قال موقع
ريتم أوراسيا الروسي؛ إن
تركيا تسعى بكل قوة من أجل تشكيل اتحاد للدول الناطقة بالتركية يشابه الاتحاد
الأوروبي، عبر سياسة مرنة تقدم من خلالها الخبرات والدعم العسكري لتلك الدول.
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "عربي21"؛ إن تركيا قامت بتوريد طائرات عسكرية دون
طيار لقيرغيزستان عقب نشوب الصراع العسكري الحدودي مع طاجيكستان، وإعلان كازاخستان
عن استيراد طائرات دون طيار تركية. كما تلقت جيوش
آسيا الوسطى تدريبات على يد
مدربين أتراك، وقدمت أنقرة دعما على هيئة إمدادات من الذخيرة والأسلحة.
وخلال فترة انتشار
فيروس كورونا، تلقت منظمة الدول التركية مساعدات إنسانية من أنقرة. وخلال الزلزال
الذي ضرب تركيا في شباط/ فبراير من السنة الحالية، وقفت دول آسيا الوسطى إلى جانب
تركيا وقدمت لها يد المساعدة. وخلال القمة الاستثنائية التي عقدت في أنقرة في 16 آذار/
مارس الماضي، تم التوقيع على إعلان بشأن إنشاء مركز الدفاع المدني للتعامل مع
تداعيات الطوارئ.
وذكر الموقع أن تعزيز
التحالف بين روسيا والصين وإيران الهادف بالأساس إلى مواجهة توسع الولايات المتحدة، يقض مضجع آسيا الوسطى؛ كونها في المركز الجغرافي لهذا الثالوث. في المقابل، يمكن
للوجود التركي هناك تقليص النفوذ العسكري والسياسي لروسيا والهيمنة المالية
والاقتصادية للصين. وفي ظل هذا الوضع، وُلدت سياسة التقارب التركي مع منظمة الدول
التركية على أساس التعاون الاقتصادي والثقافي بسرعة فاقت تخيلات أنقرة
نفسها.
الاقتصاد أم الثقافة
وتضمن التقرير مقتطف
حوار مع العالم السياسي القيرغيزستاني أرسين أوسينوف، تحدث فيه عن خصوصيات العلاقات
بين تركيا ودول آسيا الوسطى. وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين تركيا ودول آسيا
الوسطى، يقول أوسينوف؛ إن دول آسيا الوسطى تهتم بتطوير العلاقات مع تركيا التي عززت
نفوذها الدولي في السنوات الأخيرة، مع العلم أن الروابط الثقافية والتاريخية تمثل
حجر الأساس لتعاون تركيا مع الدول الناطقة بالتركية.
ويضيف أوسينوف، أن
السنوات الأخيرة تعكس توسيع مجالات التعاون في إطار منظمة الدول التركية. وكجزء من
الوثيقة الموقعة عقب القمة المنعقدة في سمرقند في أيلول/ سبتمبر السنة الماضية،
تعتزم منظمة الدول التركية إقامة تعاون في مجالات عدة، منها التجارة والاقتصاد
والنقل واللوجستيات والثقافة، وغيرها من المجالات.
وإطلاق اسم منظمة
الدول التركية على مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية، كشف عن تغير شكل التعاون بين
تركيا وآسيا الوسطى. وعليه، يعتبر شكل منظمة الدول التركية بديلا للشراكة
الاستراتيجية لآسيا الوسطى مع روسيا والصين.
وفيما يتعلق بفرص
تنفيذ الوثائق الموقعة في قمة منظمة الدول التركية الأخيرة، أفاد أوسينوف بأن قمة
منظمة الدول التركية الاستثنائية أظهرت تضامن الدول المشاركة فيها مع تركيا، بعد أن
اقترح رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف إنشاء مركز الدفاع المدني، والتعامل بشكل
مشترك مع حالات الطوارئ المحتملة، وتوقيع الطرفين اتفاقية بشأن إنشاء صندوق
الاستثمار التركي، برأس مال قدره 500 مليون دولار، من شأنه المساهمة في تنفيذ
المشاريع الاقتصادية في منظمة الدول التركية.
بخصوص ما إذا كانت
منظمة الدول التركية تحولت إلى منظمة إنسانية غير سياسية، بعد إرسال دول المنظمة
عمال إنقاذ ومساعدات إنسانية إلى تركيا، أوضح أوسينوف أن الزلزال الذي ضرب تركيا
والمساعدات التي قدمتها دول المنظم،ة تظهر الإمكانات الإنسانية للمنظمة على مستوى
قادة الدول، وكذلك على مستوى الشعوب.
وتعليقا على كيفية
تأثير الزلازل على شركات المقاولات التركية العاملة في آسيا الوسطى بعد تبين بناء
العديد من المنشآت بشكل مخالف للمعايير المعمول بها، قال أوسينوف؛ إن الشركات
التركية تشارك في بناء مرافق كبيرة مثل المطارات في تركستان وعشق آباد وناطحة سحاب
في طشقند وفندق من فئة الخمس نجوم في دوشانبي، ولم يسجل انخفاض كبير في الطلب على
عقارات هذه الشركات.
التعليم
وردا على سؤال الموقع
عما إذا كان للمؤسسات التعليمية التركية الموجودة تأثير على سياسة قيرغيزستان،
أشار أوسينوف إلى وجود مؤسسات تعليمية تابعة لأنقرة في قيرغيزستان، كعنصر من عناصر
التعاون الثقافي والإنساني بين الجمهوريات، وهو ينفي ممارسة هذه المؤسسات أي تأثير
سياسي.
وقال أوسينوف؛ إن تركيا تقترب من الناحية النظرية من آسيا الوسطى من وجهة نظر
الانتماء العرقي للشعوب التركية. لكن من الناحية العملية، تحاول تركيا تحقيق فوائد
اقتصادية وتسجيل نقاط سياسية، على غرار الحصول على دعم آسيا الوسطى في قضية كاراباخ.