أبدى كاتب إسرائيلي، تشاؤمه
من النتائج المتوقعة لتطبيع بعض قادة الدول العربية مع تل أبيب، ومحاولات الأخيرة
الاندماج في المنطقة العربية دون حل القضية الفلسطينية.
وأوضح الكاتب آفي
شيلون في مقاله بصحيفة "
هآرتس" العبرية، أن "إسرائيل يمكن أن تتحول
لمجتمع قطاعي مقسم لطوائف مختلفة"، موضحا أن "عملية تبني الثقافة
السياسية العربية (الرسمية لبعض الأنظمة)، بما في ذلك تركيز الثراء في يد أشخاص
معينين والتهديد بقمع الحريات، يمكن أن توفر المزيد من التفسير لـ "اتفاقات إبراهيم" (
التطبيع)؛ لأننا في نهاية المطاف نحن في الأصل نزداد تشابها".
وحذر الكاتب من خطورة
"اندماج إسرائيل في المنطقة دون إحلال السلام في قلب النزاع بين الفلسطينيين
والإسرائيليين؛ لأن ذلك سيؤدي لنتائج معاكسة، فنحن نسوق للحكام العرب تكنولوجيا
التعقب والرقابة، وهم يقومون بتزويدنا بثقافة سياسية معطوبة، وفي الحقيقة، هذا هو
العقاب الحقيقي على استمرار الاحتلال".
ولفت شيلون إلى أن
"إخضاع "حرس الحدود" وسياسة جهاز الشرطة لوزير "الأمن
القومي" إيتمار
بن غفير، يمكن قراءته في تبني نموذج المليشيات الطائفية، أو
وحدات تخضع مباشرة لجهات سياسية"، معبرا عن قلقه من التصريحات السياسية للحاخامات
في إسرائيل".
وقال؛ إن "حكومة
اليمين الجديدة في إسرائيل يميلون لوصفها حتى الآن على خلفية خمسة إجراءات: الأول؛ يتعلق بالتغيرات التي بدأت في اليمين الصهيوني في فترة حيروت والليكود في عهد
مناحيم بيغن؛ تضخيم البعد الديني - الشعبوي - القومي المتطرف على حساب البعد
الليبرالي. والثاني يتعلق بالطريقة التي فيها اليهودية في إسرائيل تزداد تطرفا من
خلال الدمج بين الدين والقومية المتطرفة".
وأما "التفسير
الثالث، فيشير لعمليات اجتماعية في إسرائيل تكرر ما حدث في أوروبا في ثلاثينيات
القرن الماضي. والرابع يشخص الخطاب غير الليبرالي الذي تأثر مما حدث في الولايات
المتحدة في الفترة الأخيرة، بالأساس منذ عهد دونالد ترامب".
والتفسير الخامس،
"يلقي كل المسؤولية عن التطرف الحالي، الذي يوضح مدى استعداد
نتنياهو لشرعنة
كل موقف تفتضيه إقامة الائتلاف؛ من أجل مواصلة كونه رئيسا للحكومة والنجاة من
محاكمته".
ورأى الكاتب أن
"تشكيل الحكومة ومبادئ بعض الأعضاء فيها، يجب فحصها إزاء عملية الاستشراق
الثقافية التي تمر فيها إسرائيل، والتي تنطوي أيضا على تبني خصائص من الثقافة
السياسية للأنظمة المجاورة".