سياسة تركية

حزبا باباجان وداود أوغلو ضمن قوائم "الشعب الجمهوري" بالانتخابات.. ما تأثير ذلك؟

باباجان وداود أوغلو وكارامولا أوغلو لم يتمكنوا من تشكيل تحالف داخل التحالف- جيتي
أعلن حزب الشعب الجمهوري، مشاركة أحزاب "السعادة" و"المستقبل" و"ديفا" و"الديمقراطي" ضمن قوائمه البرلمانية بالانتخابات التي تجري  في 14 أيار/ مايو المقبل.

وتتشكل الطاولة السداسية أو "تحالف الأمة" من أحزاب "الشعب الجمهوري" و"الجيد" و"السعادة" و"المستقبل" و"ديفا" و"الحزب الديمقراطي".

ورفض حزب الجيد، مشاركة الأحزاب الصغيرة الأربعة ضمن قوائمه، فيما فشلت الجهود لتشكيل "تحالف داخل تحالف" ما بين أحزاب "السعادة" و"المستقبل" و"ديفا".

وكانت وسائل إعلام تركية، ذكرت أن الأحزاب الصغيرة تلقت وعودا من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو بالحصول على 20 مقعدا في البرلمان لكل منها، ولكن مع المفاوضات الصعبة انخفض هذا الرقم إلى تخصيص 3 مقاعد لكل حزب من الأحزاب الثلاثة "السعادة" و"المستقبل" و"ديفا"، الأمر الذي رفضه الحزب الأخير قبل الموافقة على الصيغة الجديدة.

وتراجع حزب "ديفا" الذي يقوده علي باباجان عن قراره دخول الانتخابات البرلمانية بشعاره الخاص في بعض الدوائر الانتخابية، كما أعلن سابقا.

وأعلن محرم إركيك مساعد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أنهم تقدموا الجمعة إلى اللجنة العليا للانتخابات بطلب تعديل بروتوكول "تحالف الأمة".

وقال إركيك: "قدمنا بروتوكولا إضافيا لبروتوكول تحالفنا، ووفقا لذلك سيشارك حزبا "الشعب الجمهوري" و"الجيد" في الانتخابات بشعاراتهما وقوائمهما الخاصة تحت مظلة تحالف الأمة".

وتابع، بأن أحزاب "السعادة" و"ديفا" و"المستقبل" سيقدمون مرشحيهم ضمن قوائم حزب "الشعب الجمهوري".

ويشير الاتفاق إلى أن تقوم الأحزاب الأربعة الصغيرة بتسمية مرشحين ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، والمفاوضات جارية بشأن الحصص التي سيخصصها حزب المعارضة الأول لهذه الأحزاب.

ولن يكون سوى اسم وشعار حزب الشعب الجمهوري وحزب الجيد على ورقة الاقتراع الخاصة بتحالف الأمة.

الكاتب التركي المقرب من حزب الشعب الجمهوري، إسماعيل صايماز، ذكر أن حزب الشعب الجمهوري قرر تخصيص 30 مقعدا للأحزاب الأربعة الصغيرة ضمن قوائمه البرلمانية.

وأضاف أنه في حال خاضت الأحزاب الستة الانتخابات بقائمة نواب مشتركة فسيحصل تحالف الأمة على 360 مقعدا، وفي حال خاضت خمسة أحزب الانتخابات بقائمة مشتركة فسيحصل التحالف على 280 مقعدا حيث سيتم اتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن الجمعة.

ماذا عن حزب الجيد؟
وبحسب وكالة الأناضول بنسختها التركية، فإن حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد" يعملان على إعداد قائمة مرشحين للانتخابات البرلمانية في بعض المدن، كما أن تحالف الأمة سيحدد قائمة المرشحين للبرلمان في المدن التي لا يحتمل أن يحصل فيها على أصوات، وفق ميول وتوجهات الناخبين.

وسيكون مرشحو حزب الشعب الجمهوري على رأس القائمة البرلمانية في 7 مدن من أصل 10، ومرشحو حزب الخير على رأس القائمة في 3 مدن.

وسيتم تطبيق هذه الصيغة في ولايات أكسراي وغوموشهانة وتشوروم التي لا يتجاوز فيها عدد تمثيل الحزبين في البرلمان 5 نواب ودونها.

الكاتب محرم ساريكايا، في تقرير على "خبر ترك"، كشف أن الصيغة السابقة بين حزبي "الجيد" و"الشعب الجمهوري" قد يتم اعتمادها في 14 أو 16 منطقة، وقد يزيد العدد وفقا لتقديرات قادة الحزبين.

ووفقا للمعلومات، فإن مرشحي حزب الشعب الجمهوري سيكونون على رأس القائمة البرلمانية في "فان"، و"ملاطية"، و"هكاري"، و"بارطين"، وتونجلي، وبينغول، وموش.

أما مرشحو حزب الجيد فسيكونون على رأس القائمة البرلمانية في "تشوروم"، ويوزغا، وأديامان، وغوموشهانة، وبايبرد، وجانقري، وأكسراي، وبيتليس.

هل يستقطب انضمام الأحزاب ضمن قوائم "الشعب الجمهوري" الناخبين؟


الأكاديمي التركي في جامعة ماردين محمد إحسان أوزدمير، قال لـ"عربي21"، التحالف فرصة للأحزاب الصغيرة لكي يتمكنوا من الدخول في البرلمان، والمبادرة التي قدمها حزب السعادة بتشكيل تحالف داخل التحالف مع أحزاب "المستقبل" و"ديفا" لم تنجح، لأنها لا تؤهلهم بتجاوز العتبة الانتخابية (7 بالمئة).

وأضاف أوزدمير لـ"عربي21"، أن الناخب المحافظ الذي يؤيد الأحزاب الثلاثة، قد لا يمنح صوته لقوائم حزب الشعب الجمهوري، أما الناخب المؤطر داخلها ليس لديه مشكلة في ذلك.

وتابع بأن حزب الشعب الجمهوري يستفيد من هذه القائمة في المناطق المحافظة المحسوبة لحزب العدالة والتنمية، من أجل الحصول على مقاعد فيها.

الكاتبة كوبرا بار في تقرير على موقع قناة "خبر ترك" ذكرت أن مشاركة الحزب الديمقراطي والذي يصنف على أنه "يمين وسط" ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، ليس مستغربا. لكن الوضع يعد مختلفا بالنسبة للأحزاب الأخرى "السعادة" و"ديفا" و"المستقبل".

وأوضحت أنه كأحزاب محافظة، مشاركتهم ضمن قائمة حزب الشعب الجمهوري، ستؤثر سلبا على أصواتهم، حتى لو حصلوا على عدد قليل من النواب.

وهناك الملايين من كبار السن من الناخبين المحافظين، في تركيا يقولون إنهم لن يصوتوا أبدا لحزب الشعب الجمهوري، وكان بإمكان هذه الأحزاب الثلاثة خلق صيغة بديلة تستقطب الناخبين المترددين الذين ابتعدوا عن حزب العدالة والتنمية، ونموذج "التحالف داخل التحالف" كان بإمكانه أن يزيد من هذه الإمكانية، بحسب الكاتبة بار.

وفي بيئة يظهر فيها حزب الرفاه الجديد الثقة في الدخول بالانتخابات بقوائمه وشعاره الخاص، فإن دخول ثلاثة أحزاب محافظة في الانتخابات ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، سيقلص فرصها أمام الناخبين.

ورأت الكاتبة أن هذه الأحزاب لو دخلت ضمن قوائم حزب الجيد، لكان من الممكن ظهور كتلة يمينية قوية، لكن الخلافات داخل الطاولة السداسية وموقف حزب الجيد لم تخلق بيئة لمثل هذا التعاون.

وأوضحت أنه بصرف النظر عن صورة الأحزاب المحافظة، فإن قرار الدخول ضمن قوائم حزب الشعب الجمهوري، سيسهم في تقليل حصول "تحالف الأمة" على أصوات الناخبين المحافظين اليمينيين.

ولفتت إلى أن الصيغة الجديدة ستخلق عدم ارتياح داخل حزب الشعب الجمهوري وناخبيه، فقد لا يتمكنون من استيعاب إمكانية التصويت لشخصيات في "ديفا" و"المستقبل" جاءت بالأصل من حزب العدالة والتنمية.

وأشارت إلى أن الوضع الحالي سيزيد من فرص حزب البلد الذي يقوده محرم إنجه، وباختصار فإن هذا القرار المتخذ من أجل الحفاظ على وجودهم في البرلمان، قد يضر الأحزاب اليمينية الأربعة، والتحالف بأكمله بشكل كبير.