صحافة عربية

"صفقة استراتيجية" وراء رفض بريطانيا وصف "إسرائيل" بالفصل العنصري

رسائل من شخصيات يهودية ببريطانيا رفضت زيارة نتنياهو إلى لندن- جيتي
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن تقريرا حول رفض بريطانيا وصف إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري "أبارتايد"، وذلك في الاتفاقية الأمنية والتجارية و التكنولوجية التي وقعت قبل أيام.  

وفي التقرير الذي أعده أليكس ماكدونالد، وترجمته "عربي21" قال؛ إن بريطانيا التزمت بمعارضة وصف "أبارتيد" لوصف معاملة إسرائيل للفلسطينيين، وكجزء من "شراكة استراتيجية" جديدة بين البلدين.

وتعهدت الحكومة البريطانية  في الاتفاق الذي وقع في يوم الثلاثاء بلندن بمواجهة "التحيز ضد إسرائيل" في المؤسسات الدولية، بما فيها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتم توقيع الاتفاق قبل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى لندن الجمعة، واتفق عليه وزير الخارجية جيمس كليفرلي ونظيره الإسرائيلي إيلي كوهين.

 وحمل الاتفاق اسم: "خريطة طريق 2030 للعلاقات الثنائية البريطانية- الإسرائيلية"، ويهدف بالأساس لتعميق "الروابط الاقتصادية والأمنية والتكنولوجية"، والتعاون  لمواجهة "وباء معاداة السامية" والقضايا الجيوسياسية التي تواجه المنطقة، بما فيها التأثير الإيراني.

وقال كليفرلي في تعليق أعقب حفلة التوقيع: "ونحن نقترب من الذكرى الـ 75 عاما في العلاقات البريطانية- الإسرائيلية، فستسمح خطة الطريق لنا بالاستفادة من الفرص والمصالح المتبادلة، بما فيها التكنولوجيا والتجارة والأمن". وأضاف: "ستقف بريطانيا وإسرائيل معا وبتحد ضد التأثير الإيراني الخبيث في المنطقة، وضد وباء معاداة السامية".

ويتضمن الاتفاق التزاما بـ "معالجة التركيز غير المتناسب على إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، بما في ذلك محاولات نزع الشرعية أو حقها في الدفاع عن نفسها".


وجاء فيه:" ستعمل بريطانيا مع إسرائيل على معالجة استهداف إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان  وكذا المؤسسات الدولية الأخرى، وفي هذا السياق، لا توافق بريطانيا وإسرائيل على استخدام مصطلح "أبارتيد" فيما يتعلق بإسرائيل". خلافا لما توصلت إليه منظمات حقوق إنسان، بما فيها هيومان رايتس ووتش وامنستي إنترناشونال وبيتسليم الإسرائيلية وتصريحات ناشطين إسرائيليين وفلسطينيين، من أن المصطلح قابل للتطبيق على الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال مايكل لينك، المقرر الخاص لحقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية، الذي يتبع مجلس حقوق الإنسان في تقرير له العام الماضي؛ إن معاملة الفلسطينيين "تفي بالمعايير الثابتة لوجود الفصل العنصري".

وتضمنت الصفقة البريطانية- الإسرائيلية موقفا بريطانيا معارضا، لطلب الجمعية العامة في الأمم المتحدة رأيا من محكمة الجنايات الدولية بشأن أفعال إسرائيل في المناطق الفلسطينية؛ لأن هذا "يقوض الجهود للتوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات بين الأطراف، وهو الطريق الوحيد نحو سلام دائم".

وعبرت بريطانيا عن معارضتها لحركة مقاطعة إسرائيل، بي دي أس، التي تحاول الضغط على إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي في المناطق المحتلة.

وورد في الاتفاقية أن حملات كهذه "تتناقض مع سياسة الحكومة البريطانية، وهي ليست منصفة لإسرائيل، ولكنها تقوض جهود تقدم الحوار والمصالحة الإسرائيلية- الفلسطينية، بل وستسهم بزيادة معاداة السامية الكريهة في بريطانيا. وبريطانيا ملتزمة بوقف حملات كهذه من المؤسسات العامة بما في ذلك إصدار تشريعات".

وأضاف البيان الذي أرفق مع التقرير؛ "أن كليفرلي سيطرح موضوع زيادة العنف في الضفة الغربية، حيث قتل فيها منذ بداية العام 86 فلسطينيا و13 إسرائيليا".


وقال المحاضر في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، يائير والاش؛ إن من "المثير للدهشة" قرار بريطانيا توقيع اتفاقية، في وقت تعاني فيه إسرائيل من حالة شلل بسبب محاولات الحكومة الحد من صلاحيات السلطة القضائية. و"من الجدير بالملاحظة واللافت للانتباه، مضي حكومة بريطانيا في هذا الآن، مع أننا نقف على أعتاب أسوأ أزمة دستورية" تمر بها إسرائيل.

وقال؛ إن بعض حلفاء إسرائيل وضعوا مسافة بينهم والحكومة الجديدة في إسرائيل، التي تضم رموزا من اليمين المتطرف دعوا لمحو قرية فلسطينية. وأضاف: "بالنظر إلى الاستقبال الصامت والحذر الذي لقيه نتنياهو في برلين وباريس، وأنه لم يدع بعد إلى البيت الأبيض، فاختيارهم المضي في هذه اللحظة لافت للنظر" في إشارة للبريطانيين.

ومن المتوقع أن تثير زيارة نتنياهو للندن احتجاجات؛ بسبب قمعه للفلسطينيين وإصلاحاته القضائية.

ووقع قبل زيارة نتنياهو للندن أكثر من 1.500 مثقف وفنان على رسالة، تطالب حكومة بريطانيا بعدم التعاون وحرمانه من "الشرعية الدولية". وكان من بين الموقعين الكاتبان ديفيد غروسمان ودوريت رابنيان، ومخرج الأفلام عاموس غيتاي وأوري بارباش، والفنانة تامار غيتر، إلى جانب أكاديميين وباحثين ومحامين.

وجاء فيها: "يحاول نتنياهو في هذه المرحلة الطارئة التي تمزق الجيش والشرطة والمجتمع المدني، لقاء قادة الغرب للتمثيل بوجود شرعية دولية لحكمه"، وتابعت: "نناشد كل الديمقراطيين في بريطانيا، وندعوهم لدعم الكفاح المصيري من أجل ديمقراطية إسرائيل".

وزادت المخاوف من تصاعد التوتر؛ نظرا لتلاقي ثلاث مناسبات دينية في وقت واحد، رمضان وعيد الفصح المسيحي وعيد الفصح اليهودي. ووصف مدير المخابرات الأمريكي ويليام بيرنز الوضع الحالي في الضفة، بأنه يشبه الوضع في الانتفاضة الثانية.

للاطلاع أكثر على تفاصيل الاتفاق بين لندن والاحتلال اضغط (هنا)