي بينما تستعد الأرجنتين للانتخابات العامة في 29 تشرين الأول/أكتوبر.


كيرشنر هي المرشحة الأكثر ترجيحًا لجبهة دي تودوس في 2023- جيتي

يعتبر تصنيف شعبية فرنانديز الأدنى بين أي رئيس دولة في أمريكا اللاتينية، على الرغم من اختلاف أرقام الاستطلاعات بشكل كبير. أخبر فرنانديز في أيار/ مايو 2022 أحد المراسلين أنه "بالتأكيد" سيترشح في انتخابات هذه السنة، لكن يبدو أن الخبراء متشككون في إقدامه على هذه الخطوة، ما يعني ترشح كيرشنر للرئاسة مرة أخرى.

ونظرًا لتراجع القبول الشعبي لفرنانديز وطموحات كيرشنر الشخصية، اعتبر العديد من المراقبين أن كيرشنر هي المرشح الأكثر ترجيحًا لجبهة دي تودوس في 2023. لكن الأمور تغيرت في أيلول/ ديسمبر 2022، عندما أصدرت محكمة حكمًا بسجنها لمدة ست سنوات بتهمة الفساد وهذا من شأنه أن يمنعها أيضًا من المشاركة. وعلى الرغم من أن كيرشنر تخطط لاستئناف الحكم، فقد أكدت أنها لن تسعى إلى الرئاسة مرة أخرى.

وأشارت المجلة إلى أن هذا الوضع يترك البيرونيين في مأزق قبل انتخابات يريدون الفوز بها بشدة. كان التحالف متعثرا بالفعل منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 عندما خسر الأغلبية في مجلس الشيوخ لأول مرة منذ عقود. مع خروج كيرشنر والمخاطر التي تحدق بسباق فرنانديز، يبدو أن آخر المنافسين المتبقيين على رئاسة جبهة تودوس هو وزير الاقتصاد سيرجيو ماسا. لكنه قال إن أسرته تريده أن يتقاعد من العمل السياسي، مما يجعل خطواته التالية غير واضحة.

من الناحية النظرية، يمكن أن يستفيد تحالف "خونتوس بور إل كامبيو" من هذا الخلل الوظيفي البيروني. لم تتخذ كتلة يمين الوسط قرارًا بشأن مرشح معين بعد، ويبدو أن ماكري يتنافس مع عمدة بوينس آيرس هوراسيو رودريغيز لاريتا والوزيرة السابقة باتريشيا بولريتش في محاولة للعودة. لكن استطلاعات الرأي تظهر أنه مع تراجع تحالف يمين الوسط، انتعشت شعبية اليمين المتطرف الليبرالي. ولا شك أن ملامح الانتخابات الأرجنتينية ستصبح أكثر وضوحًا بمجرد أن تعلن التحالفات مرشحيها رسميًا.

بولندا – أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني 

حكم حزب القانون والعدالة اليميني الشعبوي البلاد منذ سنة 2015 ويسيطر على كل من الرئاسة ومجلس النواب كجزء من ائتلاف كبير من الأحزاب المحافظة. الرئيس أندجي دودا مستقل رسميًا ولكنه كان عضوًا سابقًا في حزب القانون والعدالة وما زال مدعومًا منه.

أثار الحزب غضب الاتحاد الأوروبي من خلال التعدي على استقلالية القضاء، كما عزز سيطرته على الصحافة وانتهك  الخطاب ونشر نسخة منقحة من التاريخ. وعلى الرغم من تآكل الديمقراطية العلني، ظل حزب القانون والعدالة يتفوق منذ سنوات على أقرب منافسيه في حزب المنبر المدني الليبرالي الوسطي بقيادة دونالد توسك.

وذكرت المجلة أنه في خريف هذه السنة، سوف يتنافس توسك مرة أخرى مع رئيس الوزراء الحالي لحزب القانون والعدالة ماتيوس مورافيكي. ومع أن موراويكي هو رئيس حكومة بولندا، إلا أن حزب القانون والعدالة لا يزال يوجهه المؤسس المشارك ياروسلاف كاتشينسكي.


حزب القانون والعدالة اليميني الشعبوي حكم البلاد منذ سنة 2015- جيتي

سعى كاتشينسكي بالفعل إلى ترسيخ سيطرة حزب القانون والعدالة على الانتخابات، والتي ستشهد جميع مقاعد مجلس الشيوخ المائة و460 مقعدًا في مجلس النواب من خلال التمثيل النسبي للقائمة المفتوحة. حذر كاتشينسكي، الذي يُفترض أنه يخشى أن تهدف المعارضة إلى إجبار تحالف على الإطاحة به، بشكل استباقي من تزوير جماعي للانتخابات، متعهداً بحضور عضو من حزب القانون والعدالة في كل مركز اقتراع بصفة مراقب.

وحسب ما ورد، يريد توسك من أحزاب المعارضة تشكيل جبهة موحدة ضد حزب القانون والعدالة، على الرغم من أن العديد من هذه الجماعات لا تزال منخرطة في نقاشات متوترة حول المزايا والمشاكل المحتملة لتشكيل ائتلاف كبير يقوم بالترويج لنفسه بشكل رئيسي من خلال معارضته لزعيم السلطة.و إذا تم تشكيل مثل هذا التحالف، فمن المرجح أن يشمل حزب العمال والحزب الوسطي الجديد بولندا 2050  واليسار وحزب الفلاحين البولنديين. وليس من الصعب إجراء الحسابات ومعرفة كيف يمكن لائتلاف معارض أن يفوز. علاوة على ذلك، سيظل دودا رئيسًا - ويحتاج مجلس النواب إلى أغلبية ثلاثة أخماس لتجاوز حق النقض الذي يستخدمه.

إسبانيا - 10 كانون الأول/ ديسمبر

من المقرر أن تتولى إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية التي تستمر ستة أشهر في الأول من تموز/ يوليو، مع إجراء الانتخابات البرلمانية التي تعقد كل أربع سنوات بحلول 10 كانون الأول/ ديسمبر، حيث يمكن أن يتم الإطاحة بالائتلاف الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.

وصل سانشيز، الذي يرأس حزب العمال الاشتراكي الإسباني (يسار وسط)، إلى السلطة في 2018 بعد تصويت بحجب الثقة ضد سلفه على خلفية موجة من الفضائح. وافق على مضض على تشكيل ائتلاف مع حزب بوديموس (ومعناه بالعربية "قادرون") اليساري المتطرف بعد انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لعدم تحقيق الأغلبية، فكانت أول حكومة ائتلافية في إسبانيا منذ 1978 والعودة إلى الديمقراطية، ولا يزال هذا التحالف يقود حكومة أقلية، ما يعني أن الحزبين يعتمدان على دعم المعارضة لتمرير القوانين.

اكتسبت إسبانيا نفوذاً أكبر داخل الاتحاد الأوروبي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. فعلى عكس العديد من الدول الـ27، لم تكن إسبانيا تعتمد على الغاز الروسي، وبدلاً من ذلك فهي تحصل على الجزء الأكبر من غازها من الجزائر عبر خطوط الأنابيب تحت البحر، فيما يأتي الجزء المتبقي عبر شحنات الغاز الطبيعي المسال.


اكتسبت إسبانيا نفوذاً أكبر داخل الاتحاد الأوروبي- جيتي

وذكرت المجلة أنه بينما يبحث أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرون عن بدائل للغاز الروسي، تسعى إسبانيا لتصبح مركزًا ينقل هذا الغاز إلى بقية أوروبا، حيث تعتبر مدريد رائدة في إعادة تحويله، مع 6 محطات استيراد توفر حوالي 35 بالمئة من إجمالي سعة تخزين الغاز الطبيعي المسال في الاتحاد الأوروبي.

على الصعيد المحلي، يعاني سانشيز من بعض القضايا وعلى رأسها قضية استقلال كاتالونيا، حيث صوّت هذا الإقليم لصالح الاستقلال في استفتاء 2017 الذي اعتبرته حكومة مدريد بقيادة حزب الشعب غير قانوني. وفي حين يدعم بوديموس حق المناطق في الإنفصال، يبدو منافسو سانشيز الآخرين نقابيين أكثر، على غرار حزب "ثيودادانوس" (المواطنون) الليبرالي، ومن المرجح أن تكون أصوات الكتالونيين حاسمة في الانتخابات البرلمانية القادمة.

جمهورية الكونغو الديمقراطية - 20 كانون الأول/ ديسمبر

كانت الانتخابات العامة الأخيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في 2018 هي الأولى التي شهدت انتقالًا سلميًا للسلطة منذ حصول البلاد على استقلالها عن بلجيكا في 1960. وبعد خمس سنوات، من المتوقع أن يتنافس الرئيس الحالي فيليكس تشيسكيدي، زعيم حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي، على إعادة انتخابه في الانتخابات العامة في كانون الأول/ ديسمبر.

ذكرت المجلة أن مارتن فايولو، المنافس الرئيسي لتشيسيكيدي على الرئاسة في 2018، زعم حدوث تزوير في الأصوات وكانت مزاعمه مدعمة بأدلة قوية. وقد وجد تحليل لبيانات التصويت بواسطة الفاينانشيال تايمز أن فايولو فاز على الأرجح في الانتخابات. ولا يزال تويتر يصفه بأنه "الرئيس المنتخب" للكونغو، وقد أخبر المجلس الأطلسي في أيلول/ سبتمبر 2022 أنه يعتزم الترشح مرة أخرى في انتخابات هذه السنة.


من المتوقع على نطاق واسع أن يتنافس تشيسكيدي وفايولو مجددا- جيتي

وفقاً للمجلة، بقي شرق الكونغو لفترة طويلة بعيدًا عن سيطرة الدولة، وتنشط في المنطقة أكثر من 120 مجموعة متمردة. في أواخر سنة 2021، أدت عودة إحدى أكبر هذه الميليشيات -حركة 23 آذار-  التي يغلب عليها العرق التوتسي وهي نتاج الميليشيات التي نشطت في المنطقة منذ الإبادة الجماعية في رواندا سنة 1994، إلى تصعيد التوترات بين رواندا وأوغندا والكونغو وسمح تشيسكيدي للقوات الأوغندية بقتال فرع من تنظيم الدولة الإسلامية في الأراضي الكونغولية. وبعد أن زار بلينكن الكونغو ورواندا في آب/ أغسطس 2022، اتفق البلدان على استئناف المحادثات.

وعلى الرغم من أن تسجيل المرشحين لانتخابات الكونغو لهذا العام لن يفتح رسميًا حتى حزيران/ يونيو، فقد أعلن العديد من المرشحين بالإضافة إلى تشيسكيدي وفيولو عن نيتهم الترشح. ومن بين المرشحين رجل الأعمال والحاكم السابق مويس كاتومبي وكذلك رئيس الوزراء السابق ماتاتا بونيو مابون. ومن المتوقع على نطاق واسع أن يتنافس تشيسكيدي وفايولو مجددا.

بنغلادش- 31 كانون الأول/ ديسمبر

قبل سنة على موعد الانتخابات المقبلة في بنغلادش، تمر البلاد بموجة من الاضطرابات. خرج متظاهرون إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة للمطالبة بتنحي رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة على الفور، خاصة مع تزايد الغضب الشعبي من الوضعية الاقتصادية للبلاد التي تفاقمت بعد جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا.

يوصف حكم حسينة، التي انتخبت رئيسة للوزراء في 2009، في كثير من الأحيان بالقبضة الحديدية على حد تعبير مايكل كوجلمان من "حزب بنغلاديش القومي"، وذلك من خلال اعتقال المعارضين السياسيين وتضييق الخناق على وسائل الإعلام الناقدة وإطلاق النار على المتظاهرين.


تمر بنغلادش بموجة من الاضطرابات- جيتي

ذكرت المجلة أن "رابطة عوامي" التي تتزعمها حسينة والتي تميل إلى اليسار، تعتبر أحد الحزبين الرئيسيين في البلاد، مع "الحزب الوطني لبنغلاديش" المحافظ بقيادة رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء، التي كانت أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في البلاد وسُجنت في 2018 بتهم فساد يرى الكثيرون أنها مُلفَقَة لدوافع سياسية. وحتى الآن، لا تبدو حسينة متزحزحة رغم المطالب بتنحيتها، وبدلاً من ذلك فهي تعلق آمالًا كبيرة على الانتخابات البرلمانية المقبلة.

لم توضح حسينة بعد ما إذا كانت ستترشح بنفسها مرة أخرى عن "رابطة عوامي"، وينطبق نفس الأمر بالنسبة لباقي الأحزاب، في حين يواجه "الحزب الوطني البنغالي" وحزب "جامات" صعوبة في تقديم مرشحين لهما مع اعتقال العديد من أعضائهما أو نفيهم أو سجنهم.

نيوزيلندا - يتم تحديد التاريخ لاحقًا

لم تتأثر نيوزيلندا كثيرا بجائحة كوفيد بسبب سياسة الإغلاق التي تم تطبيقها، وهو ما جعل صورة البلاد في الخارج لامعة في عهد رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن التي اُنتُخبت في 2017 كأصغر زعيمة في العالم آنذاك.

ذكرت المجلة أن دستور نيوزيلندا ينص على إجراء الانتخابات البرلمانية كل ثلاث سنوات، مما يهيئ البلاد لتصويت آخر لم يحدد موعده، بعد حل البرلمان المنتهية فترته هذا الخريف. ورغم الإشادة بحكومة أرديرن في البداية لإدراجها للماوري في مناصب وزارية رفيعة المستوى، إلا أن مجموعة متنامية تشعر بالإحباط بسبب عجز الحكومة عن التأثير في النتائج الاجتماعية السيئة اليومية لهذه الفئة، حيث يواجه هؤلاء السكان الأصليون معدلات أعلى بكثير من السجن والفقر وتعاطي المخدرات.


دستور نيوزيلندا ينص على إجراء الانتخابات البرلمانية كل ثلاث سنوات- جيتي

وبما أنه لم يتم بعد تحديد موعد الانتخابات، من الصعب معرفة كيف ستحدد كل هذه العوامل لتقرير مستقبل نيوزيلندا. ومن المرجح أن يسعى حزب "المواطنون والقانون" إلى تشكيل ائتلاف للتغلب على "حزب العمال"، بينهما يحاول "حزب الماوري" الصغير منح السكان الأصليين نفوذًا للدفاع عن قضاياهم.