سياسة تركية

هل أثرت كارثة الزلزال على شعبية أردوغان والحزب الحاكم في تركيا؟

أردوغان حافظ على توافقه أمام منافسيه في الانتخابات رغم الزلزال- الأناضول
أظهرت استطلاعات رأي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية يحتفظان بشعبيتهما رغم الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب البلاد في 6 شباط/ فبراير الماضي وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

ورغم الاتهام الذي وجه إلى الحكومة التركية في التعامل مع الزلزال في الساعات والأيام الأولى، إلا أن المعارضة التركية لم تحقق تقدما على حساب الحزب الحاكم.

يشار إلى أنه في الانتخابات التي أجريت في 24 حزيران/ يونيو 2018، فقد حصل حزب العدالة والتنمية على 42.56 بالمئة من الأصوات، أما حليفه "الحركة القومية" فقد حصد 11.10 بالمئة.

وجاء حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الثانية بالبرلمان بـ22.65 بالمئة، أما حليفه حزب الجيد فقد حصل على 9.96، فيما حقق حزب الشعوب الديمقراطي 11.70 بالمئة.

وتستعرض "عربي21" أبرز استطلاعات الرأي التي أجريت في شباط/ فبراير  بعد الزلزال المدمر:

استطلاع أجرته شركة Optimar للأبحاث

وفقا للمسح الذي أجرته الشركة، ما بين 19- 23 شباط/ فبراير على 2000 شخص، فقد رأى 67.3 بالمئة من المستطلعين أن أهم مشكلة تواجه تركيا هي الزلزال، وجاء الاقتصاد في المرتبة الثانية بنسبة 18.1 بالمئة.

ولطالما تصدر الاقتصاد استطلاعات الرأي في الأشهر الماضي، على أنه أكبر مشكلة تواجه تركيا.

وتساءلت "أوبتمار" عن الحزب القادر على حل آثار الزلزال، ورأى 29.3 بالمئة أن حزب العدالة والتنمية هو القادر على حلها، فيما بلغت نسبة الذي يرون حزب الشعب الجهوري 19.1 بالمئة.

أما الذين يقولون إن "حزب الشعوب الديمقراطي" سيحل المشكلة بلغت نسبتهم 6 بالمئة، يليهم حزب الجيد بنسبة 5.6 بالمئة. أما معدل أولئك الذين يقولون إنه "الحركة القومية" فنسبتهم 2.3 بالمئة.

لكن اللافت في الاستطلاع الذي أجرته "أوبتمار" أن من نسبتهم 21.3 بالمئة يقولون إنه لا أحد يستطيع حل مشكلة آثار الزلزال، وهي نسبة تعكس عدم الثقة بالسياسيين.

وفي تساؤل لـ"أوبتمار": "هل تعتقد أن الاستجابة بعد الزلزال تم تنفيذها في الوقت المناسب وبشكل صحيح في كافة المحافظات التي تضررت؟".. أجاب 67.7 بالمئة من العينة بأنه لم يتم إجراء التدخل الصحيح في الوقت المناسب، فيما بلغت نسبة الذين قالوا إن الاستجابة جاءت في الوقت الصحيح 35.3 بالمئة.

وفي تساؤل: "هل تعتقد بأن المساعدات المقدمة بعد الزلزال كافية؟"، ذكر 8.4 بالمئة أنها كافية، و24.4 بالمئة إنها غير كافية، ونسبة أولئك الذين يقولون "غير كافية نهائيا" لا تزال عند 9.3 بالمئة، أما من بقي في الوسط فبلغت نسبتهم 22.2 بالمئة.

وذكر 73 بالمئة أنهم يقيمون سلبا عملية تسييس الزلزال، فيما ظل معدل أولئك الذين يقولون إنهم يجدونها إيجابية عند 14.4بالمئة.

وفي تساؤل: "أي من قادة الأحزاب برأيك كان أكثر نجاحا في إصلاح الضرر في فترة ما بعد الزلزال؟"، أجاب 49.7 بالمئة من المستطلعين بأنه الرئيس أردوغان، أما 12.7 بالمئة فقالوا إنه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.

وفي تساؤل: "لمن ستصوت في الانتخابات الرئاسية؟"، قال 43.2 بالمئة لأردوغان، و13.5 بالمئة لكليتشدار أوغلو، ويليه منصور يافاش بنسبة 11.8 بالمئة، وتراجع أكرم إمام أوغلو إلى المركز الخامس بنسبة 7.4 بالمئة، بعد الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش الذي حصل على نسبة 8.8 بالمئة.

يشار إلى أن الاستطلاع الذي أجرته الشركة ذاتها في كانون الثاني/ يناير الماضي، أظهر حصول أردوغان على نسبة 42.1 بالمئة متفوقا على كافة منافسيه، فيما أظهرت النتائج حصول حزب العدالة والتنمية على 41.1 بالمئة.

استطلاع "Areda Survey"
الاستطلاع الذي أجرته شركة "Areda Survey"، ما بين 23.27 شباط/ فبراير، شمل 3 آلاف شخص، أظهر تقدم الرئيس التركي أردوغان على منافسيه في انتخابات الرئاسة رغم الزلزال.

وأظهر المسح، أن حزب العدالة والتنمية حصل على 38.5 بالمئة، وحليفه "الحركة القومية" حصل على 10.5بالمئة.

فيما حصل "الشعب الجمهوري" على 22.8 بالمئة، وحزب الجيد على 10.4 بالمئة، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 10.5 بالمئة من الأصوات المستطلعة.

وأظهر الاستطلاع حصول حزب الرفاه الجديدة على نسبة 1.6 بالمئة، وحزب البلد 1.1 بالمئة، و"النصر" على 1.4 بالمئة، و"ديفا" على 0.9 بالمئة، و"السعادة" على 0.6 بالمئة، و"المستقبل" على 0.4 بالمئة.


وحصل الرئيس التركي على نسبة 49.8 بالمئة من أصوات المستطلعين، يليه في المرتبة الثانية زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بنسبة 21.7 بالمئة.

ويأتي رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش في المرتبة الثالثة بعد كليتشدار أوغلو بنسبة 9.6 بالمئة، يليه الزعيم الكردي صلاح الدين دميرتاش بنسبة 0.6  بالمئة.

أما أكرم إمام أوغلو فقد جاء في المرتبة الرابعة بـ6.9، وصلاح الدين دميرتاش بـ6 بالمئة، فيما حصلت أكشنار على نسبة 2.6 بالمئة.



استطلاع "TEAM"
الاستطلاع الذي أجرته شركة "TEAM"، وشمل 1930شخصا ما بين 18 و20 شباط/ فبراير، أظهر أيضا أرقاما متقاربة مع المراكز البحثية الأخرى.

وأظهر الاستطلاع، أن حزب العدالة والتنمية حصل على 37.5 بالمئة، وحليفه "الحركة القومية" حصل على 6.6 بالمئة.

فيما حصل "الشعب الجمهوري" على 24.5 بالمئة، وحزب الجيد على 11.6بالمئة، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 11.1 بالمئة من الأصوات المستطلعة.


ووفقا لبيانات "TEAM"، فإن حزب العدالة والتنمية تفوق في أنقرة وإسطنبول وأضنة وبورصا وقونيا وقيصري وغازي عنتاب وشانلي أورفا وقيصري وأرضروم، فيما تقدم حزب الشعب الجمهوري في إزمير وإسكي شهير وأنطاليا ومرسين وهتاي، أما في المقاطعات الجنوبية الشرقية فقد ظهر حزب الشعوب الديمقراطي في المقدمة.

ووفقا لبيانات شركة الاستطلاع، فإنها تشير إلى أن أصوات "تحالف الجمهور" لم تنخفض بعد الزلزالين الكبيرين في كهرمان مرعش، مقارنة مع بيانات كانون الثاني/ يناير، حيث استقرت أصوات حزب العدالة والتنمية عند 37.5 بالمئة، بينما ارتفعت أصوات حزب الحركة القومية من 6.5 بالمئة إلى 6.6 بالمئة.

استطلاع "إسطنبول للبحوث الاقتصادية"

وأظهر استطلاع أجرته شركة إسطنبول للبحوث الاقتصادية، بين 16 و20 شباط/ فبراير، بمشاركة 2000 شخص، وجود زيادة طفيفة قدرها 0.1 نقطة في نسبة تأييد أردوغان، بالمقارنة معها في كانون الثاني/ يناير الماضي.

وفي تساؤل "من المسؤول الأكبر عن الدمار الذي حدث في زلزال كهرمان مرعش؟" قال 34 بالمئة من المستطلعين إنهم المقاولون، ونسبة 28 بالمئة الحكومة، و18 بالمئة البلديات.

وفي استطلاعات الانتخابات، أظهر المسح، أن حزب العدالة والتنمية حصل على 33.7 بالمئة، وحليفه "الحركة القومية" حصل على 6.8 بالمئة.

فيما حصل "الشعب الجمهوري" على 25.8 بالمئة، وحزب الجيد على 13.9 بالمئة، فيما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 11.2 بالمئة من الأصوات المستطلعة.

وأظهر الاستطلاع حصول حزب النصر على نسبة 1.9 بالمئة، وحزب البلد 1.5 بالمئة، و"ديفا" 1.3 بالمئة، وكل من "السعادة" و"المستقبل" على 0.7 بالمئة.



لماذا لم تتقدم المعارضة في فرصة الزلزال؟
ذكر الكاتب ورئيس شركة "أوبتمار" حلمي داشدمير أنه في اليوم الثالث من الزلزال ذهب كليتشدار أوغلو إلى هتاي وهاجم الحكومة التركية، لكنه لو قال "تتحمل الحكومة التي بقيت في الحكم 20 عاما اللوم جراء الزلزال، ومع ذلك فإن أولوياتنا إزالة الأنقاض، سنبذل قصارى جهدنا للتعاون، وسننقذ معًا الحياة من تحت هذا الركام. وسندفن مواطنينا الذين فقدوا حياتهم. وبعد ذلك، سنحاسب كلا من الحكومة والأطراف المعنية الأخرى، وبعد الانتهاء من ذلك سنواصل سباقنا في السياسة من حيث توقفنا"..  لتمكن من حصد ارتفاع كبير من الأصوات لحزبه ولاستطاع تقوية يده في الترشح للرئاسة.

وذكر داشدمير في مقال على قناة "TV100"، أن محرم إنجه برز إلى حد ما من خلال البقاء أكثر في مناطق الزلزال جنبا إلى جنب مع الناس، ولكن اتخذت أحزاب المعارضة الأخرى على الموقف ذاته الذي انتهجه حزب الشعب الجمهوري.

وتابع بأن أكشنار في بيانها الأول بعد الزلزال تحدثت عن الانتخابات، ولم تكن الأولوية لديها تضميد جراح متضرري الزلزال مع خطاب تضامن ووحدة.

وأضاف أنه بدلا من أن تتصرف المعارضة على الفور وانتهاز الفرصة في تحويل الحكومة إلى حطام في مثل هذه الأوقات، فقد بقيت هي تحت الأنقاض.

محمد علي كولات، المسؤول عن شركة MAK للأبحاث والدراسات، ذكر أن الناخب غضب أمس، وانتقد اليوم لكنه سيصوت غدا، وسيكون تصويته بحثا عن أمل، ولا يمكن للمواطن الذي هدم منزله وانقلبت الدنيا على رأسه أن يمنح صوته بناء على تعبيرات مجردة.

وتابع في تغريدات على حسابه في "تويتر" بأن الحكومة التركية وعدت الناس ببناء منازلهم، وتريد إجراء الانتخابات مبكرا قبل نهوض الناس من الصدمة التي يعيشونها الآن، فلماذا لا تستطيع المعارضة قراءة ما تقرؤه الحكومة؟