تظاهر
المئات في مدن وبلدات شمال غرب
سوريا، بالتزامن مع مظاهرات في بلدان اللجوء
بأوروبا، الأحد، احتجاجا على استئناف علاقات بعض الدول العربية مع نظام بشار الأسد.
وانطلقت
المظاهرات في
إدلب ومدن الباب والراعي وجرابلس وإعزاز في ريف
حلب، بعد دعوات
أطلقها ناشطون قبل أيام، حملت شعار "لا للتطبيع مع الأسد المجرم"،
للتأكيد على استمرار
الثورة السورية ضد النظام والمطالبة بمحاسبته.
وشارك
في التظاهرة مئات السوريين، من بينهم نازحون ومهجرون بسبب العمليات العسكرية لقوات
النظام السوري وروسيا المستمرة منذ 12 عاما.
وخارج
سوريا شارك مئات اللاجئين السوريين في مدن أوروبية عديدة من بينها: فرنسا، وتركيا، وألمانيا، وهولندا، والنمسا، وبريطانيا، وبلجيكا، والدنمارك.
ويتزامن
الانفتاح العربي على دمشق مع تغير الخارطة السياسية في المنطقة بعد الاتفاق بين
السعودية وإيران حليفة سوريا، لاستئناف العلاقات بينهما.
وبعد
وقوع الزلزال في 6 شباط/ فبراير الماضي، انفتحت عدول دول عربية على النظام السوري،
كان آخرها السعودية، التي أرسلت وزير خارجيتها فيصل بن فرحان للقاء بشار الأسد في
دمشق، وهي أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي منذ القطيعة بين البلدين، عقب استخدام
النظام الحل الأمني في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للأسد.
وخلال
شهر نيسان/ أبريل اجتمع دبلوماسيون من تسع دول عربية في السعودية للبحث في إنهاء
عزلة سوريا على الصعيد الدبلوماسي، فيما قام المقداد بزيارة الجزائر وتونس ومصر
كجزء من الجهود الدبلوماسية.
تأثير الحراك على الدول
الناشط
السوري، ماجد عبد الهادي، قال لـ"عربي21" إن الحراك الشعبي يمكن أن لا
يؤثر على قرار الدول وخاصة "الخليج العربي"، لأن الدول اتخذت مصالحها
فوق كل شيء، بعيدا عن آلام وطموحات الشعب السوري.
وأضاف:
"لا ننسى أن 12 عاما من القتل والدمار والتهجير والتنكيل بحق الشعب السوري،
لم تؤثر في قرارات الدول لوقف الانتهاكات في سوريا".
وتابع:
"المظاهرات بالنسبة للسوريين حافز ودافع لاستمرار الثورة، وهذه التجمعات دليل
على أن الشعب السوري لن يقبل بالعودة إلى كنف نظام الأسد".
ورأى
أن تأثير الحراك الشعبي على المستوى الدولي سيكون طفيفا جدا، لكن يمكن أن تؤثر على
تركيا باعتبار أنها دولة حدودية ولديها قوات عسكرية ضمن الأراضي السورية.
ويقيم
في إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نزحوا
بسبب الحرب.
وحمل
متظاهرون لافتات عدة، كتب على إحداها "ضد كل أشكال التطبيع مع المجرم
الوضيع"، وكتب على لافتة أخرى "من يسامح ويصالح مجرما خائنا فهو
مثله".
وتشهد
سوريا منذ العام 2011 نزاعا داميا، تسبب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص وفي دمار هائل
في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.