كشف ذوو عدد من المعتقلين السياسيين في
تونس عن وضع الموقوفين في السجن، داعين إلى توحيد صفوف
المعارضة من أجل إنهاء ما اعتبروه "انقلاب" الرئيس قيس سعيّد على المسار الديمقراطي في البلاد.
جاء ذلك خلال ندوة حقوقية أدارها الإعلامي المصري أسامة جاويش على قناته بـ"يوتيوب"، شارك فيها كل من سمية الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة، وفايزة رحيم الشابي، زوجة أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي، والحقوقي اليساري عز الدين الحزقي، والد القيادي بجبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، وإبراهيم عيسى، والد القيادية بجبهة الخلاص شيماء عيسى.
وكشفت الغنوشي أن والدتها زارت رئيس النهضة في السجن مرة واحدة منذ صدور قرار توقيفه بتهمة "التآمر"، قائلة إن معنوياته كانت مرتفعة جدا.
واعتبرت أنه "في الحقيقة سعيّد هو المتهم وليس والدي، سعيّد هو من انقلب على الدستور، وهو من يحرض على الفتنة من خلال وصف معارضيه بأبشع النعوت".
في المقابل، انتقدت سمية الغنوشي اقتحام الأجهزة الأمنية لمنزل أختها تسنيم، الموجودة في كندا، معربة عن تخوفها مما فعله عناصر الأمن التونسي داخل المنزل، خاصة أن العملية تمت دون وجود أي من أفراد العائلة في أثناء التفتيش.
بدورها، قالت الشابي إن معنويات زوجها مرتفعة أيضا، كاشفة أنها زارته صباح الخميس ووجدته في حالة جيدة كما عهدته دائما.
وقالت إن "عصام الشابي كان يسألني في الحقيقة عن وضع البلاد وعن أخبار المناضلين والحزب وعن التطورات".
من جانبه، كشف الحقوقي اليساري عز الدين الحزقي أنه "عندما كنا في الطريق إلى السجن، أخبرني حفيدي بأنه فخور بجوهر بن مبارك، كما كان ابني فخورا بي عندما سُجنت عام 1975 في سجون بورقيبة بتهمة التآمر على أمن الدولة".
وتابع: "عندما التقينا بجوهر، أخبرته أن أمنيته تحققت من خلال افتخار حفيدي بما فعله والده، وأنا في الحقيقة فخور بابني، بل بكل الموقوفين في هذه القضية وبكل المناضلين من أجل الحرية".
أما إبراهيم عيسى، والد القيادية بجبهة الخلاص شيماء عيسى، فقال إن ابنته كانت في حالة نفسية سيئة بسبب حالة وفاة في العائلة، لكنها أكدت له في نهاية زيارته لها صباح الخميس أنها لن تستسلم وستواصل النضال.
وأكد أن ابنته تُعامل بشكل جيد داخل السجن دون تضييقات تُذكر إلى حد اللحظة، قائلا: "بل تدخلت ابنتي أثناء محاولة انتحار سجينتين وحالت دون وفاتهما".
وشدد المتدخلون في الندوة على أهمية توحيد صفوف المعارضة بمختلف مشاربها خلال الفترة المقبلة من أجل التصدي للرئيس قيس سعيّد.
وفي السياق، قالت فايزة رحيم الشابي: "توحيد المعارضة على اختلافها أصبح أمرا مهما الآن من أجل مصلحة البلاد، ثم عندما يكون الوضع طبيعيا حيث تسود الديمقراطية يمكننا التنافس بشرف".
وتشن السلطات الأمنية التونسية منذ نهاية العام الماضي موجة
اعتقالات طالت سياسيين معارضين ورجل أعمال وإعلاميًا، ما ينذر بتزايد القمع في بلد يواجه أزمة اقتصادية وسياسية منذ قرار الرئيس قيس سعيّد احتكار السلطات في العام 2021.
سبقت عمليات الاعتقال تلميحات واضحة من الرئيس خلال لقاء بوزيرة العدل ليلى جفال، قال فيها: "من غير المعقول أن يبقى خارج دائرة المحاسبة من له ملف ينطق بإدانته قبل نطق المحاكم، فالأدلة ثابتة وليست مجرّد قرائن".
وتتزامن حملة الاعتقالات وسعي الرئيس قيس سعيّد إلى وضع حجر الأساس لنظامه الرئاسي والذي تميز بمقاطعة كبيرة من قبل الناخبين لا سيما إثر مقاطعة نحو تسعين في المئة من الناخبين دورتي الانتخابات النيابية الفائتة، فضلا عن أزمة اقتصادية خانقة في ظل تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض تسعى الحكومة للحصول عليه من أجل تمويل خزائن الدولة.
وشملت حملة الاعتقالات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعددا من قيادات الحزب فضلا عن العديد من الناشطين السياسيين والحقوقيين والمحامين المعارضين لسياسات الرئيس قيس سعيّد، في خطوة أثارت انتقادات محلية ودولية.