آخر حلقة في مسلسل السجال
الإسرائيلي الأمريكي تمثل في موقف أعلنه سفير واشنطن لدى تل أبيب توم نايدس، الذي أكد أنه "نصح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ"الضغط على الفرامل"
حول مسألة التغييرات القانونية، وأعتقد أن معظم الإسرائيليين يريدون أن تتدخل الولايات
المتحدة في شؤون إسرائيل، رغم أننا لن نملي عليها كيفية اختيار قضاة المحكمة العليا،
لكننا نؤكد على أن المؤسسات الديمقراطية هي ما يربط بيننا"، وفقا لتقرير نشره
موقع "
ويللا" ترجمته "عربي21".
في سياق
متصل، فقد نشرت وزارة الخارجية الأمريكية تلخيصا لعام 2021، أظهر للمرة الأولى معطيات
حول العنف الذي يمارسه جيش الاحتلال والشرطة والمستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية،
مؤكدا أنه نادراً ما يتم توقيف أي من المستوطنين، أو تقديم لائحة اتهام ضدهم، رغم أنهم
يقومون بإجراءات عنيفة ضد الفلسطينيين.
وأضاف
التلخيص في تقرير نشره موقع "
ويللا"، وترجمته "عربي21"، أن
"قوات الأمن الإسرائيلية عادة لا تمنع هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، وقد شهد
عام 2021 زيادة كبيرة في هذا العنف من المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية،
حيث قاموا بتنفيذ 496 هجومًا ضد الفلسطينيين، في 370 منها لحقت أضرار في الممتلكات
الفلسطينية، وفي 126 وقع ضحايا فلسطينيون، كما قُتل ثلاثة فلسطينيين نتيجة لهجمات المستوطنين
العنيفة".
وأوضح
أنه "بالاستناد لتقارير منظمات حقوق الإنسان، فقد تغيرت طبيعة هجمات المستوطنين
ضد الفلسطينيين، وبعد أن كان يتم تنفيذ الهجمات في الماضي من قبل أفراد أو مجموعات
من 4-3 مستوطنين فقط، فإنه يتم الآن تنفيذ الهجمات من قبل مجموعات من عشرات المستوطنين،
وهناك دلائل تشير إلى أن هذه الهجمات على الأرجح مخططة مسبقاً".
باراك
رافيد، المراسل السياسي لموقع "
ويللا"، نقل عن مصادر في الخارجية الأمريكية
مطالبتها بأن "تتصرف إسرائيل بحزم لمنع العنف ضد الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي
تشعر بالقلق إزاء الأحداث العنيفة في الأيام الماضية، وهي تتوقع أن تكرس إسرائيل نفس
الجهد لمنع العنف ضد الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ومقاضاة المسؤولين عن
الهجمات العنيفة ضد المواطنين الفلسطينيين خاصة في بلدة حوارة".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد
برايس اعتبر أفعال المستوطنين غير مقبولة، ويجب على إسرائيل التصرف على قدم المساواة
في جميع حالات العنف، واستثمار نفس الموارد لمنع مثل هذه الهجمات، ومحاكمة المسؤولين،
وتؤكد الأحداث الأخيرة على الوضع الهش في الضفة الغربية، والحاجة للتعاون لاستعادة
الهدوء".
على
الصعيد الإعلامي الأمريكي، فقد تواصل الهجوم على الحكومة اليمينية الحالية، وفقا لما
جاء على لسان توماس فريدمان كبير المعلقين السياسيين في صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي أعلن أن "نتنياهو يحطم المجتمع الإسرائيلي، وهو يخاطر بمستقبل المؤسسات السياسية
والقضائية في الدولة لمجرد خروجه من المحاكمة التي تنتظره، مع العلم أن إسرائيل لا
تواجه حالياً انتفاضة فلسطينية، بل أحداث عنف من المستوطنين اليهود، وثورة قانونية"، وفق موقع "
ويللا" العبري.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تشهد بالتوازي هجمات فلسطينية
مسلحة، مع توسع في المستوطنات الإسرائيلية، وسيطرة على القرى الفلسطينية من قبل المستوطنين،
وانقلابا من رئيس الوزراء، وكل ذلك يؤكد أننا أمام شيء كبير جدا، مهم جدا، وشخصي جدا،
لأن نتنياهو يأمل أن تؤدي التغييرات القانونية لنهاية محاكمته على تهم خرق الثقة والرشوة
والاحتيال، ما قد يقوده للسجن، مشبهاً ما يحصل من مظاهرات إسرائيلية ضد الحكومة بمواجهة
أوكرانيا لروسيا، لأنه إذا أصبحت إسرائيل ديمقراطية مزيفة مثل المجر، فسيذهب العالم
بأسره نحو الاتجاه غير الصحيح".